الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكاليف الحج بين الرغبة في أداء الفريضة وشعارات أصحاب المكاتب التجارية

تكاليف الحج بين الرغبة في أداء الفريضة وشعارات أصحاب المكاتب التجارية
1 نوفمبر 2010 20:21
أقبل موسم الحج إلى بيت الله الحرام، وتطلّعت القلوب إلى مكة المكرمة راغبة في أداء مناسك الفريضة، داعية “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك”. لكن ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه، إذ تجري الأسعار بما لا تشتهي جيوب الحجاج، فتحول دون أدائهم لهذه الفريضة. حركة “متواضعة” تشهدها مكاتب الحج والعمرة في هذا العام بالذات، يمكن ملاحظتها بالمرور على أي من مكاتب الحج والعمرة في الدولة، حيث يعلن أصحابها صراحة أن موسم الحج هذا العام “ضعيف”، والسبب في ذلك يعود لغلاء الأسعار، والذي يعزى بدوره إلى عوامل منها ما هو محلّي ومنها ما هو خارجي يتعلق بظروف مكة المكرمة. أنواع الحج يقول أحمد أمير، مدير السياحة في مكتب الفتح للسفر والحج والعمرة، إن مدينة مكة شهدت مؤخرا هدم عدة فنادق، ما أدى إلى زيادة الطلب على الفنادق الأخرى التي ما زالت قائمة، وارتفاع أسعارها في المقابل نتيجة اشتداد المنافسة عليها، نجم عنه زيادة الكلفة على حملات الحج والعمرة الإماراتية والتي تراعي في شروطها أفضل المعايير، من حيث الإقامة والسكن والخدمة والرعاية الصحية وغيرها لتضعها في مرتبة أفضل الحملات. من جهة أخرى، يوضح أمير أن أسعار الحملات تتفاوت حسب مستوى الحج والخدمة المتاحة فيه للحاج، كما تتفاوت من مكتب لآخر، مشيرا إلى أن مكتبه يعتمد ثلاثة أنواع من الحج، وهي الحج “الشامل” الذي يتضمن الذهاب إلى مكة والمدينة والمشاعر الثلاثة “منى” و”مزدلفة” و”عرفة”، وتقدم فيه خدمات 5 نجوم من حيث السكن والخيام، وتبلغ كلفته 50 ألف درهم للشخص الواحد بما في ذلك تذكرة الطيران، وهنالك الحج “السريع” الذي يقتصر على الذهاب إلى مكة والمشاعر الثلاثة دون المرور بالمدينة، بالإضافة إلى الإقامة في فنادق 5 نجوم وخيام فاخرة من “الجبسن بورد” وتبلغ كلفة الحاج حوالي 30 ألفاً، أما النوع الثالث فهو حج “الالتحاق” حيث يذهب الحاج إلى الديار المقدسة بسيارته الخاصة ولا يصل المدينة ومكة ويقتصر حجه على الوصول إلى المشاعر الثلاثة، وأداء الفرائض هناك، وهذا النوع من الحج تتراوح كلفته ما بين 6-10 آلاف درهم، وللحاج أن يختار ما بين هذه الأنواع ما يناسب قدرته المالية وميزانيته لهذه الفريضة. ارتفاع غير مبرر يقول عبدالله المزروعي، إنه لم يستغرب ارتفاع أسعار الحج لهذا العام لأن الغلاء طال كل شيء، لكنه لم يتوقع أن تصل الأسعار إلى هذا الحدّ من الارتفاع، موضحاً أنه قام بالاتصال بكثير من الحملات للاستفسار عن تكلفة الحج الشامل ووجدها تصل إلى مبلغ 50 ألف درهم، وهو مبلغ كبير خاصة في ظل الظروف الحالية، ما جعله يقرر تأجيل الحج إلى السنة المقبلة إذا لم تكن الأسعار قد ارتفعت إلى أبعد من ذلك. من جانبه، يوضح أحد الحجاج، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه نظرا لرغبته ورغبة زوجته الشديدة في الحج هذا العام، فقد اضطر إلى دفع مبلغ ضخم يصل إلى 100 ألف درهم لأداء هذه الفريضة المقدسة. ورغم عدم قناعته بعدالة الأسعار، ورغبته في تدخل الجهات المعنية للحدّ منها والتسهيل على المسلمين لأداء هذه الفريضة، إلا أنه يقول “الحمد لله أنني رجل مقتدر وأستطيع أن أدفع هذه النفقات في سبيل الله، لكن المشكلة أن هنالك الكثير من الناس الراغبين في الحج لكن الأسعار المبالغ فيها، تحول دون أدائهم لهذه الفريضة”. ويرى خميس مبارك، أن بعض مكاتب الحج رفعت أسعارها بصورة لافتة، إذ وصلت أسعار بعض الحملات إلى 130 ألف درهم لـ 5 النجوم، وأقلها سعراً وصل إلى 20 ألف درهم. ويقول “بعض الحملات تتعامل مع الحجاج بمنطق التجارة، فتجدهم يعلنون في الصحف عن تسيير رحلات مميزة من دون أي متاعب، وعند حصولهم على قيمة الحج المطلوبة وبمجرد وصولهم إلى الديار المقدسة يجدون أن تلك الوعود مجرد سراب وهذا نهج معظم الحملات والحجاج