الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد بن سعيد سطع له نور إلى السماء عند استشهاده

خالد بن سعيد سطع له نور إلى السماء عند استشهاده
4 أغسطس 2011 22:49
الصحابي خالد بن سعيد من المسلمين الأوائل الذين حسن إسلامهم، وكان من الذين كتبوا للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم، ولما استشهد سطع له نور إلى السماء. ويقول الدكتور ناصر وهدان - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس - ولد خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبدمناف بن قصي، القرشي الأموي، وكنيته أبو سعيد، بمكة ونشأ في بيت نعمة وسيادة وصدارة فأبوه من زعماء قريش، وأمه بنت بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب من ثقيف. وكان وسيما جميلا، واختلف في إسلامه، قيل إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق، فكان ثالثاً أو رابعاً، وقيل كان خامساً. وكان سبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف على شفير النار، وكأن أباه يدفعه ويريد أن يطرحه فيها، ثم رأى رسول الله يقبل عليه، ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره فيأخذه بعيداً عن النار واللهب. ويصحو من نومه مفزوعاً ويسرع إلى دار أبي بكر، ويقص عليه رؤياه، فقال له أبو بكر: أريد بك خيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها. إسلامه ينطلق خالد إلى رسول الله فيسأله عن دعوته، فلقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو بأجياد فقال: يا محمد، إلى من تدعو؟، فيجيب الرسول: «أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عبده ممن لم يعبده». قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، ودخل الإسلام هو وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية. وحين علم والده بإسلامه، أرسل إليه أحد إخوته، ولم يكونوا أسلموا بعد، فجاء خالد ووقف أمام والده، فسبه وبكته وضربه بعصا في يده حتى كسرها على رأسه، وقال: اتبعت محمداً وأنت ترى خلافه مع قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم. قال: نعم والله أتبعه على ما جاء به. فغضب أبوه ونال منه، ولقي خالد عنتاً شديداً وحبسه أبوه بالدار وأخذ يضنيه ويرهقه جوعاً وظمأ. ولما بدا أن ما أنزله من خسف وعقاب لا يكفي، خرج به إلى رمضاء مكة، حيث تركه بين حجارتها الثقيلة الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل وبلا قطرة ماء، ويئس والده من إعادته إلى الشرك فأعاده إلى داره وراح يغريه ويرهبه وخالد صامد يقول لأبيه: «لن أدع الإسلام لشيء، وسأحيا به وأموت عليه»، فطرده من داره وقال: «فاذهب عني حيث شئت، فوالله لأمنعنك القوت - أي الطعام - وغادر خالد دار أبيه بكل ما فيها من نعيم، وذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وظل معه، يعيش بجواره، ويتلقى القرآن منه وينهل من علمه، ويصلي معه في نواحي مكة. هجرته هاجر خالد إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ولما رجع مع جعفر بن أبي طالب، وجدوا المسلمين قد انتهوا للتو من فتح خيبر، وأقام في المدينة، وكان من السابقين لا يتأخر عن أي غزوة ولا يتقاعس عن جهاد للرسول - صلى الله عليه وسلم - وحضر عمرة القضاء وفتح مكة وحنين وتبوك والطائف وجميع المشاهد. وكان - رضي الله عنه - من الذين كتبوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي في مكة، كما كتب رسائله، يذكر ابن عبد البر وابن حجر: «روى إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد قالت: «أَبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم». وقال عنه الأنصاري، وكان أول ممن كتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندما عاد إلى المدينة، بدأ يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف، كما مشى في الصلح بينهم وبين الرسول - عليه الصلاة والسلام - وروي أن خالد بن سعيد أتى النبي ومعه خاتم فضة مكتوب عليه «محمد رسول الله»، فأعطاه إياه وهو الذي في يده بعد ذلك، وبعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته عاملاً له على صنعاء اليمن وصدقات مذحج، ولما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترك خالد وأخواه عمرو وأبان أعمالهم التي استعملهم عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اليمن والبحرين وتيماء وخيبر، ورجعوا إلى المدينة المنورة، فقال لهم أبو بكر: ما لكم رجعتم عن عمالتكم، ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله، ارجعوا إلى أعمالكم. فقالوا: نحن بنو أبي أحيحة - لقب لأبيهم - لا نعمل لأحد بعد رسول الله أبداً. بيعة أبي بكر تأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر. فقال لبني هاشم: إنكم لطوال الشجر طيبو الثمر، ونحن تبع لكم، فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد وأبان. وعندما سير أبو بكر جيوشه إلى الشام، عقد لخالد بن سعيد لواء، فأصبح أحد أمراء الجيش، لكن عمر بن الخطاب عارض في إمارة خالد بن سعيد قبل أن تتحرك القوات من المدينة، وألح على الخليفة أن يغير قراره ويعفي خالد. ولما بلغ النبأ خالد، قال: «والله ما سرتنا ولايتكم، ولا ساءنا عزلكم»، وأسرع الصديق - رضي الله عنه - إلى داره معتذرا له، ومفسراً له موقفه الجديد، ويسأله مع من من القادة والأمراء يجب أن يكون مع عمرو بن العاص وهو ابن عمه، أم مع شرحبيل بن حسنة، فقال خالد: «ابن عمي أحب إليّ في قرابته، وشرحبيل أحب إليّ في دينه»، واختار أن يكون جنديا في كتيبة شرحبيل بن حسنة، ودعا أبو بكر شرحبيل إليه قبل تحرك الجيش، وقال له: «انظر خالد بن سعيد، فاعرف له من الحق عليك، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك، لو كنت مكانه، وكان مكانك، إنك لتعرف مكانته في الإسلام، وتعلم أن رسول الله توفي وهو له وال. ولقد كنت وليته ثم رأيت غير ذلك، وعسى أن يكون ذلك خيراً له في دينه، فما أغبط أحداً بالإمارة، وقد خيرته في أمراء الجند فاختارك على ابن عمه، فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح، فليكن أول من تبدأ به: أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وليكُ خالد بن سعيد ثالثاً، فإنك واجد عندهم نصحاً وخيراً، وإياك واستبداد الرأي دونهم، أو إخفاءه عنهم». من هذا الرجل؟ استشهد - رحمه الله - في معركة مرج الصفر التي دارت بين المسلمين والروم، واختلف أصحاب السير في معركة مرج الصفر، قيل في خلافة أبي بكر، وقيل كانت سنة أربعة عشر في صدر خلافة عمر. وقيل، كان قتله في وقعة أجنادين بالشام قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة. ويروى أن خالداً - رضي الله عنه - لما استشهد، قال الذي قتله بعد أن أسلم: من هذا الرجل؟ فإني رأيت نوراً له ساطعاً إلى السماء.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©