عواصم (وكالات)
أكدت الرئاسة الأفغانية أمس عزمها التغلب على حركة «طالبان» الإرهابية في ساحة المعركة، وقال شاه حسين مرتضوي المتحدث باسم الرئيس أشرف عبد الغني بعد يوم من رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب فكرة إجراء محادثات مع المتشددين عقب هجمات دامية في كابول أوقعت مئات القتلى والجرحى «إنه رغم أن الحكومة شجعت طالبان على إجراء محادثات إلا أن الهجمات في كابول بما في ذلك تفجير انتحاري يوم السبت خط أحمر»، وأضاف «تجاوزت طالبان خطا أحمر وأهدرت فرصة إحلال السلام..علينا أن نبحث عن السلام على أرض المعركة..يجب تهميشهم».
في المقابل، قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم «طالبان» إن الحركة لم ترغب قط على أي حال في إجراء محادثات سلام مع الولايات المتحدة، وأضاف في بيان «استراتيجية الولايات المتحدة الرئيسية هي مواصلة الحرب، ومقاتلو طالبان سيردون بنفس الطريقة إذا أراد الأميركيون التركيز على الحرب». لكن عضوا آخر في «طالبان» قال طالبا عدم نشر اسمه «إن الولايات المتحدة تتواصل مع دول لها علاقات مع الحركة في محاولة لإقناعها بالجلوس إلى طاولة التفاوض». وأضاف «رامب يقول هذا للاستهلاك العام.. هو وفريقه يبذلون قصارى جهدهم لجلبنا إلى طاولة التفاوض..في الواقع أوضح أحدث هجوم في كابول لترامب إمكانات طالبان وقدرتها على تنفيذ هجمات كبيرة في أي مكان». إلى ذلك، كشفت الهيئة العامة المكلفة متابعة العملية الأميركية في أفغانستان «سيغار» أمس أن وزارة الدفاع (البنتاجون) منعتها في إجراء غير مسبوق من نشر عدد الأقاليم التي تسيطر عليها «طالبان» ونسبة السكان الأفغان الخاضعين لها. وقالت إن طلب عدم النشر أربكها علما أن تقاريرها غالباً ما تتضمن انتقادات. ووصف جون سوبكو المراقب العام في تقرير «سيغار» الفصلي هذا التطور بأنه مربك لعدة أسباب أهمها أنها المرة الأولى التي تتلقى الهيئة الأمر بعدم نشر معلومات مصنفة غير سرية وموجهة إلى المكلفين الأميركيين.
وطلب»البنتاجون«من»سيغار«كذلك، ولأول مرة منذ 2009، الامتناع عن نشر عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الأفغانية. وكتب سوبكو إن عدد الأقاليم التي تسيطر عليها الحكومة أو تقع ضمن نفوذها انخفض منذ أن بدأت»سيغار«بنشر الأرقام إلى مستوى غير مسبوق، في حين ارتفع عدد الأقاليم التي باتت تسيطر عليها الحركات المتمردة وهو أمر ليس من شأنه سوى مفاقمة القلق الذي يثيره حجب الأرقام وعدم طرحها للنقاش العام.
وتمكنت طالبان السبت الماضي من تنفيذ اعتداء إرهابي أوقع أكثر من مئة قتيل في قلب كابول بسيارة إسعاف مفخخة، بعد أيام من الهجوم على فندق»انتركونتيننتال«الذي قتل فيه أربعة أميركيين، والهجوم الذي استهدف منظمة»سيف ذا تشيلدرن«في جلال أباد، في شرق البلاد. والاثنين، قتل 11 جنديا على الأقل في اعتداء تبناه تنظيم»داعش«على أكاديمية مارشال فهيم العسكرية في كابول. وأبلغ متحدث باسم»التحالف«أن واشنطن واثقة من أن شبكة حقاني الأفغانية المتحالفة مع»طالبان«تقف وراء تفجير سيارة الإسعاف في كابول. وقال الكابتن توم جريسباك، المتحدث باسم مهمة»الدعم الحازم«التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان»نحن واثقون للغاية من أن شبكة حقاني التابعة لطالبان وراء مقتل أكثر من 103 أشخاص يوم السبت الماضي«.
وجدد ترامب إدانته الهجمات الأخيرة التي شنتها طالبان، وقال إنها عززت التصميم على هزيمة الحركة. وقال»إن الولايات المتحدة لن تجري محادثات مع الحركة بعد الهجمات التي قتلت نساء وأطفال وغيرهم من الأبرياء«. وأكد أنه لن يجرى حوار مع طالبان وسينهي مهمة في أفغانستان لم يتمكن أحد من إنهائها.
عدد اليوم
