مسرح عجمان يعرض «سوبر آر» خلال العيد

يشهد مسرح الطفل في الإمارات نقلات متواصلة في العروض التي تقدم للطفل، واللقطة من المسرحية الإماراتية «أحلام نجمة» لفرقة مسرح دبي الأهلي عصام أبو القاسم (عجمان)- يقدم مسرح عجمان الوطني، خلال أيام عيد الفطر، عرضاً مسرحياً جديداً، تحت عنوان «سوبر آر»، وهو موجه للأطفال، وسيعرض بمسرح المركز الثقافي في عجمان. ويضم فريق المسرحية أكثر من ثلاثين مؤدياً، بينهم أسماء مسرحية مثل مروان عبد الله صالح، بدور محمد، أحمد عبدالرازق، فيصل علي، وسلطان بن دافون، إضافة إلى المطربة الفلسطينية ليان بزلميط ونحو عشرة من أطفال المدارس الأساسية، كما تشارك في العمل الفرقة الأدائية المعروفة بـ «عيال درجلك». ينتج مسرح عجمان العرض بشراكة مع فرقة «باك استيج قروب» الكويتية، وذلك في إطار اتفاقية تنص على أن يخرج ويكتب العمل الكويتي محمد الحملي، ليُقدم في التوقيت ذاته بعجمان والكويت، عبر فريقي أداء من البلدين أيضاً. الحملي سبق أن أخرج لمسرح عجمان، مسرحية «التريلا» للكاتب إسماعيل عبدالله، والتي ظفرت بجوائز عدة في الدورة الأخيرة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، ولقد قدم المخرج الشاب الذي درس المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، العديد من العروض المهمة، وكسب مكانة متميزة في بلده، على قصر تجربته. «الاتحاد» تابعت جانباً من تمرينات المسرحية، والتقت بعض المشاركين في العمل وسألتهم حول فكرته وظروف إعداده، وحول محاور أخرى ذات صلة، وكان التالي: تعويل يعول عبد الله الشحي، مدير مسرح عجمان الوطني، كثيراً على تجربة العرض الجديد، ويتوقع أن تحرز نجاحاً كبيراً ليس فقط وسط الأطفال ولكن حتى بالنسبة للكبار، إذ أن العمل يقوم على جمالية بصرية عالية، تمثل قيمة فنية في حد ذاتها، كما يقول، ويضيف «فضلاً عن المحتوى التربوي والمعرفي الذي سيقدمه، ولقد اشتغلنا عليه كثيراً، وننتظر أن يكون جديداً فعلاً ومدهشاً»، ويرجح الشحي أن تكون هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها مسرحية «غنائية» للأطفال في الإمارات، لافتاً إلى أن مخرج ومؤلف العمل عمد إلى أن يكون غنائياً في كل مستوياته وألا يتضمن أي جمل حوارية مباشرة. وقد اشترك في أداء الأغنيات المصاحبة فريق العمل نفسه، وثمة أغنية في ختام العرض بصوت الفنان الكويتي نبيل شعيل. وأوضح أحمد العوضي، وهو عضو بالفرقة الكويتية، وأشرف على تدريبات الفرقة الإماراتية في الأيام الماضية، أن الأغنيات منجزة للعمل خصيصاً وليست مركبة على ألحان شائعة كما هو سائد في الكثير من المسارح العربية، وتابع قائلاً «وهي أغنيات متنوعة ليس فقط في ما تطرقه من موضوعات انسجاماً مع روح العمل ولكن حتى في إيقاعاتها إذ أن من بينها أغنيات ذات إيقاع سومري، وأخرى بإيقاع شامي، إضافة إلى الخليجي والراب...». وعن الفكرة من هذا التعدد الإيقاعي، قال «إننا نتوجه إلى جمهور متنوع، يضم جاليات عربية مختلفة، وخصوصاً هنا في