الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحريم الخمر قطعياً استجابة لدعوة عمر بن الخطاب

تحريم الخمر قطعياً استجابة لدعوة عمر بن الخطاب
4 أغسطس 2011 22:46

قال تعالى في سورة البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) «آية، 219»، وهي من الآيات التي نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه السورة العظيمة لتبين أحكاماً شرعية في عدد من المسائل ليكون المسلم صادق الإيمان قوي الالتزام شديد التقيد بأحكام الإسلام فسأل بعض المسلمين عن الخمر والميسر وأجابهم الله سبحانه وتعالى في تعاطيها فقال: (فيهما إثم كبير ومنافع للناس) ولم يقل: هما إثم ولذلك فهم المسلمون من تلك الآية عدم تحريم الخمر والميسر، ولكن الأفضل عدم تعاطيهما بدليل «وإثمهما أكبر من نفعهما» أما النفع فهو نتيجة متاجرتهم في الخمر وما يحصلون عليه من ربح وفي الميسر هو ما ينتقل إليهم من مال بالمقامرة بلا كد أو تعب ثم من النفع ما كانوا يوصلونه إلى الفقراء من مال المقامرة. أما الإثم فيهما ما يصدر عن المخمور من الفحش والتصرفات السيئة المشينة وما يحدث من المقامر من أكل مال الناس بالباطل وبيع ماله نتيجة المقامرة إن خسر وما يورث ذلك من عداوة وبغضاء. ويقول الشيخ صلاح شعبان - إمام بوزارة الأوقاف المصرية -: نزلت هذه الآية في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: «أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل ومسلبة للمال فأنزل الله تعالى هذه الآية. وفي تفسير السعدي أن المؤمنين سألوا رسول الله عن حكم الخمر والميسر وقد كانا مستعملين في الجاهلية وأول الإسلام فكأنه وقع فيهما إشكال ولهذا سألوا عن حكمهما فأمر الله نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتأكيداً لتركهما. فأخبر أن إثمهما ومضارهما وما يصدر منهما من ذهاب العقل والمال والصد عن ذكر الله والصلاة والعداوة والبغضاء أكبر مما يظنونه من نفعهما من كسب المال بالتجارة بالخمر وتحصيله بالقمار وكان هذا البيان زاجراً للنفوس عنهما. ولكن لما كانوا قد ألفوهما ويصعب عليهم تركهما من أول وهلة لم تحرم الخمر بالآية السابقة ولكنها حرمت بآية المائدة: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) آية 90 - 91»، قال الصحابة: انتهينا يا رب وكان إقلاعهم عنها عجباً فقد كانوا يشربون الخمر لعدة سنوات فلما وصل خبر التحريم عند نزول آية المائدة لفظ الشارب الذي في فمه من خمر ولم يقل: أشرب هذه ثم التزم وهذا من لطف ورحمة الله بعباده. وعن عمر أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت هذه الآية التي في البقرة (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) فدعي عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في النساء (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام الصلاة نادى «أن لا يقربن الصلاة سكران» فدعي عمر فقرئت عليه فقال: (اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ» فهل أنتم منتهون) قال عمر: انتهينا انتهينا. والخمر مأخوذة من خمر إذا ستر ومنه خمار المرأة وكل شيء غطى شيئاً فقد خمره ومنه تخمر العقل أي تغطيه وتسده والخمر اسم لكل مسكر وهى حرام سواء كانت مصنوعة من العنب والتمر والحنطة والشعير والذرة كما كانت تصنع في الجاهلية أو الأشربة الحديثة المسكرة التي يدخلها الكحول وتنطبق عليها أحكامها. وهناك قاعدة: ما يسكر كثيره فقليله حرام. أما سبب هذه القاعدة فربما يقول أحدهم أشرب قليلاً من الخمر فهذا ليس بمضر فتجده بعد فترة انجذب إلى كثيره. وهذا من فضل الإسلام أنه يبعد المسلم عن الفتن صغيرها وكبيرها حتى لا تجر الصغيرة إلى الكبيرة. وجاءت السنة النبوية المشرفة لتؤكد حرمة شرب الخمر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً». وعدم قبول صلاته في هذه المدة ليس لكونه نجساً، ولكن لأن هذا الذنب الكبير يحبط العبادات والطاعات وليس معنى هذا أن يترك شارب الخمر الصلاة فإن تركه الصلاة أعظم من شرب الخمر وعلى شارب الخمر أن يتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحا وإذا تاب وأقلع عن شربها رفع الله عنه عقوبته. والخمر محرمة من عشرة جوانب كما ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخمر ولعن معها عشرة: بائعها ومبتاعها والمشتراة له وعاصرها والمعصورة له وساقيها وشاربها وحاملها والمحمولة له وآكل ثمنها». وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه قال سمعت عثمان يقول: «اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل ممن خلا قبلكم تعبد فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت له إنا ندعوك للشهادة فانطلق مع جاريتها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت إني والله ما دعوتك للشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تشرب من هذه الخمرة كأسا أو تقتل هذا الغلام قال فاسقني من هذا الخمر كأسا فسقته كأسا قال زيدوني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ليوشك أن يخرج أحدهما صاحبه». التجارب العلمية والطبية أثبتت التجارب العلمية والطب الحديث أن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى زيادة فورية في محتوى خلايا القلب من الجليسرين والتي تمر بعدة مراحل حيث يبدأ القلب أولاً باستقطاب الدهون الجليسرندية من الدم ثم تحفز خلايا القلب لتكوين هذا النوع من الدهون بنفسها فيكثر بذلك مخزون القلب من الدهون. كما أكد الأطباء أن الكحول يساعد على امتصاص الدهون من الأمعاء فترتفع بذلك نسبتها في الدم وخصوصاً الكوليسترول وكل تلك العوامل تساعد على تصلب الشرايين، حيث تتجمع الدهون وبخاصة الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تصلبها ومن ثم ضيقها وتتكون جلطة دموية والتي تؤدي إلى فقدان العضو لكمية الدم التي يحتاج إليها فيصاب بالاحتشاء ثم يموت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©