سيد الحجار (أبوظبي)
تنطلق طائرة «سولار إمبلس 2» من أبوظبي في رحلتها حول العالم، والتي تعد الأولى من نوعها بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية دون استعمال قطرة وقود واحدة، خلال شهر.
وقالت الدكتورة نوال الحوسني مدير عام الاستدامة بـ «مصدر»، إن الطائرة سوف تنطلق في رحلتها مطلع مارس المقبل من أبوظبي، حيث ستتوقف في 12 محطة حول العالم، وستعبر المحيطين الهادي والأطلسي، لتعود بعدها إلى العاصمة الإماراتية بنهاية يوليو أو بداية أغسطس.
وأوضحت الحوسني، خلال مؤتمر صحفي عقد بمطار البطين الخاص في أبوظبي أمس، إن الرحلة سوف تستغرق 600 ساعة طيران، يتم تنفيذها خلال 5 أشهر، موضحة أنه سيتم إجراء اختبارات وتدريب على الطيران في أبوظبي قبل بدء الرحلة.
وأضافت أن الطائرة ستقطع نحو 40 ألف كيلو متر حول العالم، حيث تطير «سولار إمبلس 2» بسرعة تساوي سرعة السيارة، أو ما بين 50 و100 كيلو متر في الساعة.
وذكرت الحوسني أن الطائرة سوف تتوقف في 12 محطة حول العالم، موضحة أن بعض الرحلات تستمر لأكثر من 5 أيام.
وتشمل محطات توقف «سولار إمبلس 2» حول العالم، مسقط في سلطنة عُمان، وأحمد آباد وفاراناسي في الهند، وماندالاي في ميانمار، وتشونجتشينج ونانجينج في الصين، وهاواي وفينيكس ونيويورك ومحطة أخرى لم يتم تحديدها بعد في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة لمحطتين في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.
الريادة والابتكار
وأوضحت الحوسني أن استضافة «مصدر» للطائرة، تأتي في إطار تشجيعها لروح الريادة والابتكار والتقنيات النظيفة، موضحة أن الفترة المقبلة سيتم إتاحة الفرصة أمام الزوار من المدارس والجامعات للاطلاع على التقنيات الحديثة المستخدمة في الطائرة، فضلاً عن تنظيم ورش تعليمية لسكان الدولة حول الطائرة.
وأشارت إلى مشاركة عدد من الإماراتيين ضمن فريق الدعم الخاص بالرحلة.
وأعلن مؤسسا وقائدا طائرة «سولار إمبلس 2» بيرتراند بيكارد، وأندريه بورشبيرج، خلال المؤتمر الصحفي، عن تفاصيل مسار رحلتهما حول العالم والتي تعد الأولى من نوعها بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية دون استعمال قطرة وقود واحدة، كما أنها أول رحلة تجوب العالم اعتماداً على الطاقة النظيفة دون أن ينتج عنها أي انبعاثات ضارة بالبيئة.
ويبلغ طول أجنحة الطائرة 72 متراً، وهي بذلك أكبر من أجنحة طائرة بوينج، وتم تركيب 17248 خلية شمسية على الأجنحة لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل محركات الطائرة الأربعة، وتزن الطائرة 2300 كيلوجرام فقط، أي ما يقارب وزن سيارة عائلية.
ويعتزم فريق «سولار إمبلس 2» إقامة الفعاليات والأنشطة في محطات توقف الرحلة وسيُجري قائدا الطائرة أيضاً مكالمات مباشرة أثناء الرحلة عبر منصة Google Hangouts لإيصال رسالة المشروع والتفاعل مع الشباب وخبراء القطاع ومسؤولي الحكومات بهدف تحفيز الجميع، لا سيما الشباب، على الابتكار والتفكير الإبداعي. إلى ذلك، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة «مصدر»: «ليس بغريب أن تحظى هذه المبادرة الطموح بدعم وتشجيع دولة الإمارات، إذ إنها تتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة بتحفيز ودعم ورعاية الابتكار. ويسرنا أن وصول طائرة «سولار إمبلس 2» إلى أبوظبي واستعدادها للانطلاق في رحلتها حول العالم يتزامن مع بدء عام الابتكار في الدولة ومع أسبوع أبوظبي للاستدامة».
التكنولوجيا النظيفة
ويعتزم قائدا الطائرة وفريقها القيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة لممثلي القطاع والشباب وطلاب الهندسة في أبوظبي قبيل انطلاق الرحلة التي ستستغرق 5 أشهر.
وقال أندريه بورشبيرج، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي للمشروع: «تعتبر سولار إمبلس 2 الأكثر طموحاً وجرأة بين الطائرات الشمسية، ويكمن تميّز هذه الطائرة في قدرتها الفائقة على التحليق لعدة أيام وليالٍ متتالية».
وأضاف: «على «سولار إمبلس 2» إنجاز ما لم تحققه أية طائرة شمسية قبلها لتتمكن من إكمال رحلتها بنجاح، فهي تحتاج للطيران لخمسة أيام متتالية فوق المحيطات وعبر القارات دون أي وقود وبقيادة طيار واحد في مقصورة قيادة غير مجهزة لمواجهة تغيرات الحرارة والضغط».
ووصلت طائرة «سولار إمبلس 2» إلى أبوظبي يوم 6 يناير الجاري مع طاقمها المؤلف من 80 من المهندسين والفنيين.
عدد اليوم
