الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلة صربية تبدل حياة أطفال الشوارع في بلجراد

20 يناير 2011 20:25
بعدما كانت تنظف زجاج السيارات المتوقفة عند الإشارات الحمراء في شوارع بلجراد، تعمل مادونا اليوم في مطعم في العاصمة الصربية. هو تغيير جذري في حياتها لم يكن ممكنا لولا هذه المجلة الشهرية التي يبيعها الأطفال في الشارع، الأولى من نوعها في صربيا. وأطلقت مجلة «ليسيه أوليسيه» (وجه الشارع) بمبادرة «سمارت كوليكتيف» وهي منظمة غير حكومية تعنى بالقضايا الإنسانية. ويحرر متطوعون المجلة ويعدونها ليبيعها أطفال غالبيتهم من الغجر. والمطبوعة الشهرية التي تصدر بخمسة آلاف نسخة، تهدف إلى مساندة هؤلاء الصغار الذين ينتشرون بكثرة في شوارع بلجراد. وتساعدهم على إيجاد عمل وتغيير حياتهم. ومن أصل مائة دينار (حوالي يورو واحد) ثمن نسخة واحدة، يحتفظ البائع بخمسين دينارا. وتقول مادونا زورياني، غجرية في الثامنة عشرة من عمرها، «تساعدنا هذه المجلة على تخطي ما نعايشه». وتروي كيف سمحت لها المجلة بإيجاد عمل مضمون ومدفوع الأجر كنادلة في مطعم في بلجراد، بعدما كانت تحظى ببعض القطع النقدية فقط لقاء تنظيفها زجاج السيارات. وتضيف الفتاة «تسمح «ليسه أوليسه» للأطفال بالبقاء على قيد الحياة وبشراء المأكل والمشرب بالإضافة إلى ابتياع ما يريدون من دون أن يبتزهم الآخرون». ومنذ إطلاقها قبل بضعة أشهر، تمكنت «ليسه أوليسه» من تأمين فرص عمل لنحو عشرين مراهقا. ويقول ميلوساف مارينوفيتش، رئيس تحرير المجلة «بالنسبة إلى عدد كبير منهم، هذه هي المرة الأولى في حياتهم التي يجدون فيها عملا قانونيا وأجرا. ونحن ندعمهم من خلال تأمين تدريب عملي لهم بالإضافة إلى إعانة يومية تمكنهم من الاندماج في المجتمع». وتعالج المجلة مواضيع تهملها وسائل الإعلام الأخرى، كموضوع الدمج الاجتماعي. وتشرح ييلينا دويسينوفيتش، المتخصصة في علم النفس، أن «كسب المال من خلال عملهم الخاص واتخاذهم بأنفسهم القرار حول كيفية إنفاقه يسمح للأطفال الشوارع بالاندماج تدريجيا في الحياة اليومية العادية». وبالرغم من البرد القارس، يبيع إينيس (17 سنة) المجلة في الشارع العريض المخصص للمشاة وسط بلجراد. يفرك الشاب يديه، ليس بسبب تدني الحرارة. بل لأنه يهنئ نفسه كونه وجد عملا بعد أن كان ينظف زجاج السيارات. ويقول «أنا أنفق المال الذي أحصل عليه لابتياع ما أحتاجه. وما تبقى أعطيه لعائلتي». ويخصص البائعون وقتا لشرح أهمية المجلة للمارة الذين يستمعون إليهم وغالبا ما يشترون المطبوعة. وحاليا تباع المجلة في بلجراد ونوفي ساد (الشمال)، وقد أصدرت مؤخرا عددها الثالث. لكن نقاط استفهام كثيرة تثار حول مستقبلها، بسبب التمويل.
المصدر: بلجراد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©