هم الضحايا”. ويشير نبيل سالم، إلى أنه نظراً لغلاء الأسعار فقد اضطر للبحث عن بديل آخر، فقام مع أصدقائه بالتسجيل في حملات من خارج الدولة، وقد وجد أن أسعارها أوفر بكثير من أسعار الحملات في الدولة. عرض وطلب بدوره، نفى أمير مسألة خضوع أسعار الحج للعرض والطلب، قائلا إن كلّ حاج أو معتمر يختار الحملة المناسبة لوضعه المادي، والأساس الناظم للعلاقة بين أصحاب الحملات والحجاج والمعتمرين هو وجود عقد بين طرفين، وهذا العقد معدّ من قبل إدارة الحج والعمرة في الهيئة وهو يسري على الجميع، وإذا كانت هناك حالات خاصة بين المتعاقدين فيجب ذكرها في العقد، وفي حال وجود خلاف بينهما يقوم الشاكي بتقديم شكوى إلى إدارة الحج والعمرة في الهيئة، أو إلى البعثة الرسمية حيث توجد لديها لجنة خاصة لدراسة الشكاوى والتحقق منها ميدانياً، وإذا ثبت الأمر فإنها أي اللجنة تقوم باتخاذ عقوبات صارمة بحق المخالف قد تصل إلى إغلاق المكتب، بل على العكس من ذلك فمن المعروف والمشهود له أن حملات الحج في الإمارات هي من أكثر الحملات تنظيما والتزاما، ولذلك فهي أكثر كلفة. ويضيف أمير أن أسعار حملات الحج في الإمارات، تعدّ مقبولة بالنظر إلى حجم الخدمات الشاملة المقدمة للحجاج، مقارنة بأسعار الحج في بعض الدول المجاورة، والتي لا تقدم حملات الحج فيها نفس مستوى وعدد الخدمات التي يحصل عليها الحاج من الإمارات، كما أن الارتفاع في أسعار الحملات في الإمارات يعود أيضاً إلى الاشتراطات الدقيقة التي وضعتها بعثة الحج الرسمة للحملات فيما يتعلق باختيار مستويات جيدة من السكن والمواصلات وجميع تفاصيل الرحلة بما يحقق للحجاج اليسر، وهذه المواصفات تزيد من كلفة الحج أيضا. خدمات تليق بالإمارات يبلغ عدد الحجاج المقرر للإمارات هذا العام 6228 حاجاً منهم 5228 مواطناً و1000 حاج من الوافدين يتوزعون على 153 حملة، وبعد دمجها وفق نظام دمج الحملات يصبح عدد الحملات المقررة 44 حملة. واختارت بعثة الحج الرسمية للإمارات 44 واعظاً لمرافقة حملات الحج هذا العام، موزعين بشكل يكفل تغطية كافة احتياجات حجاج الإمارات من هذا القطاع، كما وضعت إدارة الوعظ ضمن خطتها توفير خدمة الردّ على الفتاوى المتعلقة بأحكام الحج وهي خاصة بحجاج الدولة من خلال توفير ثمانية خطوط هاتفية. بالإضافة إلى إعداد مخيمات “عرفة”، وتزويدها بخيم جديدة تتضمن المكيفات والفرش بمستوى جيد، تم تجهيز المخيمات لاستقبال الحجاج في “منى”، وقامت البعثة بعمل جديد هذا العام حيث وفرت “جبسن بورد” في مخيمات البعثة والتي تحفظ البرودة في الخيم، فضلاً عن الفرش اللازم للنوم، وزيادة دورات المياه في “منى” وتوفير شركة للنظافة. خطة طوارئ بناء على توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تم وضع خطة متكاملة للتعامل مع أي طارئ يحدث في الخيام، أو في المساكن، أو في حالات غير متوقعة، لتأمين أعلى درجات الأمن والسلامة لجميع حجاج الدولة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية. وتتضمن خطة الطوارئ الموضوعة هذا العام وجود حافلات قريبة من حجاج الإمارات بشكل دائم وذلك تحسباً لوقوع أي طارئ، وسيتم الاجتماع مع أصحاب حملات الحج في مكة، لإطلاعهم على كيفية التصرف في حال حدوث أي كوارث، والبعثة مستعدة بشكل عام لأي حدث طارئ، فمن ضمن اللجان التابعة للبعثة هناك اللجنة الأمنية التي توجد فيها عناصر من الكشافة لمساعدة البعثة في حماية الحجاج من أي مخاطر مثل الأمطار الغزيرة وغيرها من الطوارئ. البعثة التحضيرية غادرت البعثة التحضيرية للحج إلى الأراضي المقدسة أول أيام شهر نوفمبر، الموافق يوم 24 ذي القعدة 1431هـ، لتجهيز مقرات البعثة واستقبال حملات الحج والإشراف على دخول الحجاج الأراضي المقدسة، وتقديم التسهيلات اللازمة لهم في المطارات والسكن، فيما ستغادر البعثة الرسمية بكامل عناصرها في الخامس من نوفمبر الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ، وستمكث حتى مغادرة آخر حملات الحج، لتعود إلى البلاد فجر يوم 22 من نوفمبر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©