الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطلبة: التربية تضع أعناقنا في قبضة المعلمين

18 سبتمبر 2006 00:14
السيد سلامة: تباينت أمس ردود الأفعال المجتمعية تجاه قرار وزارة التربية والتعليم بشأن تطبيق النظام الجديد لامتحان الشهادة الثانوية العامة والذي يقضي بتطبيق نظام الفصلين وتخصيص نسبة 50 في المئة للتقويم و50 في المئة لدرجة الامتحان في الفصلين الدراسيين· وفي الوقت الذي استقبلت فيه الأوساط التربوية القانون الجديد بترحيب حذر جاءت ردود أفعال الطلاب والطالبات شفافة وكلماتهم صريحة وأكدوا دون مواربة على ان النظام الجديد للامتحانات يفتح الباب على مصراعيه أمام ''سطوة'' بعض المعلمين الذين سيجدون في النظام الجديد فرصة مواتية لتحقيق مصالح بعضهم· وأشار الطلبة الى ان ''أسوأ'' ما في النظام الجديد انه وضع ''البيض'' كله في سلة المعلم تارة من خلال التقويم وأخرى من خلال أعمال السنة وتقييم اداء الطالب بل ذهب بعض الطلبة الى أبعد من ذلك واستخدموا تعبيرات -نعتبرها- قاسية وشددوا على ضرورة نشرها والتركيز عليها بحيث تعي الوزارة منذ البداية ان تطبيق هذا النظام -بحسب آراء الطلبة- سيضع ''الطالب تحت رحمة المعلم'' وأكد طالب آخر على ان الطلبة في هذا النظام سيكونون مطالبين بتقديم ما يعرف بـ''هبة الريح'' أو ''دهن السير'' لبعض المعلمين بل مضى بعض هؤلاء الطلبة الى أبعد من ذلك وقالوا بملء الفم ان النظام الجديد ''سيضع عنق الطالب في قبضة المعلم''· هذه جزئية صغيرة من صورة كبيرة عكست تشاؤم الطلبة تجاه النظام الجديد للامتحان ولكن هناك جزئيات أخرى أكدوا من خلالها على جودة النظام ودوره في تنشيط الطالب وتحقيق الضبط الصفي وخفض معدلات الغياب وتفعيل النشاط الأكاديمي داخل الصف الدراسي· التقت ''الاتحاد'' أمس بأعداد كبيرة من طلبة المدارس الثانوية الحكومية والخاصة واستطلعت آراءهم بشأن النظام الجديد وأكد جهاد ممدوح على ان النظام جيد اذ اقتصر على امتحان الفصلين الدراسيين فقط دون الحاجة الى أعمال السنة أو التقويم لأن وجود أعمال السنة في هذا النظام وبتلك النسبة العالية 50 في المئة يؤثر على تحقيق العدالة ويغبن حق الطالب المتفوق اذ تجد بعض المعلمين يجاملون الطلبة لاعتبارات شخصية كثيرة فهذا والده فلان وذاك ابن علان وثالث والده يعمل في الجهة الفلانية، وهكذا تتحول القضية الى مجرد مجاملات دون النظر الى ''الشفافية'' التي تتحدث عنها الوزارة وبصراحة شديدة المعلم في النهاية بشر وبالتالي هناك من يعدل وهناك من يظلم والمثل يقول ''أصابع يديك لا تشبه بعضها البعض''· عدم المساواة وأوضح إسلام شاكر ان النظام الجديد قد يؤدي الى حدوث تجاوزات كثيرة خاصة من جانب بعض المعلمين الذين تصدر منهم تصرفات قد يبدو منها رائحة الظلم وعدم المساواة بين الطلبة، وأكد أحمد عفيف على ان الوزارة مطالبة بضرورة قصر الامتحان على فصلين دراسيين فقط بشرط ان تكون هذه الامتحانات موحدة من قبل جهة مركزية في الوزارة بما يحقق العدالة بين الطلبة ولا تترك العملية لمجرد اجتهاد معلم هذا يضع اسئلة قاسية وذاك يبسطها وثالث يعقد الطالب وهكذا· وأبدى محمد أحمد قصاب تحفظه على النظام الجديد للامتحانات مشدداً على ضرورة العودة الى النظام القديم حيث يجد فيه الطالب صورة دقيقة لمستواه العلمي بعيداً عن المجاملات التي ستزدهر بين بعض الأساتذة والطلبة ففي النظام القديم لم يكن هناك إجبار من جانب المعلم ولا أحد يتدخل في علامة الطالب فقط على الطالب ان يجهد نفسه في استذكار دروسه ثم يدخل الامتحان ويحصل على الدرجة التي تناسبه أما اليوم فقد تحول الأمر كلياً الى صالح المعلم وعندما نتحدث عن المعلم فنحن نحمل له كل الود والاحترام ولكن هناك بعض المعلمين لا يتورعون عن الضرب بالقيم التربوية عرض الحائط، فهذا المعلم قد لا يتحقق العدل على يديه ويراعى ذلك الطالب في الامتحان الشفهي أو يضع له درجات تمكنه من اجتياز الدرجة الصغرى للمادة وهناك أشياء كثيرة تحدث في الميدان وتعلم بها ادارات المدارس والمناطق التعليمية وهي في حاجة الى ضبط شديد ورقابة لتحقيق الأهداف المنشودة من النظام الجديد للامتحانات· وأكد أحمد جمال على ان النظام الجديد يفتقر الى العدالة