السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديكورات الجبسية تحوّل أجواء منازلنا إلى مناخات قصور

الديكورات الجبسية تحوّل أجواء منازلنا إلى مناخات قصور
1 نوفمبر 2010 20:32
تعد الأعمال الجبسية نقطة مهمة في خلق أبعاد جمالية في محيط الفراغات الداخلية في المنزل، فتنوع الأشكال والزخارف والنقوش يمكنها أن تحول المكان إلى بيئة شرقية دافئة ثرية بمنحوتات هندسية متشابكة ومتداخلة، أو إلى روح التراث القديم البسيط من خلال الأسقف التي تحمل أعمدة جبسية، والمطعمة بزخارف نباتية، إلى الأعمدة والتيجان الجبسية التي ننطلق عبرها نحو أجواء الحضارة الرومانية، فعالم الجبس واسع ومتجدد وزاخر بالكثير من الأفكار، على الرغم من سعره الزهيد مقارنة بالزخارف الخشبية. يقول عبد الرزاق محمد، وهو متخصص في التصميم الداخلي، إن علاقة الإنسان بفن الجبس تعود إلى عصور مضت، حيث أشارت بعض الكتب العلمية والتاريخية المتخصصة إلى مفهوم الجبس وعلاقة الحضارات به، فنجد أن الجبس يعتبر نوعاً من أنواع الصخور، وقد اكتشفه الإنسان قبل آلاف السنين، واستخدمه المصريون والإغريق والرومان في العديد من أعمالهم، وفي معظم المدن التي شيدت في الخليج، كان انتشار هذه المادة أن جعل منها عنصراً أساسياً وضرورية للبناء، كما أن لاستخدام الجبس سمة جمالية، فالمنازل المطعمة بالزخارف الجبسية كانت بلا شك أفضل من المنازل الخالية من هذه الزخارف. تطور تاريخي لقد تطورت الزخارف الجصية عبر التاريخ بدءاً من العمارة المصرية القدمية، مروراً بالعمارة الساسانية والإغريقية والعمارة الرومانية والفارسية، ثم العمارة المسيحية والبيزنطية، لتنتقل إلى العمارة الإسلامية، وقد تميزت في كل من هذه العصور بسمات وصفات تدل كل منها على تلك الحضارات المختلفة، وانتشرت الزخرفة بكثرة في العصر الساساني، وانتقل هذا الفن من الحضارات المختلفة إلى المسلمين، حيث انتقى منها المسلمون ما يناسب ويلائم قيمهم وذوقهم . ونظراً لانتقال هذا الفن من الحضارة الساسانية والبيزنيطة، فقد ظهرت عليه بعض التفاصيل أو الصبغة التي عكست مدلولات هذه الحضارة. ولكن بعد تطور هذا الفن لدى المسلمين أخذ يتبلور شيئاً فشيئاً، ويأخذ الصبغة الإسلامية من خلال استخدام الأشكال الهندسية، فاستعملت الأشرطة والإطارات الجصية والدوائر والحلقات، إذ كان لابد للمسلمين أن يتأثروا بالحضارات الأخرى الأقدم، حيث اتضح طغيان الزخارف الساسانية في العصر العباسي الأول، أما في العصر العباسي الثاني فقد بدا المسلمون بتزيين عماراتهم بأنواع شتى من الزخارف الجصية التي كانت تنبئ بميلاد فن جديد بدأت ملامحه تتخذ طابعاً إسلامياً خاصاً. فظهر نمطان في زخرفة الجبس، تمثل الطراز الأول بالحفر العميق في الزخارف التي استمدت من الطبيعة من خلال تمثيل أوراق النباتات، وظهر الطراز الثاني عندما اتجاه الفنان نحو اتباع البساطة في عمل الزخارف من أجل تلبية الطلبات المتزايدة، وراح يبتعد شيئاً فشيئاً عن الطبيعة. حضور جمالي يضيف محمد قائلًا: من أساليب تصنيع الزخارف الجصية أسلوب الحفر الكامل، حيث تتم عملية الزخرفة عن طريق تصنيع قالب مكون من إطار خشبي حسب القياس