الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد قائد صنع التاريخ

زايد قائد صنع التاريخ
3 ديسمبر 2017 22:41
إعلان دبي بحكمة الرجلين خرج لقاؤهما بإعلان دبي الذي بشر بإقامة اتحاد بين الإمارتين، رئيسه زايد ونائبه راشد وفق النص التالي : بسم الله الرحمن الرحيم ( في هذا اليوم.. الأحد الواقع في 18 فبراير /‏‏‏‏ شباط سنة 1968 الموافق 20 ذو القعدة سنة 1387 هجرية، اجتمع صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي مع أخيه صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي لمتابعة مباحثاتهما بشأن مستقبل المنطقة بقصد الاتفاق على توحيدها لضمان المحافظة على الاستقرار فيها وتحقيق المستقبل الأفضل لشعبها. وفي سبيل تحقيق أماني شعب المنطقة وتلبية رغباته فقد تم الاتفاق والرضى بحمده تعالى بينهما على ما يلي: تكوين اتحاد يضم البلدين له علم واحد وتناط به المسائل الآتية: الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي والخدمات كالصحة والتعليم والجنسية والهجرة. يناط بالاتحاد السلطة التشريعية في الشؤون الموكلة بالاتحاد في المسائل المشتركة التي يتفق عليها. أما الشؤون التي لم توكل للاتحاد بموجب هذا الاتفاق فتكون من اختصاص حكومة كل بلد. اتفق الحاكمان على دعوة إخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات المتصالحة الأخرى لمناقشة هذا الاتفاق والاشتراك فيه، ومن ثم دعوة صاحبي السمو حاكمي قطر والبحرين للتداول حول مستقبل المنطقة والاتفاق معهما على عمل موحد لتأمين ذلك). الاتحاد التساعي كانت الاتفاقية بين أبوظبي ودبي أول خطوة وحدوية في الخليج العربي منذ أن تجزأ تلك التجزئة المفتعلة. وإدراكاً من الحكام لأهمية الموضوع فقد لبوا النداء والتقوا في الفترة من 25 إلى 28 فبراير 1968 حيث خرجوا على شعبهم في الخليج العربي بإعلانهم الموافقة على تطوير إعلان دبي ليضم تسع إمارات في دولة تكون درعاً يحمي الخليج العربي من الطامعين وتنصهر فيها الجهود المتضافرة في سبيل صنع المستقبل الذي يؤدي فيه أبناء الخليج دورهم الكامل في صنع نهضة بلدانهم وفي خدمة الأمة العربية. وقد تم إعلان الاتحاد التساعي تحت اسم (اتحاد الإمارات العربية) يرئسها زايد ونائبه راشد مع تكوين مجلس أعلى من الحكام والمجلس الاتحادي المؤقت ويرئسه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر ونائب الحاكم. وقد جاء في نص الاتفاق أسماء الموقعين عليه وهم : صاحب العظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين صاحب العظمة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي صاحب العظمة الشيخ أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر صاحب السمو الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة صاحب السمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي حاكم الفجيرة سمو الشيخ راشد بن أحمد المعلا ولي عهد أم القيوين سموالشيخ حميد بن راشد النعيمي ولي العهد ونائب حاكم عجمان. وتضمن الاتفاق عدة أبواب تناولت اسم الدولة والهدف من الاتحاد والسياسة الخارجية والتمثيل وتنظيم الدفاع الجماعي. كما نص الاتفاق على تشكيل المجلس الأعلى من الحكام لرسم السياسة العليا وإصدار القوانين وإصدار الميزانية السنوية بما يراعي حصة كل إمارة فيها. كذلك جاء في اتفاق الاتحاد التساعي تكوين مجلس الاتحاد المؤقت ليكون بمثابة سلطة تنفيذية ويمارس صلاحياته في مجال تكوين اللجان المختلفة. نص البيان وجاء في نص البيان