الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باسمة يونس: حكاياتي تنساب من أعماق الذاكرة

18 سبتمبر 2006 01:11
أحمد خضر: حين تتوالف الحروف، وتتواشج العبارات لتخلق فضاءات رحبة، وعوالم جديدة، لا لتناقض الواقع، بل لتتمثله، وتعيد تركيبه وفق رؤى وصيغ جمالية، لها أبعادها المختلفة عن المعاش والمألوف، عندها يكون للكتابة طعم الديمومة، كشجر الزيتون، والحب الأزلي الذي لا يفنى ما دامت الفعالية الإنسانية قائمة، وعندها يكون الإبداع في أحلى صوره· دعوة لنا للدخول إلى عالم الأديبة المبدعة باسمة يونس، هذه المتوهجة بالثقافة، والرؤى الإبداعية المتعددة، والتي استطاعت أن تكون أبجديتها الخاصة، وترسم مسارها رغم وعورة التضاريس، باسمة يونس رمز للمرأة العربية المقاومة في وجه كل المعوقات، والتي تمتشق القلم الذي يفيض حباً وانحيازاً ودفاعاً عن المرأة، سمحت لنا بالإطلال على عوالمها الإبداعية من خلال هذا اللقاء ·· عالم جديد ماذا تعني لك كتابة القصة ؟ القصة بالنسبة لكاتبها عالم فريد ·· مدهش ·· إنها لحظة نابضة من السحر تسرقه إلى عالم جديد ومثير·· حينما أكتب كأنني أحلق في فضاءات العوالم التي أكتبها·· أعيش بين السطور حكايات وأنغاماً وقصص حب ، كل ما أكتبه أشعر به، وبعض مما أكتبه عبارة عن جزء من مكنونات القلب، وحكايات الذكريات· إنني أعشق كتابة القصة، إنها النبض الذي أزرعه في شرايين الصفحات، ولا أعتقد أنني سأتوقف يوماً عن الكتابة ما دمت قادرة على الإمساك بالقلم والتفكير، وأعتقد أن كتابة القصة موهبة فريدة من نوعها وليس بالمقدور تعلمها، قد يكتب أحدهم قصة متقنة لمرة واحدة، وقد لا يكتب من يكتب عشرات القصص أية قصة· هل درست تكنيك القصة ؟ لم أدرس فنيات القصة ، ولم أذكر ذات يوم بأن هناك علماً يسمى الموهبة الأدبية ، درست آداب اللغة الإنجليزية ، ودرست الحقوق، ولكنني أعشق الكتابة فوق كل شيء ، وأعلن أن كتابة الإبداع لا تدرس ولا تعلم ولا تتوارث· من أين تستمد الكاتبة باسمة يونس مادتها القصصية ؟ حينما أكتب القصة فأنا لا أتخير الواقع والشخصيات والحدث·· إنها أشياء تنساب من الأعماق كأن الذاكرة تعيش عالم الحكاية، وبدأت تفصح عن الأسرار العتيقة المطوية، أحياناً أفكر بأن هناك سراً ما في أعماق كل كاتب وشاعر وفنان، إنهم بشر حقيقيون، لكنهم لا يعيشون الحياة كما يعيشها الآخرون، نحن بحاجة إلى واقع مختلف، ولكن أكثر الموجودين حولنا لا يستطيعون تفهم ما نريد·· نحن نحب الحياة والناس، ولكننا غير قادرين على الاندماج معهم في كل الأوقات والأحيان، لذلك أتمنى لو استطاع كل إنسان يتعامل مع أديب أو فنان أن يصل إلى مفهوم هذا التعامل من خلال تقبل كل ما يراه بدون سوء فهم· في مخيلتي يعيش الكثير، هناك جذور لحكايات عتيقة تريد أن تبرز إلى السطح، وهناك فروع لأعمال خرجت لكنها تريد أن تتمدد وتتسلق مواطن التذوق في نفوس الآخرين، أفكر كثيراً بأن هناك عملاً ما يريد أن يحيا خارج