المطلوب، ويصب داخل الإطار خليط الجبس، ثم يترك القالب ليجف لمدة نصف ساعة، ثم يتم طبع الزخرفة المطلوبة عن طريق ورق النايلون والكلك، وبعد مرحلة طبع الزخرفة يكون البدء بتحديد الخطوط الخارجية للوحة بواسطة معدات الحفر الخاصة، وتتم عملية الحفر بدقة حتى لا يتأثر الإطار الخارجي لهذه الوحدات، ويجري تفريغه بالمقابل بعد جفاف اللوحة، ثم نبدأ بالمرحلة قبل النهائية، وهي استخدام المبرد للتسوية، لتبدأ عملية التشطيب والسنفرة، وبعدها تكون اللوحة الجبسية جاهزة للتركيب. وهناك القوالب المطاطية يتم اللجوء إليها في حال تكرار الزخرفة فبدلا من القيام بتكرار عملية الحفر اليدوي الذي يمكن أن يستنزف المزيد من الوقت والجهد يتم تجهيز قطعة واحدة ثم يتم نسخها. ويشير محمد: لقد دخل عنصر الجبس كأداة جمالية، حيث تم تنفيذ تشكيلات واسعة من الديكور بالمادة الجبسية، كتكسية الجدران أو الأسقف ببعض التفاصيل الجمالية، بالإضافة إلى القطع التزينية الأخرى التي ترسم ملامح فنية رائعة تحاكي أجواء القصور الملكية، وهناك الكثير من الأشكال الجبسية التي يتم توظيفها وتوزيعها في ثنايا المنزل داخلياً أو خارجياً، من هذه القطع التيجان، حيث تتعدد الأشكال التي يمكن إضافتها إلى الأعمدة سواء على هيئة تيجان أو غير ذلك من العتبات أو الجسور التي تشكل ديكورات البوابات والمداخل، وتتميز التيجان بتنوعها سواء من حيث المظهر أو الاتساع وشكل المكان، يمكن استخدام التيجان كقطع تزينية منفردة أو ضمن مجموعة قطع في تشكلات مختلفة ضمن إطارات على الجدران، أو السقف أو غير ذلك من المساحات الكبيرة والصغيرة. ونجد التيجان أيضاً قد استعملت كقطع مكملة للأفاريز عند الزوايا الداخلية أو الخارجية، وأيضاً كواجهات كقطع فنية بشكل لوحات حجرية من الجبصين، محاطة بإطار تثبت عند أركان الجدران، أو كقطع تزينية تثبت على طاولات حجرية أو جبصية منوعة من الديكور، فعند وضع قطعة من التاج عند الزاوية الركنية بين قائم الفتحة والعتبة الأفقية فوقها، نراها تعمل على كسر حدة الزوايا بينهما. ولتمييز قطعة التاج عن بقية العناصر الجبسية الأخرى يمكن منحها لوناً متناسقاً مع لون الجدار والسقف والكورنيش. كما يمكن وضع التيجان على ركن الموقد مما يضفي جمالاً عليه. استخدامات متنوعة يؤكد محمد أنه يمكن أن نصنع من الجبس ما نشاء من قطع تزينية كالتماثيل والتحف الفنية أو قطع تزينية جدارية وسقفية، كما يمكن صنع بعض الأرفف المحرابية من الجبس لخلق نوع من الحركة الجميلة والحيوية على الجدران، كذلك يمكن أن نضع عليها بعض النحف والفازات والأواني. ويمكن استخدام الجبس في تشكيل قطع إنارة بأشكال مختلفة، حيث تستخدم هذه القطع كعلب مفتوحة توضع فيه المصباح للتحكم بمستوى الإنارة داخل الابنية أو يمكن أن تكون حاملة للشموع. وتصميم زخارف الأبواب أو المنافذ، حيث تعتبر من العناصر المهمة، نظراً لكونها تساهم في إضفاء لمسات جمالية وأنيقة على المكان، وهناك نوعان من هذه الزخارف، منها نوع منفصل حيث يتم إنشاؤه بشكل كامل بأعمدته وعتباته وتيجانه، أما النوع الآخر فهو الذي يتم فيه علاج فتحة الأبواب أو فتحة المكان، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن