الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولياء الله هم المؤمنون الذين يمتثلون لأوامره ويجتنبون نواهيه

1 أغسطس 2013 21:05
أحمد شعبان (القاهرة) - يحذِّر الله تعالى من معاداة أوليائه ويعلن الحرب على من فعل ذلك لمكانتهم عند الله سبحانه وتعالى فهم الذين يمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه. ويقول الدكتور أحمد الشاعر، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر: ورد حديث قدسي حول جزاء معاداة أولياء الله تعالى فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قال: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته). البشرى يحذرنا المولى سبحانه وتعالى من معاداة أوليائه ويعلن الحرب على من فعل ذلك لمكانتهم عند الله سبحانه وتعالى ولقد بين الله سبحانه وتعالى الأولياء في قوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، «سورة يونس: الآيات 62 - 64»، فأولياء الله الذين يشهد لهم كتابه بالولاية هم المؤمنون الصالحون المتقون والقرآن خير ما يفسر به القرآن. وورد في الحديث الشريف ما يفيد أن أولياء الله من خواصهم أن تدق نفوسهم بحب الله تعالى فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم عند الله تعالى يوم القيامة قيل: تخبرنا يا رسول الله من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم؟ قال: «أولئك قوم تحابوا بروح من الله على غير أرحام تربطهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إنهم لعلى نور وإنهم نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم تلا: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون)، «سورة يونس: الآيتين 62-63». المتقون وفي الحديث القدسي: «أين المتحابون لجلالي اليوم أظلهم تحت ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، وقال عليه الصلاة والسلام: «ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه»، وقال عليه الصلاة والسلام: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وعد منهم: «ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه»، ولما بين سبحانه وتعالى أن معادة أوليائه محاربة له سبحانه وصف هؤلاء الأولياء الذين يستحقون هذا التكريم وهم من تقرب إليه بأداء الفرائض وهم الذين أشار إليهم الحديث بقوله: «وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه» فأفضل عمل يتقرب به العبد إلى ربه أداء الفرائض سواء أكانت فرائض دينية أم اجتماعية أم خلقية كالعبادات المفروضة والعدل وأداء الحقوق إلى أصحابها وبر الوالدين والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل لخير الأسرة وخير الإنسانية وصرف ما أنعم الله به على العبد من صحة ومال وعلم وجاه فيما ينفع الفرد والمجتمع. ومن تقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض وهذا ما جاء في الحديث: «ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه»، والمراد بالنوافل التطوع من أي نوع كالسنن المختلفة والإصلاح بين الناس والأخذ بيد الضعيف المحتاج والسماحة والإحسان ومشاركة الناس في سرورهم وأحزانهم إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة. ارتفاع المنزلة ومن علامات حب الله للعبد أن يضع له القبول والحب من أهل السماء وأهل الأرض وترتفع منزلته عندهم كما صنع مع نبي الله موسى، حيث جعل عدوه يحبه قال تعالى: (وألقيت عليك محبة مني)، «سورة طه: الآية 39»، وروى أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل عليه السلام: إن الله أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض». أشار هذا الحديث إلى علامات ثلاث من علامات حب الله للعبد الأولى ما أشار إليه بقوله: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها» والثانية ما أشار إليه الحديث بقوله: «ولئن سألني لأعطينه»، فمن علامات حب الله للعبد أن العبد إذا سأل الله شيئا من أمور الدنيا والآخرة أعطاه ما سأل وأجابه إلى ما طلب والثالثة ما جاء في الحديث: «ولئن استعاذني لأعيذنه» فمن أخص علامات حب الله للعبد: أنه إذا طلب من الله وقايته وحمايته من الشرور والوساوس التي قد تزيفه وتضله ليظل في نعمة الهداية ويأمن سبيل الغواية، فإن الله يحبه ويعصمه من هذه الشرور ومن كل ما يخافه لأن الله تعالى وحده هو الحقيق بأن يستعاذ به ولا يستعاذ بأحد سواه لأنه هو القادر على أن يحمي المستعيذ به من كل شر والمستعاذ منه النفس والهوى والدنيا والشيطان وأعوانه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©