الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجواء تراثية ترفيهية تظلل ختام ملتقى السمالية الصيفي

أجواء تراثية ترفيهية تظلل ختام ملتقى السمالية الصيفي
22 أغسطس 2014 12:21
حفل ختام ملتقى السمالية الصيفي بالعديد من الأنشطة التي بينت مدى استفادة الطلاب من كل الأنشطة التي شاركوا فيها على مدار ثلاثة أسابيع. وتفاعل الطلاب بقوة مع الموروث الشعبي وجملة القيم والعادات والتقاليد الإماراتية القديمة، والتي تميز الشخصية الإماراتية، ما يعكس نجاح الملتقى في تحقيق الأهداف التي أقيم من أجلها. أسهم ملتقى السمالية الصيفي لهذا العام، الذي يحظى برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، خلال العطلة الصيفية في تعزيز الانتماء والولاء للوطن في نفوس طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، كما ساعدت الفعاليات التي شارك فيها الجميع على نشر ثقافة التراث الوطني وترسيخ معطياته ومضامينه الإنسانية والتربوية والقيمية فكانت فعاليات الختام جامعة لكل ما تناوله الملتقى خلال الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى استقبال الجزيرة العديد من الزوار الذين يرونها حارسة التراث الأصيل في الدولة بامتياز. أركان تراثية حول وصول ملتقى السمالية الصيفي 2014 إلى محطته الأخيرة، حيث مشاهد الختام التي أثرت مخيلة الصغار، وتركت لديهم انطباعات جيدة ومن ثم حركت شجونهم للمشاركة في الملتقى من العام المقبل، يقول الباحث في شؤون التراث بمركز السمحة، وأحد مشرفي فعاليات الأسبوع الثالث من الملتقى جاسم الحمادي «اكتسب الناشئة والشباب عبر أيام ملتقى السمالية الصيفي هذا العام العديد من المعارف والقيم والمهارات التي حرصت إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات على تفعيلها عبر الورش التراثية، ومن ثم تعميق ثقافة الطلاب التراثية عبر اندماجهم في الأركان التراثية التي توزعت في جميع أرجاء جزيرة السمالية، التي بدورها أبهرت الصغار، وجعلتهم في حالة من النشاط الدائم، ومن ثم الحرص على حضور جميع الفعاليات وهو ما جعل الفترة الصيفية غنية بكل الأنشطة المرحة والجاذبة، فضلاً عن أن الملتقى كان حلقة وصل بين الماضي والحاضر». ويذكر الحمادي أن ملتقى هذا العام الذي ألقى بكلمة الختام في ربوع الجزيرة كان محطة مهمة لاستقبال العديد من الزوار ومن مختلف إمارات الدولة، إذ زار السمالية في ختام الأنشطة والفعاليات وفد من مركز الدراسات والتدريب الوطني في عجمان، كما كان لزيارة وفد مركز كلباء الشاطئ وقع خاص، حيث اندمج طلابه مع المشاركين في الملتقى وتعرفوا على كل الميادين بالجزيرة، وشاركت الوفود التي جاءت في حفل الختام في مسيرة العلم البحرية في ساحة الميادين المطلة على البحر مباشرة، وشاركوا أيضاً في ورشات العادات والتقاليد الإمارات، بالإضافة إلى الاندماج في الأنشطة الترفيهية المختلفة وممارسة الألعاب الشعبية. عمل جماعي إلى ذلك، يوضح منسق الأنشطة والفعاليات بنادي تراث الإمارات محمد المرزوقي أن ملتقى السمالية الصيفي حقق أهدافه المرجوة خلال العطلة الصيفية، وحصد نسبة مشاركة عالية من قبل طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، خصوصاً وأن نادي التراث يهدف من خلال تنظيم هذا الملتقى تكريس قيم الإيثار والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد، وهو ما يحدث تجانسا بين الصغار وبعضهم بعضاً، ومن ثم حرصت إدارة الأنشطة على أن يكتشف الطلاب مواهبهم الفردية بأنفسهم، وأن يختاروا الأنشطة المحببة إليهم وعلى مدار أيام الملتقى وارتباط الطلاب بالجزيرة يزداد يوماً بعد آخر، وهو ما أسهم في رعاية هذه الفئة وتقديم أوجه الدعم لها. ومن مركز الدراسات والتدريب الوطني في عجمان، حرص وليد الأصبحي على زيارة جزيرة السمالية من أجل يوثق ما تتميز به هذه المحمية الطبيعة من مقومات تراثية على أعلى مستوى. ويوضح «للسمالية قيمة ودور في صقل مهارات أبناء الوطن ومن ثم غرس القيم والعادات والتقاليد الإماراتية في نفوسهم، لذا فإن فكرة تصوير فيلم وثائقي عنها من الأهمية بمكان خصوصاً وأنني أحب أن أنقل مشاهدها الطبيعية بمنتهى الدقة عبر الصورة وهو ما سيسهم في عرض هذا الفيلم في مركز الدراسات والتدريب الوطني في عجمان، ومن ثم إهداء هذا العمل إلى الجزيرة حتى يعرض خلال الأنشطة والفعاليات الخاصة بها على مدار العام، كما أنه سيكون بمثابة تعريف حقيقي لما تتمتع به السمالية من طبيعة خلابة لكل من يزورها في المستقبل». تجديد سنوي لا يخفي مدير مركز كلباء