الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

45 قتيلاً في حماة ورصد نزوح 1500 عائلة

5 أغسطس 2011 00:22
شهدت مدينة حماة المعزولة أمس نزوح أكثر من 1500 عائلة هرباً من العمليات العسكرية المتصاعدة التي يشنها الجيش السوري في المدينة منذ الأربعاء والذي تحدث ناشطون حقوقيون عن أنها أسفرت عن سقوط 45 قتيلاً على الأقل. ونسبت وكالة “فرانس برس” إلى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله “إن النازحين اتجهوا نحو السلمية (جنوب شرق حماة)، وإن قوات الأمن أعادت عند حاجز عدداً من العائلات كانت متجهة نحو حلب فعادت أدراجها، حيث استقبلها سكان سراقب (شمال غرب)”. وعزا عبد الرحمن شح المعلومات حول ما يحدث في المدينة إلى استمرار انقطاع الاتصالات، مشيراً إلى أنه لا يعرف على وجه الدقة ما أسفرت عنه العملية العسكرية من قتلى وإصابات”. وأضاف: “إن دوي انفجارات سمع وسجل انتشار للجيش، لكن ليس هناك معلومات محددة عن عدد القتلى، حيث إن اهتمام العائلات انحصر بالبحث عن الهروب من هذا الوضع”. وأكد ناشط آخر “ان الاتصالات الهاتفية الخليوية التي قطعت منذ الثلاثاء عادت مساء الأربعاء ثم انقطعت من جديد”. وتحدث ناشط آخر عن قصف اثنين من أحياء المدينة ومشاهدة دبابات هي تتجه نحو ساحة العاصي وأخرى ترافقها آليات عسكرية في عدد من المناطق، مشيراً إلى “ان دوي الانفجارات التي تسمع في أكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة”. ونقلت وكالة “رويترز” عن ناشط حقوقي آخر قوله “إن قوات سورية قتلت 45 مدنياً على الأقل في هجوم بالدبابات للسيطرة على وسط حماة المحاصرة الأربعاء، بينما تم قطع الكهرباء، إضافة إلى الاتصالات”. وقال سكان في حماة “إن الدبابات تقدمت تجاه ساحة العاصي الرئيسية، بينما اعتلى القناصة أسطح المنازل وقلعة قريبة. وقال ناشط تمكن من مغادرة المدينة أمس: “إن 40 شخصاً قتلوا بنيران البنادق وقصف الدبابات في منطقة الحاضر، وإن خمسة آخرين من عائلتي فخري والأسعد من بينهم طفلان قتلوا، بينما كانوا يحاولون مغادرة حماة بالسيارة على طريق الظاهرية. وقال أحد سكان حماة تمكن من مغادرة المدينة لـ”فرانس برس”: “إن نحو ثلاثين جثة قتل أصحابها إثر قصف قام به الجيش الأربعاء دفنت في عدة حدائق عامة صغيرة”. وأضاف أن عدداً من المباني أحرق جراء القصف، إلا أنها ليست مدمرة بالكامل”. وتحدث الشاهد عن انتشار للدبابات في المدينة خصوصاً في ساحة العاصي وأمام القلعة في وسط المدينة. وأشار إلى استخدام قنابل تطلق شظايا عند انفجارها، لكنه أوضح أن “القصف توقف بينما يسمع دوي إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة”. وأشار إلى وجود للقناصة على أسطح المشافي الخاصة. وأكد أن الوضع الإنساني صعب للغاية في المدينة التي تعاني انقطاعاً للتيار الكهربائي والمياه والاتصالات ونقصاً في المواد الغذائية. وقال نشطاء آخرون إن ما لا يقل عن 100 شخص لقوا حتفهم أمس في حملة أمنية استهدفت المحتجين في حماة . وقال عمر إدلبي وهو ناشط سوري مقيم في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادر طبية “إن المشارح في مستشفيات حماة مكتظة بجثث القتلى”. وقالت صيدلانية سورية تمكنت من الحديث إلى أسرتها في حماة لـ”رويترز”، إنهم حاولوا الفرار، لكن الشبيحة كانوا يطلقون الرصاص عشوائياً على السكان. وأضافت أن النيران اشتعلت في العديد من المباني في حماة نتيجة لقصف الدبابات الشديد، بينما شوهد قناصة على أسطح المباني في الميدان. وقال نشطاء آخرون، إن السلطات أغلقت الطريق الشمالي المؤدي من حماة إلى