السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس اليمن يأمر الجيش بالتأهب لمواجهة «الحوثيين»

رئيس اليمن يأمر الجيش بالتأهب لمواجهة «الحوثيين»
22 أغسطس 2014 00:10
أمر الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي خلال ترؤسه أمس الخميس اجتماعاً استثنائياً وطارئاً لمجلس الدفاع الوطني واللجنة الأمنية العليا، برفع حالة التأهب لقوات الجيش والأمن «لمواجهة كافة الاحتمالات» في ظل استمرار المتمردين الحوثيين الشيعة بالاحتشاد عند المداخل الرئيسة للعاصمة صنعاء للضغط باتجاه إقالة الحكومة الانتقالية التي تدير شؤون البلاد منذ ديسمبر 2011. وتنتهي اليوم الجمعة المهلة الزمنية التي حددها زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، الأحد الماضي، لاستقالة وإلغاء قرار زيادة أسعار المشتقات النفطية المعمول به منذ أواخر يوليو، ومالم ينفذ ذلك فإنه سيتخذ «تدابير مزعجة» ضد السلطات في صنعاء، في إشارة واضحة إلى إمكانية لجوئه للقوة لإسقاط الحكومة المشكلة مناصفة بين التحالف السياسي الذي يقوده حزب «الإصلاح» الإسلامي السني، وحزب «المؤتمر الشعبي العام» برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بموجب خارطة طريق انتقالية قدمتها دول الخليج العربية في 2011 بعد تفاقم الاحتجاجات ضد الرئيس السابق. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن الاجتماع الاستثنائي لمجلس الدفاع الوطني واللجنة الأمنية العليا برئاسة هادي استعرض التطورات الراهنة في ظل «ما تتعرض له العاصمة صنعاء من محاولات ضغط من قبل عناصر ومليشيات جماعة الحوثي وبصورة مخالفة لكل القوانين والأنظمة وتهدد السلم والسكينة العامة للمجتمع من خلال تمنطقها بالسلاح بكل أنواعه وأشكاله». واعتبر المجتمعون تطويق المسلحين الحوثيين للعاصمة صنعاء من مختلف الجهات، محاولة لإجهاض العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية التي دخلت حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011. وأشار هادي إلى أن المبادرة الخليجية حظيت بتأييد واسع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لإخراج اليمن من أزمته بطريقة سلمية ومغايرة لبقية البلدان العربية التي شهدت في 2011 احتجاجات شعبية عارمة ضد الأنظمة الحاكمة فيما سُمي بـ«الربيع العربي». وأكد هادي، وهو نائب سابق لصالح تولى مقاليد السلطة في سباق رئاسي غير تنافسي جرى أواخر فبراير 2012، أن «الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد الخطير الذي يمس اليمن كله وليس العاصمة صنعاء فقط» التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة. وقال:«لا يحق لجماعة الحوثي ان تكون وصيه على الشعب باستخدام ذرائع واهية وبالية والجميع يدرك ذلك»، متهما الجماعة المذهبية باستغلال معاناة المواطنين جراء تدهور الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد في تصعيدها الاحتجاجي الذي قال إنه «ربما يخفي أجندات أخرى». والحوثيون، جماعة دينية متمردة في محافظة صعدة الشمال الحدودية منذ 2004، لكن نفوذهم السياسي والعسكري تنامى بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق الذي شن عليهم ست جولات من القتال آخرها في فبراير 2010. ووجه الرئيس هادي خلال الاجتماع بـ«رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية من قبل القوات المسلحة والأمن بكل أجهزته لمواجهة كافة الاحتمالات»، مشددا على «عدم التهاون أمام أي مساس بأمن واستقرار أمانة العاصمة صنعاء بكل الوسائل والسبل». وعلى صعيد متصل، التقى وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أمس، في صنعاء سفراء الدول العشر التي تشرف على عملية انتقال السلطة في اليمن حيث أطلعهم على «التهديد الذي يمثله خروج الحوثيين عن الإجماع الوطني ونصب الخيام في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء». وخلال اللقاء الذي حضره الملحقون العسكريون لدى سفارات الدول العشر، أكد وزير الدفاع أهمية «الدور الكبير والهام» لمجموعة الدول العشر- تضم دول الخليج العربية باستثناء قطر والدول الكبرى في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي- في دعم عملية التحول السياسي باليمن. بدورهم، أكد السفراء حرص بلدانهم على دعم اليمن في مواجهة التحديات الراهنة، مشددين على ضرورة جميع الأطراف اليمنية بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم أعماله أواخر يناير بإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. وأخلت وزارة الدفاع اليمنية خلال اليوميين الماضيين قاعدة الديملي الجوية الرئيسية المجاورة لمطار صنعاء في شمال المدينة، حسبما ذكر مصدر في القوات الجوية لـ(الاتحاد). وذكر المصدر أنه أخلى قاعدة الديملي الجوية ونقل 36 مقاتلة ومروحية عسكرية إلى قواعد جوية أخرى في محافظات الحديدة، لحج، وتعز، «خوفا من