الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محادثات بين الثوار والقبائل لاستجلاء مقتل يونس

محادثات بين الثوار والقبائل لاستجلاء مقتل يونس
5 أغسطس 2011 00:22
أكدت مصادر متطابقة أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض في بنغازي أمس، بدأ محادثات مع ممثلين عن القبائل بعد اغتيال رئيس أركان الثوار اللواء عبد الفتاح يونس منذ 9 أيام. جاء ذلك في وقت بدأت فيه بوادر انقسامات تهدد وحدة الثوار على خلفية العملية التي لا يزال الغموض يكتفها والتي راح ضحيتها قائد قوات المعارضة الليبية واثنان من مرافقيه العسكريين لدى استدعاء الأول للتحقيق في قضايا عسكرية. وفي محاولة لاستغلال الخلافات المتصاعدة في صفوف المعارضة الساعية لتجاوز محنة مقتل قائدها العسكري والزحف إلى طرابلس، قال سيف الإسلام القذافي في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، إن أسرته توصلت إلى اتفاق مع المتمردين الإسلاميين للتخلص من المعارضة العلمانية التي تطالب برحيل والده، مؤكداً أن المتمردين العلمانيين “سيفرون جميعهم أو سيقتلون”. وسارع الداعية علي الصلابي أحد قياديي التيار الإسلامي المعارض لنفي تصريحات سيف الإسلام قائلاً إن “كلام نجل القذافي لا أصل له وأكاذيب لخلق صدع في الصف الوطني”، مشدداً بقوله “حوارنا معهم ارتكز في السابق وسيرتكز على 3 قضايا هي رحيل القذافي وأبنائه وخروجهم من ليبيا، وحفظ العاصمة من الدمار، وحقن دماء الليبيين ..هذه ثوابت لا لبس فيها”. وأضاف “نحن مع التعددية والعدالة، لا نقصي أحداً ونؤمن بحق الليبيين في دولة ديمقراطية وأحزاب وتداول للسلطة”. وفي السياق، صرح رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا إثر اجتماعه مع وفد ليبي ليل الأربعاء، الخميس، بأن صديقه العقيد القذافي مستعد لإجراء انتخابات لتسوية النزاع في بلده شرط توقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وأفاد مراسل لفرانس برس بأن لجنة تضم ممثلين عن القبائل الرئيسية بشرق ليبيا شكلت في بنغازي الليلة قبل الماضية، خلال يوم عزاء في منزل اللواء يونس. واللجنة مؤلفة من 28 عضواً ممثلين عن القبائل وهيئات المجتمع المدني و”ائتلاف 17 فبراير” الذي يضم تنظيمات وجمعيات عدة شاركت في الانتفاضة على نظام القذافي. وقال أحد الأعضاء إن اللجنة بدأت ظهر أمس، في بنغازي مفاوضات مع المجلس الانتقالي، وهدف المباحثات هو إلقاء الضوء على ظروف اغتيال اللواء يونس وتبديد غضب قبيلة العبيدي التي يتحدر منها. وقتل اللواء يونس الخميس الماضي في ظروف غامضة، بعد أن استدعاه المجلس الانتقالي إلى بنغازي لاستجوابه بشأن أمور عسكرية. والمعروف أن اللواء يونس كان من أركان نظام القذافي قبل أن ينشق وينضم إلى الثوار. وأثارت عملية الاغتيال تكهنات حول هوية القتلة وحول انشقاقات محتملة في صفوف الثوار والنفوذ المتنامي للإسلاميين أو وجود “طابور خامس” وراء خطوط الثوار. وهددت قبيلة العبيدي النافذة بالانتقام في حال لم يعط المجلس الوطني الانتقالي في أسرع وقت تفسيراً مقنعاً لعملية الاغتيال ولم يعتقل المسؤولين عن تنفيذها. وممثلو قبيلة العبيدي ليسوا أعضاء في اللجنة ولا يشاركون مباشرة في المباحثات مع المجلس الانتقالي. وكان ائتلاف 17 فبراير” ندد في بيان أمس الأول، بـ”العمل الإجرامي الإرهابي الذي صدم الشعب الليبي وكان له تأثير سلبي على معنويات الثوار على خطوط الجبهة”. وطالب البيان بإقالة علي العيسوي المكلف الشؤون الدولية في المجلس الانتقالي الذي كان وقع على طلب اعتقال اللواء يونس، كما طالب أيضاً بإقالة القاضي جمعة الجزاوي العبيدي الذي استدعى اللواء يونس لاستجوابه. ودعا الائتلاف إلى إجراء “تحقيق كامل ومستقل” مع الاثنين لتحديد الدور الذي قاما به في “الاعتقال غير الشرعي والمهين” للواء يونس، والذي تزامن مع احتدام المعارك مع القوات الموالية للقذافي. ويطالب الائتلاف أيضاً بإقالة وزير الدفاع جلال الدغيلي ونائبه فوزي أبوقطيف “اللذين اختارا مغادرة البلاد” بعد أن أعلما باعتقال اللواء يونس، واتهمهما بعدم “تحمل مسؤوليتهما” ولم “يحسنا التعامل” مع عواقب هذا الاعتقال. وصرح سيف الإسلام لـ”نيويورك تايمز” بأنه أجرى اتصالات مع إسلاميين من المعارضة وبأن الحكومة والإسلاميين سيعلنون تحالفاً في بيان مشترك خلال أيام. وقمع القذافي الإسلاميين بشدة خلال فترة حكمه الذي بدأ قبل أكثر من 40 عاماً وانحاز كثير من الإسلاميين لمعارضين أكثر ليبرالية موالين للغرب يحاولون الإطاحة به. وقال سيف الإسلام الذي كان ينظر إليه كإصلاحي وخليفة محتمل لوالده للصحيفة “الليبراليون سيهربون أو يقتلون”. وأضاف “سنقوم بذلك معاً..ليبيا ستصبح مثل السعودية أو إيران. وماذا في ذلك؟”. وأضاف متحدثاً عن الإسلاميين “أعرف أنهم إرهابيون ودمويون وغير لطاف، لكن يتعين علينا أن نقبلهم وعليكم أن تقبلوا بهم”. وذكر أنه اتصل بعلى الصلابي الذي وصفه بأنه “الزعيم الحقيقي” للمعارضين و”المرشد الروحي” للإسلاميين منهم. من جهته، أكد الصلابي أنه أجرى محادثات مع سيف الإسلام، لكنه أوضح بقوله “علاقتنا مع العلمانيين قوية ونحن معهم في خندق واحد ولن يستطيع القذافي وأبناؤه أن يزحزحونا”. وكرر سيف الإسلام اتهامه الإسلاميين بالوقوف وراء اغتيال يونس. وقال “قرروا التخلص من هؤلاء الأشخاص، أي العسكريين السابقين مثل عبد الفتاح والليبراليين، للسيطرة على العملية برمتها”. وأضاف “بعبارة أخرى لقد خلعوا القناع”. لكن الصلابي دان في تصريحاته لفرانس برس قتل يونس ونفى تورط الإسلاميين في قتله. وقال “ندين العمل الهمجي والإجرامي تجاه الشهيد عبد الفتاح، نحن مع التحقيق وتقديم المجرمين إلى القضاء كائناً من كان”. وأضاف “مستحيل أن يقوم الإسلاميون بهذا العمل الإجرامي الهجمي”، موضحاً أنه يدين “بقوة التطرف من الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء”. وتابع الصلابي “هناك إشارات قوية أن وراء مقتله كان الطابور الخامس لنظام القذافي لشق الصف الوطني”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©