«غطاء الرأس» يبحث فيما اعتمره الأجداد فوق الهامات

اهتم باحثون في التاريخ العربي والتراث المحلي بدراسة أشكال وألوان وتصميمات الأزياء في العالم، وكذلك تباينها الواضح في الدول العربية طبقاً للعادات والتقاليد المتبعة في كل دولة بل واختلافها في كل مدينة. وذهب بعضهم إلى العناية بتفاصيل التراث في كافة مجالاته بما فيها الأزياء الشعبية ودلالة كل قطعة منه على حده. من هذا المنطلق قام الكاتب الباحث محمد السامرائي بتأليف كتاب خاص بتفصيلٍ من الزي العربي، حمل عنوان “غطاء الرأس في التراث الشعبي العربي”، صدر مؤخراً عن “نادي تراث الإمارات”. حيث رصد عن قرب أبرز ملامح أغطية الرأس في الدول العربية كافة، موضحاً مدى الاختلاف في تلك الأغطية بينها مما يدل على الذوق والحرص على المحافظة على تراث الأجداد الذين اعتمروا تلك الأغطية فوق رؤوسهم. ثلاثة فصول توزعت مادة الكتاب عبر ثلاثة فصول رئيسة، كل فصل يضم عدة أقسام، الأول بعنوان “غطاء الرأس في الحضارات القديمة والحديثة” وتناولت أقسامه المنسوجات في الحضارات الأولى، وكذلك في الحضارتين العراقية والمصرية السومرية والآشورية والفراعنة. ثم عرض الفصل الثاني غطاء الرأس عند العرب منذ ما قبل الإسلام ثم في صدر الإسلام فالعصر الأموي فالعصر العباسي فالعصر الأندلسي. أما الفصل الثالث فتضمن “غطاء الرأس في الدول العربية” بداية ببلاد الشام المتمثلة في سوريا والأردن ولبنان وفلسطين. كما تضمن غطاء الرأس في الخليج والجزيرة العربية أولها دولة الإمارات. عشرة مواضيع في هذا السياق، يقول السامرائي “ذكرت عن الإمارات في الكتاب عشرة مواضيع من أغطية الرأس فيها وهي: العقال والخزام، الشطفة والعقال، الغترة، دسمال وسفرة، المجوذتة والمخورة، أم قلم الشباب، العراقية والطيلسان، الشال الصوفي، أنواع الشماغ، القحفية (الكوفية)، عصابة النساء، الشيلة النسائية”. ويضيف “ثم تطرقت لغطاء الرأس في سلطنة عُمان والسعودية فالبحرين فالكويت فقطر فالعراق فاليمن. كما خصصت الفصل الثالث (غطاء الرأس في أفريقيا والمغرب العربي) وشملت ست دول مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب فتحدثنا عن ثمانية مواضيع من أغطية الرأس”. مصادر ومراجع عقب الفصول الثلاثة حرص السامرائي على أن يورد قائمة بأهم المصادر والمراجع المعتمدة فضلاً عن الحوارات والمقابلات الخاصة التي أجراها مع عدد من الأكاديميين والباحثين حول بعض الفترات التاريخية عن أغطية الرأس الرجالية والنسائية في بعض الدول العربية ليستكمل مادة كتابه الذي يعد أحدث إصدارات “نادي تراث الإمارات”. وتعكس الأزياء بصفة عامة حرص المجتمع على التمسك بالقيم والمثل الأصيلة، ولعبت التقاليد المتوارثة والقيم الدينية دوراً كبيراً في تكوين أزياء المرأة العربية عبر السنين. فاتسمت أزياء المرأة في الإمارات بالحشمة والاتساع والطول، فيما اتسمت أغطية الرأس بالبساطة رغم التنوع.