الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدفع الإفطار تقليد رمضاني يقاوم التغييرات ويأبى التقاعد

مدفع الإفطار تقليد رمضاني يقاوم التغييرات ويأبى التقاعد
4 أغسطس 2011 22:45
الكثيرون ينتظرون سماع مدفع الإفطار، أما الصغار فيصرون على أن يذهبوا بأنفسهم إلى مكان وجوده للتمتع بمنظر تلقيمه بالخرق والبارود، قبل إطلاقه مع إشارة المآذن معلنة موعد نهاية صيام اليوم. مدفع رمضان الذي ما زال صامداً في وجه الكثير من التغيرات التي أثرت على الحياة العصرية على الرغم من ظهور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وانتشار مآذن المساجد في كل شبر وعلى نحو واسع بات إلى اليوم يدوي أثناء أذان المغرب معلنا الإفطار، ليصبح تقليداً رمضانياً يأبى أن يحال على التقاعد ويطويه النسيان، ليس هذا فقط، بل بإيقاع صوت طلقاته المدوية كان رفيقاً وأنيساً يحمل البشائر، وكان بمثابة المعلن والمنبّه، حتى قيل إنه يقذف طلقات الفرح، كما اعتبره العديدون رمزاً تقليدياً ومعلماً تاريخياً لشهر الخير والبركات. وقال عبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث والثقافة في الشارقة إن دوي مدفع رمضان يحمل إلى الصائمين فرحة كبيرة، فعلى وقع ضرباته يفطر الصائم، حيث كان الناس في الماضي قبل انتشار الإذاعة والتلفزيون ينصتون إلى مدفع الإفطار بكونه المؤشر الوحيد لموعدي الإفطار والإمساك، كما كانوا يتأهبون لسماع ضربات المدفع الثلاث معلناً بدء أول أيام شهر الرحمة والغفران والعتق من النار بعد ثبوت هلال شهر العبادة، ثم بات المدفع علامة جديدة تدوم شهراً لا يستطيعون الاستغناء قط عن سماع ضرباته التي تعايشهم بمذاق روحي وإيماني. مظاهر رمضان وأضاف المسلم: أن المدفع يستخدم لأغراض كثيرة في المناسبات، كزيارة ضيف عزيز من كبار الشخصيات، ولهذا نلاحظ انتشاره في كل البلاد العربية ومنها مدن كبرى، ولكل مدينة منها حكاية مع المدفع العتيد، الذي لم يعد له وجود في مكانه اليوم، وصار اسمه ومنظره مجرد ذكريات رمضانية ليس إلا. من جانبه في كل أيام شهر رمضان يسرع حسين أحمد إلى التواجد أمام مبنى قصر الثقافة بالشارقة لسماع صوت المدفع الرمضاني، وتعبيراً عن فرحته بسماع المدفع قال: اعتدنا في رمضان أن نشاهد توافد الكثير من الناس من جميع الجنسيات والفئات العمرية على سماع دوى المدفع حين يرفع أذان المغرب ليعلن عن موعد الإفطار. أما عوض سيف 7سنوات الذي حضر مع والده لسماع طلقات مدفع رمضان فقال إن المدفع من أجمل مظاهر رمضان، حيث يتسابق هو وإخوته على مرافقة والدهم لسماع صوته ورؤية طلقاته. ظهور المدفع وذكر أن صوت المدفع يبعث الراحة في نفوس الصائمين، فمجرد تجمع الناس حوله، ومشاهدة رجال الشرطة، وهم يضعون الطلقات في فوهة المدفع وينتظرون أن يؤذن المؤذن، لحظات لا تنسى باعتبارها مشاعر لا تتكرر إلا في شهر الخير والعطاء. الجدير بذكره ترجع الروايات المختلفة أن بداية ظهور هذه العادة الحميدة الرمضانية انطلقت بالمصادفة، حيث خلال تنظيف بعض الجنود أحد المدافع في زمن أحد السلاطين، انطلقت من المدفع طلقة أحدثت صوتا قويا تزامن مع أذان المغرب خلال شهر الخير والبركة والنور، فظنّ المصريون أنه تقليد رمضاني جديد وجب الاقتداء به. وبذلك استحسنوا الفكرة وأثنوا عليها وقصد بعضهم بيت القاضي مقدمين الشكر للسلطان الذي أصدر في الحين “فرماناً” أي أمراً يفيد بإطلاق طلقة عند الإفطار وأخرى عند السحور، ومن الطرائف الأخرى أن عامل مدفع سمع صوتاً ظن واهماً أنه صوت أذان المغرب إذ حجبت الغيوم أشعة الشمس، فأطلق قذيفة مدفع رمضان قبل موعد أذان المغرب في أعقاب ذلك زالت الغيوم، وأشرقت الشمس فأمر السلطان بسجن عامل المدفع عقاباً له على صنيعه.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©