الشاطئ في الشارقة أحمد الكعبي أنه عندما زار جزيرة السمالية العام الماضي كان يعمل نائباً لمدير المركز، وأعجبته الجزيرة بصورة كبيرة وعندما تولى منصب المدير هذا العام وضع زيارة السمالية على رأس جدول الأعمال بمركز كلباء الشاطئ. ويشير إلى أن ملتقى السمالية الصيفي يتجدد كل عام ومعه تتجدد أيضاً فعالياته، فضلاً عن أن الجزيرة تمتلك مقومات عجيبة وتغري الزوار إلى العودة إليها مرة أخرى، فضلاً عن أنها بالفعل مركزي تعليمي على مستوى خصوصاً في التراث، ومن ثم نقله بسلاسة إلى الجيل الحالي، الذي يحتاج إلى الاطلاع على ماضي الأجداد بصورة مقاربة له وهو ما يتوافر في ربوع الجزيرة. وعلى شاطئ البحر وفي إحدى الخيم التراثية المنصوبة على أحد شواطئ جزيرة السمالية، جلس الطالب محمد علي الحوسني وسط زملائه بهذا البيت ليتحدث إليهم عن حياة البحر في الحياة القديمة، وأهمية صيد الأسماك بالنسبة للآباء والأجداد. ويلفت الحوسني إلى أنه من أسرة تمتهن البحر وأن والده من البحارة القدامى الذين كانوا يصنعون شباك الصيد بأنفسهم وكذلك صناعة بعض قوارب الصيد، ويؤكد أنه حاول بجدية أن ينقل تجربة عائلته هذه إلى زملائه في ملتقى السمالية الصيفي، الذين كانوا يستمعون له بكل اهتمام ويطرحون عليه بين الحين والآخر بعض الأسئلة وسط دهشة بعض المدربين التراثيين. ألعاب شعبية تجمع العديد من الطلاب في ساحة الميادين من أجل ممارسة العديد من الألعاب الشعبية المحببة إلى النفوس. ومارس المشاركون لعبتي كراب وشبير شبير. والطريف أن بعض الطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم سبع سنوات كان يمارسون هذه الألعاب بمستوى عال من الحرفية والأداء الرفيع. ويبين المشرف على التراث علي يوسف أن ملتقى السمالية الصيفي كان متميزاً من البداية حتى الختام. وفي واحدة من المباريات التي اتسمت بالحماس الشديد «شد الحبل»، التي شارك فيها أكثر من مركز تراثي، بلغ الحماس ذروته حيث حاول كل فريق بمشرفيه أن يجذب الحبل باتجاهه في إشارة إلى رغبة كل طرف في كسب هذه الجولة. ويقول بدر محمد علي مدير مركز أبوظبي إن الألعاب الترفيهية بشكل عام جذبت جميع الطلاب وأضفت عليهم الشعور بالبهجة. وحفلت اللحظات الأخيرة في حفل ختام ملتقى السمالية الصيفي 2014 بالعديد من الأنشطة المحببة لدى الأطفال ومنها ركوب الهجن في ساحة الميادين، حيث تجمع الطلاب ليستعرضوا مهاراتهم في الصعود على ظهور الجمال بتشجيع كبير من مدربي الهجن بجزيرة السمالية، وفي أثناء ذلك تجول طلاب وهم على ظهور الجمال حول شاطئ الجزيرة في مشهد يؤكد أنهم تلقوا تدريبات عالية، ولم يختلف الأمر حين توجهوا إلى ركن الخيول الرئيس حيث أظهروا براعتهم في تطويع الخيل والقفز بها فوق الحواجز. رفع المعنويات فور وصول طلاب المراكز التابعة إلى نادي تراث الإمارات إلى أرض الجزيرة انغمروا في جملة الفعاليات الترفيهية، التي تم تنفيذها في ساحة الميادين التي تطل مباشرة على البحر. ويذكر المدرب التراثي والمشرف بنادي السمحة التراثي السيد الفضالي أن الأسبوع الأخير من ملتقى السمالية الصيفي رفع معنويات جميع الطلاب، خصوصاً وأن إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات حرصت على تكريم المتميزين، ومنح جميع المشاركين جوائز في رسالة بليغة الهدف منها الاعتزاز بجيل المستقبل الذي يدرك التحديات المحيطة بها، ومن ثم الاندماج في فعاليات ترتقي به على الصعد كافة. مسيرة العلم على شاطئ جزيرة السمالية وبالقرب من ساحة الميادين تجميع العديد من طلاب المركز التابعة لنادي تراث الإمارات من أجل الانضمام إلى مسيرة العلم البحرية التي حظيت بحضور عدد كبير من العاملين بنادي تراث الإمارات وزوار الجزيرة وكذلك الطلاب. وحين بدأت المسيرة انطلق الجميع يرددون الأهازيج الشعبية بشكل جماعي، وارتفع لواء الوطن خفاقاً والجميع يحرص على أن تمضى القافلة لتجوب الشاطئ في أجواء حماسية ظهرت على وجوه المشاركين، حيث استمرت المسيرة ما يقرب من عشرين دقيقة بطول الشاطئ. «سنع» القهوة حركت دلة القهوة شجون الطالب محمد فراس من مركز أبوظبي حيث قرر أن ينفذ ما تعلمه حول «سنع القهوة» طوال مدة ملتقى السمالية الصيفي 2014، وجلس بين الباحثين في شؤون التراث أحمد مرشد الرميثي وسالم المنصوري، وفي أثناء ذلك ظل الطفل يتحدث عن بعض العادات التي تعلمها عن آداب القهوة العربية، وسط تحفيز الرميثي والمنصوري له وهو ما جعل الطفل يشعر بأنه يستطيع أن يقدم واجب الضيافة في مثل هذه المجالس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©