الذي تم إعلانه: «نظراً لأن إمارتي أبوظبي ودبي أبرمتا اتفاقاً على تكوين اتحاد بينهما، رغبة منهما في المحافظة على الاستقرار في بلديهما وتحقيق مستقبل أفضل لشعبيهما، ولما كان الإجماع منعقداً على أن إنشاء اتحاد يشمل جميع الإمارات العربية في الخليج بما فيها إمارتا أبوظبي ودبي أوفى بتحقيق الغرض الذي نشدته هاتان الإمارتان وترنو إليه آمال شعوب المنطقة بأسرها ودعما لأواصر الأخوة الوثيقة بين جميع الإمارات العربية في الخليج العربي وتثبيتا للروابط القوية العديدة التي تجمع بين هذه الإمارات وحرصاً على توحيد جهودها في كل الوسائل المستطاعة إلى ما فيه صلاح أحوالها وتأمين مستقبل بنيها وتحقيق الخير للأمة العربية جميعاً واستجابة لرغبة شعوب المنطقة في تعزيز أسباب الاستقرار في بلادها وتحقيق الدفاع الجماعي عن كيانها وصيانة أمنها وسلامتها وفقاً لأهداف ومبادئ الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية، قد اجتمعوا مع الوفود المشاركة لهم في دبي يومي 25 و28 فبراير عام 1968 وتم التعاقد والاتفاق على إنشاء اتحاد الإمارات العربية في الخليج العربي من الإمارات المتعاقدة. ويعمل بهذه الاتفاقية من يوم 30 مارس 1968 وفقاً للأنظمة المرعية في كل إمارة عضو، وذلك إلى حين وضع ميثاق بالنظام الكامل والدائم للاتحاد». وقد حررت هذه الاتفاقية من تسع نسخ سلمت واحدة منها لكل من الإمارات الأعضاء. 4 جولات من الاجتماعات وعقد المجلس الأعلى للاتحاد أربع جولات من الاجتماعات في دبي وقطر كان آخرها في أبوظبي في الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر عام 1969 في دار الضيافة الذي كان الشيخ زايد وجه ببنائها ليستقبل فيها الملك حسين رحمه الله. وافتتح أول اجتماع في هذه الجولة الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، رحمه الله، تحدث فيه حول أهمية اتحاد إمارات الخليج العربية من أجل تطورها وتعويض سنوات التخلف والفرقة والتمكن من مواجهة الأخطار التي تحيط بالمنطقة. وجرت في هذا الاجتماع مناقشات مختلفة أكد فيها المجتمعون على مواصلة الشيخ زايد رئيساً للدولة والشيخ راشد نائباً للرئيس مع استمرار الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رئيساً للمجلس الاتحادي المؤقت. ومن خلال الحوار والمناقشة التي جاءت بعد كلمة افتتاح الجلسات بدا أن هناك اختلافاً واضحاً في وجهات النظر تبادلها المستشاران المرافقان لحاكمي البحرين وقطر حسين كامل ووحيد رأفت. وبعد انتهاء الاجتماع الأول في الجولة الرابعة والأخيرة للمجلس الأعلى للاتحاد التساعي ولطبيعة عملي في تلفزيون أبوظبي الذي افتتح قبل شهرين، وقمنا بتغطية أعمال الاجتماع تجولت بين أعضاء الوفود ...لفت سمعي ونظري الشيخ أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر يقول لولي عهده الشيخ خليفة بن حمد : «الحين هذا الريال زايد لو يقول ارموا أنفسكم بالبحر لرمينا... ويجيبه الشيخ خليفة: صح كلامك طويل العمر فزايد أثبت أنه حريص على اتحاد الخليج وتطوير حياة شعوبه للأفضل». هذه العبارات تجسد انطباع المشاركين في صدق الشيخ زايد وحماسه لاتحاد إمارات الخليج وبناء دولة المنعة والتقدم والقدرة على مواجهة التحديات التي كانت تحيط بمنطقة الخليج العربي. من اجتماع المجلس الأعلى التساعي في أبوظبي تم انتخاب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد التساعي لمدة عامين والشيخ راشد بن سعيد نائباً للرئيس للمدة نفسها، إلى جانب الموافقة على تشكيل لجنة لمراجعة