دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب ألقاه السبت في معقله الانتخابي شيكاجو، الناخبين الذين منحوه ثقتهم في الانتخابات الرئاسية عام 2008 إلى دعم حزبه الديموقراطي في الانتخابات التشريعية غدا الثلاثاء.
وبعد سنتين على فوزه التاريخي ودخوله البيت الأبيض يتوقع أن يتلقى أوباما أول نكسة سياسية كبيرة في هذه الانتخابات لكن ليس قبل أن يضع كل ثقله في حملة تميزت بانتعاش اقتصادي ما زال خجولا للغاية.
فأمام جمهوريين يحشدون قواهم بشكل كبير وجناحهم المحافظ المتشدد المستنفر المتمثل ب”تي بارتي” أو حزب الشاي ، يتوقع أن يفقد حزب الرئيس الغالبية اقله في مجلس النواب. وتقليديا تتمخض الانتخابات الأولى لمنتصف ولاية رئيس منتخب حديثا عن هزيمة حزبه.
وأمام حوالى 35 ألف شخص تجمعوا مع بداية المساء في حديقة “ميدواي بليزانس بارك” ناشد الرئيس الأميركي الناخبين التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع غدا الثلاثاء. وقال “إذا توجه جميع الذين ناضلوا من أجل التغيير في 2008، إلى التصويت في 2010. سنفوز بهذه الانتخابات. وأنتم تعلمون، فقد انخرط الكثير منكم عام 2008 في الانتخابات لأنكم كنتم ترون أننا كنا أمام لحظة حاسمة في تاريخنا”.
والحديقة التي ألقى فيها أوباما خطابه السبت تقع على بعد بضعة كيلومترات من حديقة “جرانت بارك” حيث ألقى في الرابع من نوفمبر 2008 أول خطاب له كرئيس منتخب بعد فوزه التاريخي.
وأضاف الرئيس الأميركي “بعد عامين، أدرك أن نشوة الفوز التي شعرنا بها في جرانت بارك تتلاشى”، في وقت تتوقع فيه استطلاعات الرأي تقدما كبيرا للجمهوريين في عدد المقاعد التي سيحصدونها في مجلسي الكونجرس مع سيطرة شبه مؤكدة على مجلس النواب.
وأقر أوباما بأن التراجع الحالي في شعبية الديموقراطيين ناجم عن الأزمة الاقتصادية والبطالة التي لم تتدن معدلاتها، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية مع “دعاياتها السلبية” لم تصلح في الأمور شيئا.
وقال “ربما أنكم تفقدون الثقة لكنني أريد أن يعلم الجميع: لا تدعوا أحدا يقول لكم إن هذه المعركة لا تستحق عناء خوضها”. وأضاف “لا تدعوا أحدا يقول أنكم لم تحدثوا فرقا بعد”، لافتا إلى الإصلاحات التي طبعت بشكل كبير ولايته الرئاسية حتى الآن ومنها إصلاح نظام التأمين الصحي ومؤسسة وول ستريت.
وكان الرئيس الأميركي أكد الجمعة في البيت الأبيض قبل بدء جولته لحشد التأييد للديموقراطيين، أن الولايات المتحدة تواجه “تهديدا إرهابيا حقيقيا” بعد العثور على طردين مشبوهين في طائرتين متوجهتين إلى الولايات المتحدة.
وأكد أن الولايات المتحدة مصممة على “تدمير” تنظيم القاعدة. وقال في خطاب امس السبت “اعلم أن الأمور كانت صعبة في بعض الأحيان، لكن أتعلمون؟ هذه البلاد تأسست على الصعوبات. بدأت هذه البلاد مع 13 مستعمرة وكان الناس يقولون إنها لا تحظى بأي فرص ضد الإمبراطورية البريطانية”. لكن حتى بعد الاستقلال “كانت الأمور صعبة أيضا. وكان لا بد من إزالة الرق والحصول على حق التصويت للنساء والحصول على الحقوق النقابية ومكافحة الكساد ومحاربة الفاشية والانقسامات في بلادنا بالذات”.
وأضاف أوباما الذي انطلق في آخر جولة سريعة في شرق الولايات المتحدة سعيا لتعبئة قاعدته الانتخابية بالرغم من الرياح المعاكسة “التغيير معد هذه هي العقلية التي نحتاج اليها اليوم”.
وقد تمكن السبت وحده قبل محطة شيكاغو من حشد مجموعة من 1600 شاب ديموقراطي في فيلادلفيا (بولاية بنسلفانيا (شرق) ليطلب منهم الذهاب لقرع “20 ألف باب” حتى يوم الثلاثاء. كما ألقى خطابا أمام نحو عشرة آلاف شخص في بريدجبورت (ولاية كونكتيكات. شمال شرق).
عدد اليوم
