عواصم-وكالات الانباء: قال سكرتير دولة الفاتيكان تارتشيتسيو برتوني ان الفاتيكان باشر مبادرة دبلوماسية ليوضح للدول الاسلامية موقف البابا بنديكت السادس عشر من الاسلام اثر موجة الادانات التي اثارتها تصريحاته في حين سادت حالة تأهب في صفوف الشرطة الايطالية تحسبا لوقوع هجمات ازاء التصريحات، في المقابل رحب الاردن بتصريحات البابا والتي اعتبرها ايجابية·
واوضح تارتشيتسيو في مقابلة نشرتها أمس صحيفة ''كوريري ديلا سيرا'' الايطالية ''كلفنا سفراء الفاتيكان في الدول الاسلامية ان يعرضوا الاعلان الذي اصدرته ويفسروه للسلطات السياسية والدينية في كل دولة ونشر كلمة الحبر الاعظم لاظهار العناصر التي اهملت فيها حتى الان''· وعبر عن ''ثقته'' في نتيجة هذه المبادرة لاننا ''تعرضنا لتلاعب خطير في النص الذي تم تحويله الى شيء مختلف عن نوايا البابا''· كما عبر عن امله في ان ''يستأنف الحوار مع الاسلام كما ينوي البابا والكنيسة''· واضاف ان هذا الحوار ''يجب ان يستأنف عن طريق ممثلين دبلوماسيين ونخب ثقافية والمجلس البابوي للحوار بين الديانات''·
وكان الحبر الاعظم تحدث في كلمة القاها في المانيا الاسبوع الماضي عن الاسلام والعنف والجهاد مما اثار ادانات قوية من العالم الاسلامي· وبعد ايام عدة من الجدل اعرب البابا بنديكت السادس عشر للعالم الاسلامي عن اسفه و''حزنه الكبير'' لموجة الادانات التي اثارتها تصريحاته حول الاسلام التي استعارها من نصوص قديمة والتي لا تعبر ''بأي شكل من الاشكال'' عن تفكيره الشخصي· وسادت أمس حالة من التأهب في صفوف الشرطة الايطالية وذلك في وقت تحرك فيه الفاتيكان على الصعيد الدبلوماسي لرأب الصدع غير المسبوق الذي حدث مع العالم الاسلامي على خلفية التصريحات· وحثت مذكرة أصدرتها وزارة الداخلية قوات الشرطة على تعزيز إجراءاتها الامنية حول الفاتيكان والكنائس وغيرها· وفي روما بات زوار كنيسة القديس بطرس يواجهون إجراءات أمنية إضافية بخلاف تلك التي كانت مفروضة من قبل والتي كانت تحتم عليهم المرور عبر أجهزة الكشف عن المعادن حيث صار يتوجب عليهم الخضوع لعمليات تفتيش عشوائية للحقائب·
في حين تواصلت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض لاعتذار البابا، وقال الاردن أمس إن محاولة البابا بنديكت السادس عشر امس الاول توضيح تصريحات اعتبرها المسلمون مسيئة كانت خطوة ايجابية وسريعة تظهر عدم وجود سوء نية· وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة في مؤتمر صحفي أمس ''الدين الاسلامي قائم على مبدأ حسن الظن واستجابة البابا السريعة وتصريحاته الفورية عندما شاهد ردود الفعل المختلفة حول هذه التصريحات التي اعتبرت من قبل الكثيرين انها مسيئة نعتقد ان هذا كان مؤشرا على عدم وجود سوء النية''· وفي الخرطوم استدعت الحكومة السودانية أمس الاول سفير الفاتيكان وأبلغته استياءها الشديد حيال تصريحات البابا الاخيرة التي حملت إساءات للاسلام·
وفي الجزائر، قالت الخارجية الجزائرية أمس الاول ''ان تصريحات البابا بنديكت السادس عشر حول الإسلام تعتبر بمثابة ''تطور خطير'' يعاكس كل الجهود التي ما فتئ أصحاب النوايا الحسنة من كل الديانات وكل الثقافات يبذلونها''· وفي دمشق، اعتصم أمس حوالي 200 شخص في منطقة ''السيدة زينب'' بالعاصمة السورية احتجاجا على التصريحات التي أدلى بها البابا بنديكت السادس عشر واعتبرت مسيئة للاسلام· في السياق ذاته عبر البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس عن قلقه البالغ لتصريحات قداسة البابا بنديكت وردود الفعل الغاضبة التي رافقتها على مدى الايام الماضية· وأوضح البطريرك في رسالة بعث بها إلى البابا أمس ''حالة التعايش والتعاون والانسجام لمسيحيي الشرق منذ بداية الدعوة الاسلامية وحتى يومنا هذا'' مؤكدا أن مسيحيي الشرق هم الاكثر معرفة ودراية وفهما للمسيحية والاسلام معا أكثر من أي جهة أخرى في هذا العالم·وفي كوالالمبور، اعتبرت ماليزيا ان اعراب البابا بنديكت السادس عشر عن اسفه لتصريحات ادلى بها حول الاسلام والجهاد بانه غير كاف، مطالبة باعتذارات عميقة على ما اعلن وزير الخارجية·
ومن جانبه دعا اسقف كانتربري روان وليامز، الذي يمثل اعلى سلطة روحية في الكنيسة الانجليكانية، أمس الى التهدئة بشأن تصريحات البابا· وقال اسقف كانتربري ان ''البابا اعتذر واعتقد انه يجب النظر الى وجهة نظره من خلال خطابه بصورة عامة الذي تحدث فيه بشكل ايجابي جدا عن ضرورة الحوار''· وقال وليامز ''هناك عناصر في الاسلام يمكنها ان تبرر العنف تماما كما هو الحال بالنسبة الى المسيحية واليهودية''· واضاف ان ''الانسان يؤمن بهذه المعتقدات الدينية وهو غير معصوم عن الخطأ وبالتالي يمكن تحويرها· علينا ان نقر جميعا بذلك''·
عدد اليوم
