الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسراف في الأكل والشراب خلال رمضان أخطاء منتشرة بين المسلمين

الإسراف في الأكل والشراب خلال رمضان أخطاء منتشرة بين المسلمين
4 أغسطس 2011 22:47
استقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في هذه الأيام ضيفهم الكريم - شهر رمضان المبارك - شهر الخير والبركة، شهر التسابيح والتراويح، شهر الصيام والقيام، وهو شهر أوله رحمه، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار، فقد كتب الله علينا صيامه، وأجزل الثواب العظيم لمن صام نهاره وقام ليله لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ،(أخرجه البخاري)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (أخرجه البخاري)، وفيه تصفو النفوس وتسمو الأرواح، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)، (أخرجه مسلم)، وقد خصه الله تبارك وتعالى بنزول القرآن الكريم فيه ليكون هداية للناس وتبياناً لكل شيء وفرقاناً بين الحق والباطل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، (سورة البقرة، الآية 185). تعريف الصيام لغة وشرعاً الصوم في اللغة الإمساك قال تعالى حكاية عن مريم (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً)، (سورة مريم الآية 26) أي صمتاً، لأنه إمساك عن الكلام، وقال الشاعر: خيل صيام وخيل غير صائمة ......... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما وفي الشرع: إمساك عن أشياء مخصوصة، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص، فهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى. فرضية صيام شهر رمضان فرض صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة في شهر شعبان لليلتين خلتا منه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه (سورة البقرة الآيات 183-185). وصام النبي رمضان تسع سنوات كما قاله ابن مسعود - رضي الله عنه - في رواية أبي داود والترمذي، وكما قالته عائشة أيضاً في رواية أحمد بسند جيد، وصام منها ثمانية رمضانات تسعة وعشرين يوماً، وواحداً ثلاثين يوماً. صيام الصبيان من الخير أن يُعوِّد الآباء أبناءهم على الصوم قبل سن البلوغ حتى يتعودوه لأن صيام الصبيان مستحب ولكن بدون قسر أو إكراه حتى يكبروا وهم يحبون العبادة لأن من شَبَّ على شيء شاب عليه، لما روي عن الربيع بنت معوذ قالت: “أرسل النبي غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد ونُصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار” (أخرجه البخاري). وإذا كان الصبي ضعيفاً فإن الأولى أن يُترك ليجرب الصوم بنفسه فإن أطاق استمر وإلا فإنه سيتركه بنفسه وعلى الوالد أن يمدح فيه قوة إرادته ويبين له حكم الشرع بلباقة وسيكون استمراره فيه أو عدوله عنه باقتناع وهذا منهج تربوي سليم. الترهيب من الفطر في رمضان لقد وردت أحاديث كثيرة ترهب من الإفطار في رمضان نذكر منها قوله: “عُرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان” (أخرجه أبو يعلى). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: “من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه” (أخرجه الترمذي). المجاهرة بالإفطار لا شك أن الصوم مفروض على كل مكلف قادر عليه، وهو من الأركان الأساسية في الإسلام، من تهاون فيه فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، ومن أفطر فيه لعذر وجب القضاء لقوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ،(سورة البقرة الآية 185)، فالعذر يرفع إثم الفطر فقط لكن يجب التعويض بالقضاء أو الإطعام على ما هو مفصل في مواضع أخرى. ومع جواز الإفطار لعذر ينبغي الاستتار به وعدم المجاهرة منعاً للظنون السيئة وحفاظاً على مشاعر الصائمين وسداً للباب على من تسول لهم أنفسهم الإفطار عند رؤية غيرهم يفطرون. وإذا كان الاستتار مندوباً لأصحاب الأعذار، فإن المجاهرة بالفطر لغير ذوي الأعذار إثمها كبير، ذلك لأنها علامة على عدم الحياء من الله والناس، وإذا نزع الحياء من الإنسان لهانت عليه كل المنكرات كما صح في الحديث: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت”، وورد أيضاً “الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر” (أخرجه الطبراني). وجاء في الحديث الصحيح قوله: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه” (أخرجه البخاري). هذا وقد أحسنت بعض الدول العربية صنعاً في فرض عقوبة على المجاهرة بالفطر إن لم يكن ذلك من منطلق الإيمان فعلى الأقل من منطلق مراعاة الذوق العام، وينبغي ألا ننسى في هذا المقام أثر التربية الدينية والقدوة الحسنة في البيوت وفي سائر المؤثرات على السلوك. أمور يجب الابتعاد عنها ننصح الأخوة الصائمين بضرورة الابتعاد عن الأخطاء المنتشرة بين المسلمين خلال هذا الشهر الكريم ومنها:- - الإسراف الشديد في الطعام والشراب، وخاصة وقت الإفطار، حيث تقوم الأسر بإعداد أطباق عديدة تزيد عن الحاجة المقررة، بينما هناك أسر لا تجد حاجتها الأساسية. - سهر بعض الشباب حتى الفجر في الأماكن العامة والشوارع والمقاهي فيمالا فائدة فيه، والنوم طيلة النهار، مما يفقد هؤلاء فرصة يجب اغتنامها وهي المحافظة على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن وقيام الليل. - الحرص على الصيام وترك الصلاة، ومن المعلوم أن الصلاة هي أول فريضة فرضها الله على العباد، وآخر وصية وصى بها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - أمته، كما أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، لذلك يجب الحرص على أداء جميع أركان ديننا الإسلامي الحنيف. - متابعة المسلسلات والأفلام الهابطة والفوازير والبرامج التافهة طيلة الليل، مما يحرم المسلم من تلاوة القرآن وقيام الليل وفعل الطاعات، بل ويكون سبباً في ارتكاب المعاصي والآثام. - ترك صلاة الجماعة في المساجد، ومن المعلوم أن صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمساً وعشرين ضعفاً، فما بالك إذا كانت الصلاة في شهر رمضان الذي تضاعف فيه الحسنات، فمن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة في غيره، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. بقلم الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©