حجم الفتحة بالنسبة للمكان يلعب دوراً مهماً في اختيار الديكور، من حيث وضع القطع التزينية المضافة، ويبقى مبدأ الزخرفة مرهوناً بحجم المساحة والمكان، حيث يتم انتقاء الزخارف الكبيرة في الأماكن الواسعة، بينما نخلق إيحاء بأن الفتحات الصغيرة ذات حجم أكبر مما هو عليه في الواقع، لذا نلجأ إلى القطع الضيقة وتكون النقوش قليلة وسادة. لمسات يستكمل خبير الديكور حديثه قائلاً: تعتبر مقاسات عتبة فتحة وجوانب الباب من العناصر المهمة في الديكور، حيث يتم اللجوء إلى تزيين الأبواب الخارجية بالقطع التزينية من الجبس عبر وضع الكورنيش فوق عتبة الباب، فهذه اللمسات تمنح الأبواب إيحاءً بالكبر وضخامة المدخل، ويفرض اختيار العناصر التصميمية اعتبارات حجم الأبواب بالنسبة للمكان، فالعلاقة بين حجم الأبواب وأبعاد الكورنيشات هي علاقة طردية. كما يمكن أن نضع تاجاً من الجبس على النوافذ لتخفي سكك تعليق الستائر، مما يعطي إيحاءً بكبر فتحة النافذة أو الشرفة، وصولاً لامتداد السقف. وعادة ما يتم اللجوء إلى الكورنيشات العريضة نسبياً على الجدران الواقعة في مكان واسع، أو في حال وجود فتحة كبيرة بين صالتين مثلاً، بينما يتم اللجوء إلى الكورنيشات الضيقة في المنافذ الصغيرة ضوابط ابداعية أخيرا يشير محمد قائلاً: من القواعد الديكورية التي لابد للمرء أن يتقيد بها المرء، عند انتقاء الأعمال الجبسية، أنه كلما زادت الزخرفة في جانب كان الجانب المقابل أقل زخرفة وأكثر بساطة، وكلما كان المكان كبيراً يتم اللجوء إلى القطع التزينية الكبيرة لقطع امتداد الأبعاد في المكان، والعكس من ذلك توضع الكورنيشات الضيقة والإطارات الناعمة لتوحي باتساع المكان في الأماكن الضيقة، أما من حيث السقوف فيتم اللجوء إلى الزخرفة النافرة في حال السقوف الكبيرة ليبدو المكان اكثر بهاءً ويتمكن الناظر للإحاطة بأبعاد الصالة، أما في حالة أن أبعاد السقف متوسطة أو صغيرة نسبياً، فيتم اللجوء إلى الحركة الخفيفة بواسطة قطع الجبس مع مواد أخرى تساهم في ديكور الغرفة، لتوحي للمشاهد بامتداد الأبعاد وزيادة العمق. تتوقف عملية انتقاء واختيار شكل الجبس وفقاً لنمط وطراز البيت، حيث نجد الجبس السادة والبسيط في الطراز الحديث، والجبس المطعم بالزخارف ينسب للطراز الكلاسيكي، ولكن هذا يتوقف على نظرة المصمم وتفاصيل الأثاث والإكسسوارات ومساحة المكان ومستوى الأسقف. علاج العيوب بغض النظر عن الشكل الجمالي الذي من الممكن أن يتركه الجبس إلا أن وجوده أيضا يساهم في علاج بعض عيوب البناء، منها إخفاء وتغطية هذه العيوب بعد الانتهاء من عملية التشطيب، ويمكن استخدام الجبس في علاج مساحة السطح الصماء الكبيرة من خلال وضع ألواح الجبس وفق تشكيل جميل من الإطارات المتراكبة لتحتوي على إطارات أصغر وذات ألوان مغايرة للتمييز بين المساحة العلوية والمساحة السفلية. بالإضافة إلى عمل بعض الكرانيش والأسقف المستعارة كي تغطي على عيوب التقابل، يمكننا أيضاً أن نضع إضاءة مخفية في أي مكان من الجبس، كما يمكن استخدام الجبس لعمل بعض الحوائط والفراغات في قلب الجدار.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©