السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

انطلاقة متميزة لـ«منتدى أبوظبي للنشر»

انطلاقة متميزة لـ«منتدى أبوظبي للنشر»
31 يناير 2018 00:55
أبوظبي (الاتحاد) انطلقت أمس فعاليات الدورة الأولى من منتدى أبوظبي للنشر الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تحت شعار «التحولات والإنجازات في صناعة الكتاب - تجربة الإمارات»، بمشاركة ناشرين وكتاب من مختلف دول العالم من المختصين في عالم النشر، يمثلون مؤسسات ومراكز ومعاهد حول العالم. واستهلت أعمال المنتدى بكلمة افتتاحية ألقاها سيف غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتور هاني تركي، مدير مشروع المعرفة للجميع، رئيس المستشارين التقنيين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قال فيها: «إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نعمل بتوجيهات من القيادة الرشيدة على بناء ركائز التحول إلى اقتصاد المعرفة والتي تقع عمليات الإنتاج المعرفي ضمن أبرز أولوياتها. ونسعى في هذا السياق إلى ترسيخ محفزات وعناصر استدامة التنمية عبر الكتاب حامي التراث والهوية الوطنية وجسر التواصل والتسامح والحوار بين الدول والشعوب». مشيراً إلى أنّ الإنجازات الحضارية التي مرّت بها المجتمعات عبر العصور، خير دليل على أهمية انعقاد فعاليات هذا المنتدى لكونها تسلط الضوء على صناعة النشر منذ اختراع الكتابة، الاختراع الذي يُعد أعظم اختراع في تاريخ البشرية، إلى اختراع أدوات الكتابة، ومن ثم وصولاً إلى اختراع الطباعة بالحروف المتحركة. من هنا نعتبر أنّ الثقافة طريق حتمي للتطور الاقتصادي والاجتماعي والفكري، وهو ما يمنح الاعتناء بصناعة النشر العربية مكانة خاصة وأهمية متزايدة. وأضاف غباش: «إن هذا المنتدى بجلساته وحواراته المتنوعة، بمشاركة شخصيات مؤثرة وفاعلة، هو منصة لبحث التحديات التي تواجه قطاع النشر في المنطقة عموماً، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص. ونحن في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، نؤمن بأنّ الإنجازات التي حققتها دولتنا عالمياً في مجال النشر وصناعة الكتاب وحقوق الملكية الفكرية، ساهمت في التأسيس لنقلة نوعية في هذا القطاع تبشر بأن تحتل دولتنا مكانة مرموقة في صناعة الكتاب، بل أن تكون أيضاً عاصمة إقليمية لهذه الصناعة مع توافر البنية التحتية التي بتنا نمتلكها اليوم من جهات حكومية راعية للنشر ودور نشر إماراتية رائدة وطموحة، ومدن ومناطق داعمة للنشر والكتاب». وكشفت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، في كلمة ألقتها خلال افتتاح فعاليات منتدى أبوظبي للنشر، عن آخر المشاريع التي تعمل عليها الجمعية، وقالت: «نقف على أعتاب تحقيق إنجاز مهم هو الأول من نوعه في العالم العربي، حيث نعمل مع شركائنا في وزارة الاقتصاد، وجهات أخرى محلية ودولية، من أجل تأسيس أول مركز لإدارة حقوق النسخ في المنطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة». وقالت: «عندما يتم الإعلان عن تأسيس هذا المركز، ستكون دولة الإمارات أول دولة في العالم العربي تؤسس مركزاً لإدارة حقوق النسخ، وتكون من بين الدول القليلة السباقة على المستوى العالمي لتأسيس مثل هذا المركز الذي سيسهم حتماً في تطوير صناعة النشر والصناعات الإبداعية بصفة عامة لكي تصبح شريكاً حقيقياً في التنمية وبناء مجتمع الغد». واستعرضت الشيخة بدور أهم الإنجازات التي حققتها جمعية الناشرين الإماراتيين خلال الأعوام القليلة الماضية، قائلة: «حققت جمعية الناشرين الإماراتيين في السنوات الأخيرة، إنجازات عديدة نفخر بها، فقد تحسنت جودة الكتب من حيث التصميم والطباعة والإخراج الفني، وتنوع المحتوى إلى شتى المجالات، كما زاد عدد دور النشر وتضاعف عدد الإصدارات بنسب كبيرة، وزاد الإقبال على معارض الكتاب التي تُنظم بالدولة من جميع الفئات العمرية، خاصة