سيطرة الحوثيين على القاعدة في حال اقتحموا العاصمة صنعاء». وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه تم نقل عشرين مقاتلة من طراز سوخوي 22 تابعة للواء السادس طيران إلى محافظتي الحديدة ولحج، غرب وجنوب البلاد، مشيرا إلى أنه تم نقل عشر مقاتلات إلى القاعدة الجوية بمدينة الحديدة وعشر مقاتلات إلى قاعدة «العند» في محافظة لحج. وذكر أنه تم نقل ثمان مقاتلات من طراز ميج 29، وتتبع اللواء العاشر طيران، إلى قاعدتي الحديدة والعند الجويتين، فيما تم نقل ثمان مروحيات عسكرية، وتتبع اللواء الثاني طيران، إلى مطار مدينة تعز، جنوب صنعاء. وقال:«لم يتبق في قاعدة الديلمي سواء عدد قليل من طائرات النقل وهي من طرازي اليوشن وانتونيوف وتتبع اللواء الرابع نقل جوي»، لافتا إلى أن لواء الشرطة الجوية يتولى حاليا حماية قاعدة الديلمي ومطار صنعاء. وقال مصدر في الجيش اليمني لـ(الاتحاد) إن إخلاء القاعدة الجوية في صنعاء «انسحاب تكتيكي يهدف إلى تسليم العاصمة للمتمردين الحوثيين»، وعزا ذلك عدم رغبة قيادة وزارة الدفاع في الدخول في مواجهة مسلحة مع المتمردين الشيعة «لأن معنويات القوات والجنود منخفضة بسبب رفع الحوثيين مطالب تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي للناس». وأضاف:«اذا لم يتم استخدام القوة الجوية في الدفاع عن العاصمة حاليا فليس بالمقدور استخدامها بعد سقوط المدينة بأيدي المليشيات المسلحة لأن ذلك يشكل تهديدا كبيرا على السكان المدنيين». ونزحت مئات الأسر اليمنية أمس من العاصمة صنعاء إلى مدن أخرى خوفا من الصراع الوشيك بين الجيش والمسلحين الحوثيين الذين يتوعدون بـ«التصعيد والحسم الثوري» مع انتهاء المهلة اليوم الجمعة. وأفاد تلفزيون المسيرة التابعة للجماعة المذهبية بـ«استمرار تدفق رجال القبائل» من محافظات شمالية وشرقية إلى صنعاء للانضمام إلى آلاف المسلحين الذين يعتصمون منذ أيام في مخيمات أُقيمت عند المداخل الجنوبية والغربية والشمالية للعاصمة. وأبدى سكان محليون مخاوفهم من عواقب اندلاع «حرب شوارع» داخل العاصمة، فيما سارع بعضهم إلى شراء احتياجاتهم الأساسية من المواد الغذائية والمحروقات. وخفت الحركة في العديد من مناطق صنعاء خصوصا في شمال المدينة حيث نفوذ عائلة الأحمر التي تتزعم قبيلة «حاشد» وخسرت في فبراير الماضي معقلها القبلي في مدينة حوث بمحافظة عمران الشمالية. ووصل أعضاء لجنة الوساطة الرئاسية أمس الخميس إلى مدينة صعدة للقاء زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، في إطار الجهود الرسمية والشعبية لإنهاء الأزمة مع جماعة الحوثيين. ولم ترشح بعد أي معلومات بشأن نتائج المفاوضات بين الحوثي والوسطاء الذين من المتوقع أن يعرضوا على الجماعة المسلحة المشاركة في حكومة وطنية موسعة تبحث بدائل أخرى عن الزيادة السعرية للحد من العجز المالي للدولة، مقابل سحب مليشياتها من تخوم صنعاء. ونفى مصدر حكومي مسؤول، أمس، تقارير صحيفة تحدثت عن تقديم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة استقالته من منصبه. وقال المصدر لوكالة «سبأ» الحكومية، :«لا أساس لهذه المزاعم الكاذبة التي أطلقها بعض ضعفاء النفوس من المرجفين والذين يستهويهم دوما ترويج الكذب». وخرج آلاف من مؤيدي المتمردين الحوثيين مساء أمس في مسيرة احتجاجية جابت عددا من شوارع العاصمة صنعاء وطالبت بـ«التصعيد الثوري» واسقاط الحكومة الحالية. ورفع المتظاهرون، الذين تقدمهم أشخاص يرتدون زيا عسكريا، أعلاما وطنية وشعارات الجماعة الدينية ولافتات معبرة عن مطالبهم بإقالة الحكومة وإلغاء قرار الزيادة السعرية. بالمقابل، تظاهر آلاف اليمنيين أمس الخميس في العديد من مدن البلاد للتنديد بـ«ممارسات» جماعة الحوثيين التي قالوا إنها تثير الفتنة وتعيق عملية تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. واستنكر المتظاهرون، الذين مثلوا أطيافا سياسية متعددة ورفعوا الأعلام الوطنية، التصريحات الأخيرة لزعيم الجماعة المسلحة، عبدالملك الحوثي، واعتبروها «عملا إجراميا مناهضا للعملية السياسية الانتقالية»، بحسب وسائل إعلام حكومية. وحذر محافظ تعز، شوقي هائل سعيد، في كلمة له أمام حشد جماهيري في مدينة تعز، من الممارسات الهادفة إلى الزج باليمن إلى أتون صراعات مسلحة، مطالبا بتوحد جميع اليمنيين خلف الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وقال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي مازال أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، واستقبل أمس في منزله بصنعاء عشرات الأعيان والوجهاء القبليين، إن حزبه المؤتمر الشعبي العام «سيظل صامداً وثابتاً ولن يتخلى عن مسؤولياته الوطنية في إنقاذ الوطن من محاولات الزج به في حروب عبثية وتناحرات وصدامات ذات أهداف مشبوهة من شأنها تدمير الوطن ومقدراته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©