الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نون النسوة» تحلق في مدى الإبداع والتعبير عن الذات

«نون النسوة» تحلق في مدى الإبداع والتعبير عن الذات
22 أغسطس 2014 00:24
في إطار فعاليات برنامج «صيف بلادي 2014»، الذي تنظمه لجنة المبادرات الشبابية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، نظمت دار «كُتّاب» للنشر والتوزيع أمسية ثقافية بعنوان «كاتبات الإمارات وتحديات الكتابة» مساء أمس الأول في «كتاب كافيه – مردف أبتاون» بدبي. وشاركت في الأمسية الكاتبات ريم الكمالي، مؤلفة رواية «سلطنة هرمز»، ومريم الشحي مؤلفة روايتي «أنثى ترفض العيش» و«فراشة من نور»، ومنال بن عمرو سينمائية ومسرحية ومؤلفة كتاب «نقول الكثير في مزحة - نصوص عن الحب وما يجاوره». أدارت الأمسية الكاتبة صالحة عبيد حسن مؤلفة مجموعتين قصصيتين «زهايمر» و«ساعي السعادة» وكتاب «آيباد – الحياة على طريقة زوربا»، فلاحظت أن «نون النسوة» راحت تحلق في مدى هو الأرحب للتعبير عن الذات الأنثوية، وهو الأكثر جدارة للحضور والاكتمال. إنه مدى الإبداع، إنه فعل الكتابة، الذي يؤسس لخلق جديد وحيوات أخرى. وتضيف عبيد أن أمسيتنا قصٌ وسردٌ وحكاياتٌ، ولها بالتأكيد بدايات. فكيف كانت بداية الكتابة مع كاتباتنا في هذه الأمسية؟ أو متى قررن أن يكنَّ كاتبات؟ وماهي تحديات الكتابة في سياق الأمومة والمجتمع والعمل؟ ولماذا الكاتبات يشغلن في المرحلة الراهنة حيزاً أكبر من الرجل الكاتب؟ وكيف يقاربن موضوعة الحرية، فهل الكتابة هي متنفس على الورق، أم هي فعل تمارسه في واقع يسمح بذلك؟ تجيب الروائية مريم الشحي فتقول إن الكتابة عندها ليست لها طقوس خاصة أو مواعيد محددة، وليست لها شروط أو مواصفات. «أنا روائية حينما تمتلئ أعماقي بالكلمات، وتشكيلية كلما رغبت باستعادة توازني، أو كلما اشتعلت الحرائق بداخلي ألجأ إلى الرسم لإخمادها». لذلك جاء الإصدار الأول «أنثى ترفض العيش» عام 2009 . موضحة أنها لا تسميها رواية، وإنما صنفتها كذلك دار «الفارابي»، والبعض سماها «قصة طويلة». أما الإصدار الثاني «فراشة من نور» فهي رواية، وهي بين أيديكم، ولكم أن تقولوا فيها الكلمة الفصل. وبخصوص قراري بأن أكون كاتبة، فربما ظهرت علي أعراض الكتابة مبكراً جداً، من خلال تدوين بعض الخواطر، التي كنت أظنها قصائد شعرية، وبعض الرسائل، التي كنا نتبادلها مع الصديقات في المدرسة، وعندما اكتشفت أمي تلك الأعراض، أعتبرتها أعراض خبل أو جنون، فمنعتني توجساً من «مَسّ الكتابة الشيطاني»، وأحجمت عن الكتابة فعلاً، خوفاً على خوفها من مَسِّ الكتابة، ونامت تلك الأعراض موقتاً، ولكنها استفاقت لاحقاً بسطوة جارفة خلال «الشفت الليلي» بحكم عملي كممرضة، فظهرت «أنثى ترفض العيش» وأنا في التاسعة والعشرين من العمر. وتلاحظ الشحي أن الكتابة لم تشكل لها عبئاً كونها امرأة، وإنما كانت الإشكالية تكمن بمسألة مكاشفة المجتمع. وهل تكتب لتُسائل أو تُحاسِبَ؟، وهل ما ستكتبه سيقبله المجتمع أو يرفضه؟. أما المخرجة السينمائية والمسرحية، الكاتبة منال بن عمرو فتقول إنها بطبيعتها الشخصية ميالة إلى التراث منذ الصغر، وكانت شغوفة بالقراءة، وتراود مخيلتها طموحات الكتابة ليس إلا، فراحت «تشخبط» على الورق ما يحلو لها. ولكنها لم تقرر أن تكون كاتبة، بمعنى أنها لم تفكر بالمسألة في وقت ما، وإنما جاءت عفو الخاطر في إطار التوق للكتابة والتعبير عن الذات، وأنها تشارك مريم بأنها ليست لديها مواعيد أو طقوس للكتابة. بدورها تقول ريم الكمالي إنها عندما تعلمت القراءة والكتابة كانت تعرف أنها تريد أن تكتب، لأنها أنبهرت بالقلم مبكراً جداً، وأن أمها أخبرتها أنها قبل أن تذهب إلى المدرسة، تسلقت حافة النافذة لتطال القلم الذي أخفوه عنها على الرف بسبب خربشاتها على الجدران والأبواب، وأن زجاج النافذة قطّع أصابعها، واحتاجت إلى جراحة للمحافظة عليها من دون تشويه. وتضيف الكمالي بأنها لم تكن تعرف ماذا تكتب طيلة المرحلة الثانوية، ولكنها قررت أن تكون كاتبة خلال الدراسة الجامعية، وبدأت فعلياً بتنمية مداركها ومعارفها، وتطوير أدوات الكتابة لديها بالقراءة النهمة، وخاصة للتاريخ بحكم اختصاصها، إلى أن قال لها زميلها سعيد حمدان «إن قلمها سيصدأ إن لم تكتب الآن». فتقول إن تعبيره أخافها فحزمت أمرها وشرعت بالكتابة ليلاً بعد أن تكون قامت بواجباتها الأسرية ونامت العائلة. وتلاحظ الكمالي أنها ضد تجنيس الأدب، وأن المسألة هي مسألة تعبير، وأنها تكتب لأنها لا تريد أن تموت. لذلك «لم أفكر لحظة واحدة وأنا أكتب بكوني امرأة، وإنما كان الهدف هو مشاكسة المتلقي من الجنسين». وتعلل ذلك بسبب «طبيعة بيئتنا المفتوحة». أما الحرية، فتعتقد أنها متوفرة للمرأة والرجل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©