الأطفال، وهو ما يعد نجاحاً باهراً في حد ذاته». وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «كان انضمام جمعية الناشرين الإماراتيين إلى اتحاد الناشرين الدوليين من بين أهم النتائج الاستراتيجية التي نجحنا بأن نصل إليها، فالدرب كان صعباً والتحديات كانت كبيرة، ولكن إصرار وعزم كل الناشرين الإماراتيين أوصلنا في النهاية ليس فقط للانضمام لهذا الاتحاد الدولي، بل كان لجمعية الناشرين الإماراتيين دور مهم في انضمام ستة بلدان عربية للاتحاد الدولي للناشرين، بينما نساند حالياً دولاً عربية أخرى للانضمام لهذا الاتحاد، ما يُعد اعترافاً دولياً بتطور صناعة النشر في دولتنا، ويعتبر أيضاً مؤشراً واضحاً على المساهمة الإيجابية للثقافة والإبداع الإماراتي في المشهد الثقافي العالمي». واختتمت الشيخة بدور القاسمي كلمتها، بالقول: «إن النشر يعكس صوت الأمة ووجدانها، والإمارات بكل تأكيد في طريقها نحو العالمية في صناعة النشر، والظروف كلها مشجعة على المضي للأمام في هذا المجال، ما نحتاجه هو التشاور والتنسيق المستمر مع الأطراف كافة المعنية حول التحديات لكي تكلل جهودنا بالنجاح، وننتقل بصناعة النشر إلى مرحلة نتمكن فيها من المساهمة في صناعة مشروع نهضوي حضاري حقيقي في منطقتنا، وتحقيق التطور الاقتصادي الذي نسعى إليه». ومن جهته، استعرض الدكتور هاني تركي، مدير مشروع المعرفة للجميع، رئيس المستشارين التقنيين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤشر القراءة العربي، مؤكداً أنه تمت دراسة كل البيانات والأرقام الموجودة في العالم عن القراءة في الوطن العربي، وقد اتضح أن الكثير من هذه البيانات غير موثق، ويتم تداوله في صورة معلومات غير صحيحة وأخبار عشوائية تتنقل عبر المواقع الإلكترونية، وتشير إلى أن العرب لا يقرؤون، وقد حاولنا التأكد من مصداقية هذه المعلومات، وتم تكوين فريق عمل مركزي لعمل مسح ودراسة للمنطقة العربية وخصوصيتها، وقمنا ببناء مؤشر القراءة الذي يتصف بالمنهجية العلمية، من خلال استبيان شارك فيه 148 ألف مشارك من أرجاء الوطن العربي، من مصر 50 ألف مشارك، ومن لبنان 17 ألف مشارك، ومن المغرب 10 آلاف مشارك، كما كانت هناك مشاركات ضعيفة من بعض الدول مثل: جزر القمر وجيبوتي والصومال، وقد أكد تركي أن نتائج مؤشر القراءة هي نتائج حقيقية وموثقة، وتعتبر كنزاً من المعلومات لصناع القرار في الوطن العربي.وأشار إلى أن المؤشر الفرعي الخاص بمستوى إتاحة القراءة أظهر أن الإتاحة على مستوى الأسرة لم تتعدَّ نسبة 46%، فيما بلغت على مستوى المؤسسات التعليمية 52%، وعلى مستوى المجتمع 37%، أما في المؤشر الفرعي الخاص بالاتجاهات الفكرية للقراء، فقد أفاد 65% بأن القراءة ضرورة لا غنى عنها، و70% بأن القراءة لا تقل أهمية عن الدراسة، فيما أفاد 24% بأن القراءة تنتهي بانتهاء الدراسة، و37% بأن زمن القراءة انتهى مع الإنترنت. أما متوسط عدد الكتب المقروءة سنوياً في الدول العربية، فقال تركي إنه بلغ 16 كتاباً، فيما يصل متوسط عدد الكتب باللغة العربية إلى 11 كتاباً، وباللغة الإنجليزية ستة كتب. وأظهر مؤشر المعرفة أن متوسط عدد ساعات القراءة سنوياً لدى الإنسان العربي يصل إلى 35 ساعة، وأن حصة القراءة الورقية 16 ساعة سنوياً، والقراءة الإلكترونية 19 ساعة. وفي قطاع القراءة الورقية، كانت الكتب الأعلى نسبة (28%)، تليها الروايات (20%)، ثم المجلات المتخصصة (20%)، ثم الصحف (17%)، تليها القصص المصورة (14%). أما القراءة الإلكترونية، فسجلت الشبكات الاجتماعية 23%، والمواقع الإخبارية 23%، والكتب الإلكترونية 21%، مقابل 15% للمجلات الإلكترونية، و9% للمدونات، و7% للشبكات المهنية. كما تطرق الدكتور هاني تركي إلى أنّ لبنان قد تصدرت مؤشر القراءة العربي، تلتها مصر، ثم المغرب، ثم الإمارات، ثم الأردن في المركز الخامس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©