ذاكرتي، أخطه فوق الورق، لكن في كل مرة أكتشف أنني لم أصله بعد ، وأنني ما زلت في بداية المشوار·· خلف السر الغامض· في فترة الكتابة كما سبق وأن تحدثت أعيش الكتابة·· أشعر أن القلم هو لساني·· والحروف هي الصوت الذي يخرج من قلبي، كل ما حولي يشكل إبداعاً، وأريد أن أصل إلى نتيجة ما·· لذلك فإن أصعب ما في الكتابة بداية الفكرة·· وأشق ما فيها لحظة الخروج من دائرة الحدث إلى النهاية· الكتابة والواقع البيئة في الكتابة والواقع لهما تأثير على شخصية الكاتب، ما هي البيئة التي تنطلقين منها ؟ الكتابة في أي مكان من الوطن العربي متشابهة·· إننا نكتب بذات الحس والشعور عن بيئة شرقية واحدة وعن تقاليد وعادات لا تختلف إلا بالشكليات البسيطة، والسطحية جداً ، لذلك أستطيع الكتابة عن بطلة قصة يقرأها أحدهم في المغرب أو مصر أو الخليج العربي ·· ويشعر كأنه رآها، وتعرف عليها في حياته، وقد تكون إحدى نساء عائلته أو مدينته، لذلك أشعر دائماً أنني لا أكتب لقراء معينين في بلدي، بل أنا أكتب بل أنا أكتب بقلم واحد يفهم خطوطه الجميع· تعددت الآراء حول وجود خصوصية ما للأدب النسائي ·· ما رأيك ؟ يوجد بالفعل ما يسمى أدب نسائي ·· هذا ما أراه أنا·· وهذا ما أقول به دائماً·· الأدب النسائي الذي أعنيه هو القلم الذي تكتب به امرأة عن امرأة أخرى تشبهها، تعيش مثلها دورة الحياة واختلاجات النفس والمشاعر والقلق والحب والغضب والانفعالات·· المرأة وحدها هي القادرة على الكتابة عن امرأة مثلها، والرجل وحده هو القادر على الكتابة عن رجل مثله وما يحدث من نقل للمشاعر بقلم امرأة أو رجل هو مجرد نقل آلي مع بعض التوابل اللغوية لا تجربة حقيقية يعيشها، غادة السمان مثلاً حين كتبت عن حبوب الهلوسة·· جربتها كي تكتب عنها بصدق، ولا أقول إن ما فعلته شيء جيد ، لكنها فعلت ما يجب أن يكون كي تصبح قادرة على الكتابة بصدق وواقعية· كتابة القصة ممارسة الكتابة الأدبية·· هل يمكن أن تتحول إلى عمل روتيني ؟ لا يتحول العمل الإبداعي أبداً إلى عمل روتيني، الإبداع هو إبداع اللحظة، رسم لوحة جميلة يحدث مرة واحدة حينما تنضج الفكرة في رأس الفنان، وما يحدث لها من نقل وتكرار بعد ذلك لا يسمى إبداعاً أبداً، كتابة القصة إبداع اللحظة، وتنقيحها بعد ذلك هو ما يسمى بالعمل الروتيني الذي أمقته وبشدة· هل حلمت يوماً أن تكوني أديبة ؟ لم أشعر أبداً أنني أريد أن أصبح كاتبة أو أديبة، كل ما حدث أنني وجدت نفسي أفكر بأشياء وأحداث يجب الخروج بها من عالم السرية إلى الحقيقة، وهكذا بدأت أسرد الحكاية التي قاومت الصمت·· وأرادت أن تحكي عن نفسها بلسان القلم· ماذا تقولين في الموسيقى ؟ الموسيقى ليست هوايتي·· لكنني أحبها في بعض الأحيان وأكرهها بثوب العصر الجديد ، وما يسمى الفيديو كليب·· أشعر كأن الأشياء الجميلة بدأت تمسخ لأنها تتجه إلى التقليد الأعمى·· كأن امرأة سمراء تصبغ شعرها بالأشقر الفاتح·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©