حلب وتركيا. وأوضح أحدهم على صلة بأسر فرت من حماة “نتحدث عن مئات الأسر التي تركت حماة على متن سيارات وشاحنات.. طريق حلب هو الأخطر ومعظم الشبيحة متمركزين هناك لمنع الحركة المؤدية إلى تركيا”. وكان قتل ما يصل إلى 130 شخصاً في هجوم الجيش السوري على حماة يوم الأحد الماضي. وقال نديم خوري، وهو كبير باحثي شؤون سوريا ولبنان في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن حماة أصبحت مقطوعة عن العالم، وأعرب عن قلقه. وقال دبلوماسي في دمشق “تعتقد الأجهزة الأمنية أن بإمكانها إنهاء هذه الانتفاضة بالاعتماد على الخيار الأمني وقتل سوريين وفقاً لما يرون أن الأمر يتطلبه”، وأضاف “تطلق الدبابات نيرانها على المباني السكنية في حماة ودير الزور”. وفي دير الزور، قال عبد الرحمن إن تضييقاً يمارس على أهالي المدينة، وتحدث عن شح في مادة الدقيق، مشيراً إلى أن المحافظ منع تزويد 15 مخبزاً بالدقيق في حي الجورة. وأضاف أن أطباء غادروا مشافي خاصة ومنها مشفى النور الذي نقل إليه عدد كبير من الجرحى خوفاً من من اقتحام المشفى خلال عملية مداهمة في إطار عملية عسكرية يتوقع شنها في دير الزور، موضحاً أنه يتم نقل الجرحى إلى المنازل لمعالجتهم. وتابع “ان السلطات أمرت بعض الأطباء والكوادر الطبية في المشافي الحكومية بترك عملهم ومغادرة المشفى ولم يتم الاحتفاظ إلا بالمرضى ذوي الحالات الخطرة”. وكان عبد الرحمن ذكر أن سبعة أشخاص قتلوا بينهم طفل وأصيب العشرات بجروح برصاص قوات الأمن مساء أمس الأول أثناء مشاركتهم في تظاهرات خرجت عقب صلاة التراويح في ريف درعا وتدمر ودمشق. وأوضح أن ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينة نوى في ريف درعا وقتل متظاهر في مدينة تدمر، كما قتل شخصان أثناء تفريق تظاهرة في حي الميدان في العاصمة. وأضاف أن طفلاً قتل في بلدة تلبيسة (ريف حمص) برصاص قوات الأمن. وأكد عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف تظاهروا مساء الأربعاء في العاصمة السورية وضواحيها وفي ريف دمشق وخصوصا في المزة والصالحية والميدان وفي مساكن برزة ودوما وحرستا وعربين وداريا ومسرابا، والقابون والكسوة. وأكد أن رجال الأمن فرقوا التظاهرات بالقوة الشديدة مستخدمين الغازات المسيلة للدموع والهراوات والعصي الكهربائية، كما استخدموا في بعض المناطق الرصاص الحي، مشيراً إلى اعتقال عدد كبير من المتظاهرين. وأضاف أن المتظاهرين خرجوا وهم يهتفون بإسقاط النظام ومطالبين بفك الحصار عن حماة. وقال إن قوى الأمن الموجودة بكثافة أغلقت مدينتي مضايا والزبداني بشكل كامل وأحبطت كل محاولة للتظاهر المحال والطرقات خالية من المارة. ولفت إلى وجود امني داخل مدينة جديدة عرطوز، حيث شن الأمن حملة اعتقالات. ودعت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أمس سوريا إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين سلمياً، وذلك بعد إدانة مجلس الأمن استخدام القوة ضد المدنيين. وقالت بيجي هيكس مديرة الشعبة العالمية للمنظمة في بيان نشرته في بيروت “إن البيان الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع يظهر أن سوريا لم يعد بإمكانها الاعتماد حتى على حلفائها المقربين في تأييد قمعها للمتظاهرين سلمياً”. وأضافت “أن الرئيس السوري بشار الأسد يحتاج للاستجابة للرسالة القوية التي وجهها مجلس الأمن وينهي الهجمات التي ترتكبها قواته في مدينة حماة وأنحاء البلاد”. ودعت سوريا إلى السماح لمنظمات حقوق الإنسان بدخول البلاد لإجراء تحقيقات بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©