بين الطلبة ويجعل الـ50 في المئة في أيدي المعلمين وبعضهم سيحول هذه النسبة من الدرجات والعلامات الى علاقة مصلحة مع بعض الطلبة· وتخوف أحمد محمد يوسف من ان النظام الجديد سيدفع بالطلبة المتفوقين الحقيقيين الى الوراء ويفتح الباب على مصراعيه أمام فئات من الطلبة القادرين من خلال نفوذهم للتأثير على المعلم وممارسة ضغوط قد تجعل منه أداة لينة في يد الطالب وولي أمره كما ان الخوف يتصاعد أيضاً من عدم الشفافية الموجودة في بعض المدارس الخاصة بحيث يتحول طلبة المدارس الخاصة فجأة الى متفوقين وأوائل من خلال أعمال السنة· نفوس ضعيفة وحذّر محمد عبد الله من ضعف نفوس بعض المعلمين وتأثير هذا الضعف على سلامة الجسد التربوي فالقضية التي نحن بصددها ترتبط بالثقة في المقام الأول والأخير نعم الثقة في قدرة الوزارة والمنطقة التعليمية والمدرسة على تطبيق النظام وفق معايير عادلة وموضوعية· واقترح خالد محمد حامد ضرورة ان تكون امتحانات التقويم خلال الفصلين موحدة من الوزارة على مستوى جميع المدارس اذ لا يعقل ان يتساوى الطلبة في التقييم من قبل الوزارة في الوقت الذي تختلف فيه الامتحانات من منطقة تعليمية لأخرى ومن مدرسة لأخرى بل من معلم لآخر داخل المدرسة الواحدة· وقال إسلام خيري: لا يمكن نجاح النظام الجديد في ضوء هذه المخاوف التي يثيرها الطالب والتي يعاني منها يومياً وقد يكون من الأفضل للوزارة ان تقصر النظام على الفصلين فقط دون حاجة لأعمال السنة· ومن جانبه اقترح أحمد عيسى ضرورة تطوير النظام الجديد بحيث يدرس الطالب عدداً من المواد الأساسية والاختيارية التي تؤهله للالتحاق بالكلية التي يرغب الدراسة بها اذ لا يمكن للطالب دراسة هذا العدد من المواد سواء أكانت هناك حاجة اليها أم لا· وفجّر حسن عفيف مفاجأة بقوله إن النظام الجديد الذي ألغى ''رعب'' الثانوية العامة جعل العام الدراسي كله رعباً منذ اليوم الأول فالطالب يهرول الى المدرسة خوفاً من الغياب ويبذل جهداً حتى يرضي المعلم ولا يفقد درجات من أعمال السنة، ثم يتواصل الرعب مع الامتحان الشهري والتقويم ثم امتحان نهاية الفصل ''ليس صحيحاً ان التربية ودعت الرعب بل الأجدر القول إن التربية جعلت الصف الثاني عشر كله رعباً''! تكثيف التوعية وتطرق عبد الله مفلح الى ضرورة تشديد اطر الرقابة على النظام الجديد بحيث لا تكون النظرية جيدة والتطبيق في الميدان غير ذلك· وأشار رامي جدعان الى أهمية ان تبادر ''التربية'' الى تخفيف هواجس الطلبة تجاه هذا النظام من خلال تكثيف التوعية بلوائحه ومواده وتعريف الطالب بحقوقه وواجباته ضمن هذا النظام· ودعا عبد الله فردان ''التربية'' الى دراسة ردود أفعال الطلبة وأولياء الأمور بحيث تكون هناك خطوة تظهر من خلالها ''التربية'' ان النظام لن يكون رهناً بيد المعلم· وقال عبد الله الهاشمي ليس صحيحاً ما يردده البعض من وجود ظلم من جانب بعض المعلمين فالنظام يدفع الطالب نحو الجد والاجتهاد، في حين يؤكد زميله محمد حسين على ان حالة الخوف تسيطر على الطلبة بسبب تحكم المعلم في مصير الطالب من خلال هذا النظام· مسح الجوخ وأكد مهند فارس على ان النظام الجديد سيدفع ببعض الطلبة الى ''مسح الجوخ'' للمعلم بل ان بعضهم قد يدخل في علاقات ومصالح متبادلة مع المعلم طمعاً في الحصول على الدرجة المناسبة في التقويم· وحذر أحمد صالح من خطورة ما يردده بعض المعلمين بشأن التقارير العلمية التي يجب على الطالب كتابتها وتقديمها الى المعلم حيث يرى فيها هؤلاء لوناً آخر من ألوان التجارة العلمية اذ يقوم المعلم بتحديد عناوين للأبحاث المطلوبة ويذهب الطالب الى الانترنت ويستخرج بعضها في حين يختصر طلبة الطريق ويقدمون عنوان البحث الى مكتب خدمات علمية ومع العنوان 500 درهم وبعد 3 أيام يأخذون بحثاً جاهزاً· وأشار أحمد جاسم الى ان بعض الاساتذة يأخذون فكرة سيئة عن طالب ما من خلال تصرف ما وتظل هذه الفكرة ملازمة للمعلم في تقييم أداء الطالب طوال العام الدراسي، وأكد محمد حسن على ان المدارس الخاصة هي المستفيد الاكبر من القرار اذ ستكون الشفافية في ''بعضها'' معدومة تماماً وستظهر المعدلات الدراسية للنجاح وكأننا أمام ''عباقرة''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©