افتتح معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة أمس أعمال ''مؤتمر الدفاع الخليجى'' وذلك بقاعة المؤتمرات في مركز المعارض بأبوظبي·
ورحب معاليه فى بداية كلمته بالمشاركين فى المؤتمر - الذى يعقد بالتزامن مع معرض ''ايدكس ''2009 مشددا على أن المعرض شهد نقلات نوعية متميزة منذ بدايته واستطاع فى دورته التاسعة أن يؤكد مكانته المتميزة كأحد أبرز المعارض الدولية المتخصصة فى الصناعات الدفاعية·
وقال معاليه ''إنه لشرف عظيم مشاركتكم لنا في يوم افتتاح مؤتمر الدفاع الخليجي الذي يقام على هامش فعاليات معرض الدفاع الدولي ''آيدكس'' والذي يعقد تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ''حفظه الله'' القائد الأعلى للقوات المسلحة''·
وأشار الى أن هذا المعرض العالمي شهد نقلات نوعية متميزة منذ بداياته وعلى مدة ستة عشر عاما استطاع في دورته التاسعة أن يؤكد مكانته المميزة كأحد أبرز المعارض الدولية المتخصصة في الصناعات الدفاعية·
وأكد أن دورة ''ايدكس'' الحالية تعد الأكبر والأشمل في تاريخه الأمر الذي يؤكد المكانة الدولية المتزايدة للمعرض والثقة التي يحظى بها بين أقطاب الصناعات الدفاعية على المستويين المحلي والدولي·
وأضاف أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن العديد من الملفات التي تشمل الصراع على مصادر المياه وغيرها من القضايا المتصلة مباشرة بالأوضاع العالمية كظاهرة الإرهاب والتصدي للتطرف·
وأكد أن المؤتمر يعد أهم منتدى استراتيجي يتصدى من خلالها نخبة من الخبراء والمحللين العسكريين الدوليين بدراسة ردود الفعل وموقف دول مجلس التعاون الخليجي من الأمور الملحة ودور القوات المسلحة والتهديدات غير التقليدية والمتعلقة بالأمن وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على دول المنطقة·
وشدد على أن المؤتمر سيكون تجربة مثيرة لجميع المشاركين فيه، خاصة أنه يعقد في ظل ظروف دولية تتطلب مزيدا من البحث والنقاش والتوصل لحلول خاصة مضيفا أن هذا المؤتمر سيكون غنيا بما تتوصلون إليه من مداولات لمسائل بيئية والتأثير المناخي وغيرها من الموضوعات·
وقال إن هذا المؤتمر فرصة طيبة لكافة الوفود الرسمية ووسائل الإعلام حيث يوفر لهم المكان الحقيقي للاستفادة من وجهات النظر الثاقبة التي سيدلي بها كبار الخبراء علي المستوى الإقليمي والعالمي والإطلاع على التجارب والخبرات السابقة في هذا المجال ويعمق الرؤى حول الكثير من التساؤلات ويقدم بشأنها تفسيرات معمقة تساعد على التعامل والتعاطي معها وتساعد أصحاب القرار لبناء مواقفهم منها·
التغييرات المناخية والتهديدات الامنية
وقدم الادميرال كريس باري المدير العام السابق لمركز التطوير والمفاهيم والعقيدة في وزارة الدفاع البريطانية عرضا لمجموعة من التغييرات التي سيكون لها تأثير مباشر على طبيعة الحياة خلال السنوات القليلة المقبلة ومنها التغيرات المناخية الخطيرة التي ستؤدي الى الكثير من المشكلات والصعوبات التي ستعاني منها معظم دول العالم موضحا أن تلك التغيرات ستؤثر على فقدان الاراضي نتيجة لارتفاع مناسيب المياه في البحار مما سيضطر الكثير من الافراد القاطنين على السواحل إلى النزوح الى المناطق الداخلية وهو ما سيوجد الكثير من المشكلات الاجتماعية والأمنية والسياسية·
وأضاف أن التنافس القوي بين القوى الكبرى للسيطرة على آليات السوق الحرة على أشده وكذلك الصراع على امتلاك التكنولوجيا والتكنولوجية الحيوية وتكنولوجيا الفضاء وتكنولوجيا النانو التي ستلعب دورا حيويا في مستقبل التكنولوجيا للعالم في الاعوام القليلة المقبلة·
وذكر أن حلف شمال الاطلسي ''الناتو'' والولايات المتحدة لايزالان من أهم المحركين والمؤثرين على الساحة السياسية والعسكرية الدولية لكن الاوضاع ستتغير في القريب العاجل بدخول لاعبين جدد على الساحة العالمية سيكون لهم تأثير مباشر وخطير على مجريات الامور في العالم حيث إن الكثير من الدول تسعى لامتلاك التكنولوجيا بمختلف أطيافها لتكون سلاحا رادعا أمام الاخرين·
وأشار الى أن بروز ايران كمصدر تهديد مباشر ومواقفها لفرض هيمنة اقليمية كاحتلالها ثلاث جزر من الإمارات وبرنامج التسلح الإيراني الذي يتعدى احتياجاتها للدفاع عن نفسها فضلا عن احتمالية امتلاكها للسلاح النووي يجعلها تلعب دورا في أمن وحماية دول الخليج العربي·