الإمارات، ولذلك نحاول بإدراج هذه الإيقاعات أن نمكن الجميع من سماع صوته في المسرحية أو إيقاعه». ثقة تسعى خمس فرق مسرحية إماراتية إلى أن تكون حاضرة بقوة في مشهد عروض العيد في دبي والعين وأبو ظبي وكلباء وعجمان، ويبدو الشحي واثقاً من نجاح تجربتهم في استقطاب الجمهور على الرغم من أن الساحة المسرحية في عجمان لم تعرف في السنوات الماضية اهتماماً لافتاً بالعروض المسرحية الموجهة للأطفال خلال عطلة العيد، حيث يقول «سنحاول من خلال هذا العرض أن نستعيد هذا التقليد، كما نحاول أن نجعل من الساحة المسرحية في عجمان أكثر حيوية ودينامية». وعن دلالة العنوان وموضوع المسرحية قال الشحي إن العنوان في الأساس كان «سوبر راشد»، وجرى اختصار اسم راشد بحرف «R» تماشياً مع الكلمة الانجليزية «سوبر»، ويحكي العرض قصة التلميذ راشد الذي يتميز بالذكاء الشديد وبالحرص على استذكار دروسه ما يثير غيرة رفاقه في الفصل فيعمل كل واحد منهم إلى إعاقته، وفي جزء متقدم من العرض تظهر كائنة من عالم آخر، وتلتقي راشد وتحمله على مرافقتها ليساعدها على مواجهة جهالة وغباء أهلها الذين وقعوا في تأثير ساحرة ما، وينجح التلميذ النجيب في الاختبار الذي يواجه بذلك العالم الآخر المختلف ما يثير إعجاب رفاق مدرسته بما حققه. 20 مسرحية في العيد للمرة الأولى يشارك الكويتي العوضي في عمل مسرحي إماراتي، وقال إنه استفاد كثيراً من عمله مع مجموعة المؤدين هنا، وذكر أن هناك ثلاثة ممثلين كويتين أتوا معه واشتركوا مع الفرقة الإماراتية في تنفيذ الأشكال والتكوينات الحركية على الخشبة، وأضاف «خلال عملنا أخذنا مما رأيناه هنا بعض الإضافات إلى العرض الذي سيقدم في الكويت، كما حصل العكس». لم يشاهد العوضي الذي تخرج حديثاً في المعهد العالي للفنون المسرحية، عروضاً إماراتية من قبل، ولكنه قرأ الكثير من النصوص المسرحية. وحول توقعاته للعرض، قال «لا أعرف الكثير عن الجمهور في الإمارات لكنني على ثقة من العرض الذي سيقدم في الكويت سيحظى بحضور جماهيري كبير»، وبيّن العوضي أن عشرين مسرحية ستقدم في الكويت في عطلة العيد، وهو يتوقع أن جميعها سيشاهد بشكل جيد، شارحاً «في الكويت تجربة المسرح راسخة ولكن هناك أسباباً أخرى إذ لا تتوافر الكثير من الخيارات الترفيهية للجمهور سوى المسرح والحفلات الغنائية والزيارات العائلية، فالأماكن السياحية لدينا أقلّ، ولذلك تجد الإقبال على السينما والمسرح، وما إلى ذلك». من جانبها تقول الممثلة بدور محمد عن مشاركتها في المسرحية إنها سعيدة بالعمل للمرة الثالثة في مسرحية موجهة للأطفال، وذكرت أنها خبرت العديد من التقنيات الأدائية في عرض «سوبر آر» خصوصاً أنه يعتمد في معظمه على الأداء الاستعراضي، وهو ما يستلزم جهداً بدنياً مضاعفاً وطواعية وسهولة في الحركة لا بد من التدرب عليها لإجادتها بالشكل المطلوب. بدور التي حازت نحو ثماني جوائز أساسية في مهرجانات المسرح الإماراتي، تؤكد أن العرض يمثل إضافة حقيقية إلى تجربة مسرح الطفل في الدولة.