وأكد باري أهمية المظلة الأميركية في منطقة الخليج العربي، والتي تستفيد منها دول الخليج لتطوير قدراتها الذاتية مؤكدا أهمية المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج لضمان الاستقرار الإقليمي، وقال إن الإدارة الأميركية الجديدة تعي أهمية تحقيق المصالح المشتركة وتوفير الأمن والاستقرار في دول الخليج والشرق الأوسط·
وأكد أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين وحل القضية الفلسطينية إضافة الى أفغانستان لأن وجود التوتر المستمر يوجد التطرف الذي بدوره يساهم في زيادة التهديدات الإرهابية في المنطقة·
ويستضيف مؤتمر الدفاع الخليجي التي تنظمه ''مجموعة جينز للمعلومات'' بالنيابة عن شركة أبوظبي الوطنية للمعارض عدداً من القادة العسكريين من حول العالم والخبراء الأمنيين الذين سيناقشون التحديات والتهديدات الأمنية الجديدة في المنطقة والعالم·
واستحوذ الملف النووي الإيراني على نقاشات الجلسة الثالثة من المؤتمر وسط تأكيدات المتحدثين على أن استمرار إيران في برنامجها النووي لانتاج سلاح نووي سيشكل تهديدا أمنيا خصوصا لدول المنطقة وسيجعل القوى الدولية تتخذ قرارا بعزلة إيران·
وقال مارك فيتزباتريك المسؤول في المؤسسة الدولية للدراسات الإستراتيجية ومقرها المملكة المتحدة، في عرض قدمه عن إيران ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع التهديد الإيراني، والمتمثل في مضي طهران في برامجها لتخصيب اليورانيوم وانتاج الأسلحة النووية مما يشكل تهديدا للأمن الدولي ومخاطرة كبيرة لا يمكن السكوت عنها على حد قوله·
وأكد أن الغرب ومعه المجتمع الدولي سيستخدم الدبلوماسية لإقناع إيران في التخلي عن برنامجها النووي وإلا فإنها ستدفع ثمنا غاليا اذا ما استمرت في رفض قرارات مجلس الامن الدولي، فالغرب سيمارس ضغوطا اقتصادية واسعة من خلال شركات التأمين والبنوك، مما يؤثر بشدة على مصادرها مع ايران ولا سيما في مجال النفط·
و أكد فيتزباتريك ضرورة عقد التفاوض المباشر بين الرئيس الإيراني وصناع القرار في بلاده والرئيس الأميركي، كما أكد أهمية التشاور مع جيران إيران من الدول الخليجية ''حتى لا يشعروا أنهم مستبعدين عن القضية الإيرانية''، مشيرا الى أن الرئيس الأميركي الجديد أتاح فرض التعامل مع إيران إلا أن إيران مصرة على إنتاج السلاح النووي وهذا غير مقبول·
وقال إن ايران في وضعية ''غير جيدة'' مع انخفاض أسعار النفط في الوقت الراهن ما سيؤثر على اقتصادها وبالتالي يجب عليها التحاور والتعاون حتى لا تصبح معزولة سياسيا واقتصاديا·
وقال إن برنامج إيران النووي سري للغاية ما يزيد من القلق والمخاوف على أمن وسلامة المنطقة مشيرا الى أن المخابرات الأميركية تعتقد أن ايران لديها خطط نووية منذ العام 2003 وتستمر في انتاج الأسلحة النووية ولديها برنامج للصواريخ خطير جدا· ودعا إسرائيل أيضا لوقف مشروعها النووي الجاري في مفاعل ديمومة·
وأكد '' يجب العمل على ردع البرامج النووية في المنطقة وضمان وقف إيران عملياتها النووية حتى تحظى المنطقة وشعوبها بالأمن والسلامة والاستقرار·
وقال الخبير البريطاني إن عدد من الدول العربية والخليجية يسعى لاستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية وليس لإنتاج الأسلحة كما تفعل إيران·
مجابهة الإرهاب النووي
من جهته قدم الدكتور يفجيني آنتونوفيتش كوشنير المسؤول في المركز الروسي الفدرالي النووي خلال الجلسة عرضا عن استخدام الأنظمة لحل مشكلات مجابهة الإرهاب النووي·
وقال المقصود بالإرهاب النووي أي عمل تخريبي ضد المصالح العامة واستخدام الأجهزة والمعدات النووية ضد السكان والحكومات وهو مرتبط بالأفعال المقصودة·
وقال إنه من الضروري العمل على نظام متكامل لمجابهة الإرهاب النووي وإيجاد الوسائل للتقليل من مخاطر الإرهاب النووي وزيادة الحماية والتخفيف من الهواجس التي تنجم عن التهديدات الإرهابية·
وقال إن مستويات أنظمة مجابهة الإرهاب النووي تتمثل في مرحلة الوقاية ومرحلة الاستجابة ومرحلة التقليل من عواقب الإرهاب النووي·
عدد اليوم