مشروع الدستور المؤقت بسبب تحفظ قطر على بعض ما جاء فيه تضم مندوبين من كل إمارة من الإمارات التسع مثل فيها أبوظبي خلف بن أحمد العتيبة وصالح فرح مع اعتبار أبوظبي مقراً مؤقتاً للاتحاد، على أن يبنى المقر الدائم بين أبوظبي ودبي. إلا أن عوامل داخلية وخارجية أعاقت مشروع الاتحاد التساعي رغم انعقاد أربع جولات للمجلس الأعلى خلال عام 1968 وعام 1969 واجتماعات كثيرة لمجلس الاتحاد المؤقت، كان من أبرزها الحساسيات القديمة بين بعض الإمارات وتحوير بعض المفاهيم وفق رغبات معينة، يضاف إلى ذلك كله أطماع إيران وتهديداتها ومراوحة الموقف البريطاني، يضاف إلى هذا كله ما بدا من ميل كل من البحرين وقطر إلى إعلان الاستقلال بشكل منفرد لكل منهما. بدأ التوجه للوصول إلى تسوية مقبولة في تباين وجهات النظر بين كل من البحرين وقطر من خلال الاتصالات الثنائية المباشرة والتي توجت بتوجه لجنة الوساطة السعودية الكويتية التي ضمت الشيخ صباح الأحمد الجابر وكان وزيراً للخارجية والأمير نواف بن عبد العزيز وكان مستشاراً للملك فيصل يوم 9 يناير 1971 إلى البحرين وقطر، غير أن الزيارة لم تسفر عن أية نتائج إيجابية. وعند سؤالي وزير الخارجية الكويتي لحظة عودته إن كانت زيارة الوساطة قد توصلت إلى نتيجة إيجابية اكتفى بالرد إنها خلافات بين المستشارين وليس الحكام. ومع صدق توجهه الوحدوي في جمع شمل الخليج العربي توجه الشيخ زايد بنفسه إلى كل من البحرين وقطر يوم 16يناير1971 وكنت أغطي الزيارة إعلامياً في محاولة مباشرة منه لتقريب وجهات النظر بينهما غير أنهما كانتا تسعيان لإعلان استقلالهما وإقامة دولة لكل منهما، وجاء الموقف فعالاً حين توقفت إيران عن مطالبها في البحرين وتدخل الشيخ زايد الفعال في هذا الموضوع. عودة إلى البداية عند هذا المنعطف عاد الشيخ زايد إلى الالتقاء بأخيه الشيخ راشد وإخوانه الحكام للعمل على إنجاز الاتحاد من الإمارات السبع، وترجم هذا المسعى انعقاد اجتماعات يوم 9 يونيو وأخرى يوم 3 يوليو 1971 ضمت كلا من أحمد خليفة السويدي وعدنان الباجه جي ومهدي التاجر وأحمد بن سلطان بن سليم . وقد توجت هذه الاجتماعات بلقاء حكام الإمارات يوم الأحد 18 يوليو /‏‏‏‏ تموز عام 1971 لوضع اللمسات الأخيرة لقيام هذا الصرح المنتظر. اجتماع يوم 18يوليو 1971في دبي وقال الشيخ زايد:(هذه فرصة هيأها الله سبحانه وتعالى لنا، فرصة وجودنا اليوم في مكان واحد، إن قلوبنا جميعا عامرة والحمد لله بالإيمان بمبدأ الوحدة، فلنجعل من اجتماعنا هذا فرصة تاريخية لتحقيق أملنا المنشود). وعند ظهر ذلك اليوم توصل الشيخ زايد وإخوانه الحكام إلى قرارهم التاريخي بقيام دولة الاتحاد تحت اسم الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الموافقة على الدستور المؤقت لينظم شؤون الدولة. وكان الشيخ زايد أول الموقعين على هذه الوثيقة التاريخية بينما مشاعره تفيض تأثراً لنجاح هذا المسعى الذي رعاه طويلًا بجهده وصبره وإيمانه الثابت برؤية بزوغ فجر الاتحاد. وجاء نص البيان الذي أعلنه أحمد خليفة السويدي في نهاية هذا الاجتماع التاريخي في دبي كما يلي : (بعونه تعالى، واستجابة لرغبة شعبنا العربي، فقد قررنا نحن حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة إقامة دولة اتحادية باسم الإمارات العربية المتحدة. وإذ نزف هذه البشرى السارة إلى الشعب العربي الكريم نرجو الله تعالى أن يكون هذا الاتحاد نواة لاتحاد شامل يضم باقي أفراد الأسرة من الإمارات الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها الحاضرة من التوقيع على هذا الدستور). أهم خطوة تحقيق الاتحاد ولدى عودته إلى أبوظبي قال الشيخ زايد مخاطباً مواطنيه قائلاً : (إن التوقيع على الدستور المؤقت هو أهم خطوة خطتها الإمارات العربية في سبيل تحقيق الاتحاد. إن هذا الاتحاد قد أرسي على أسس قوية راسخة تعتبر من أقوى الأسس التي يجب أن يقوم عليها الاتحاد). انضمام رأس الخيمة وفي العاشر من فبراير 1972 أعلنت رأس الخيمة رغبتها الانضمام والموافقة على الدستور المؤقت، وقد وافق المجلس الأعلى على طلبها في اليوم نفسه. 2 ديسمبر 1971 في هذا اليوم (2ديسمبر 1971) سجل الشيخ زايد مسيرة استغرقت 1384 يوماً لإقامة الاتحاد بدءاً من أول يوم التقى أخاه الشيخ راشد بن سعيد في 17 فبراير 1968 لبحث مستقبل ومصير المنطقة بعد الانسحاب البريطاني. وقد أصبحت دولة الإمارات العضو الثامن عشر في جامعة الدول العربية والعضو الثاني والثلاثين بعد المائة في هيئة الأمم المتحدة. كان هذا اليوم تجسيداً عملياً لاتفاق حكام الإمارات الستة في 18يوليو على الدستور المؤقت وقيام الاتحاد فيما بينها باسم (دولة الإمارات العربية المتحدة )، تبعتها ‌أربعة أشهر ونصف الشهر لترتيب عدد من الجوانب القانونية والتشريعية وصولا إلى هذا اليوم. وقد قام الشيخ زايد في تلك الفترة بجولة سريعة في الإمارات بهدف تثبيت أركان الاتحاد بين المواطنين الذين استقبلوه بحفاوة بالغة مما عكس على وجهه الارتياح وهو ينتقل من إمارة إلى أخرى، وأذكر أن قرابة أربعة آلاف مواطن احتشدوا في الشارقة لاستقباله والترحيب به على الطريق الذي سلكه موكبه، والأمر نفسه في الإمارات الأخرى. وقبل يوم واحد من اجتماع الجميرا قام المقيم السياسي البريطاني في الخليج سير جفري آرثر بجولة في الإمارات السبع وقع خلالها كل واحد من الحكام وثيقة تلغى بموجبها كافة المعاهدات والاتفاقيات التي كانت تعقد مع بريطانيا (المعاهدة العامة للسلام )ابتداء من عام 1820 . زايد يوقع مع جفري آرثر على إنهاء كافة الاتفاقات السابقة في الساعة التاسعة والنصف صباحاً بدأ وصول الحكام إلى قاعة الاجتماع على شاطئ الجميرا تبعهم عدد من الضيوف. في الساعة العاشرة إلا الربع بدأ أول اجتماع للمجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات بينما مثل إمارة أم القيوين الشيخ راشد بن أحمد المعلا بصفته ولياً للعهد والذي تولى الحكم فيما بعد. افتتح الاجتماع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي بكلمة ألقاها بالنيابة عنه الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وجاء فيها:إخواني أصحاب السمو، أيها السادة باسم دبي وباسم شعب دبي نحييكم أطيب تحية. وبنفس تطيب بالبشر وتملأها السعادة نرحب بكم في بلدكم بين أهلكم وذويكم . أيها الإخوان ....لقد تم أمس التوقيع على إنهاء العلاقات التعاقدية الخاصة بين كل إمارة من إماراتنا والحكومة البريطانية، فتم بذلك استقلال إماراتنا وسيادتها على أراضيها. وما مضت ساعات قليلة على ذلك حتى التقينا في هذا الاجتماع التاريخي لتحقيق ما تلاقت عليه إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا لإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، تستهدف توفير الحياة الفضلى لشعبها والاستقرار الأمكن لها وتحمي حقوق وحريات مواطنيها وتسعى لتحقيق التعاون الوثيق فيما بين إماراتها لصالحها المشترك من أجل ازدهارها وتقدمها في كافة المجالات، وتتطلع للانضمام لجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة ومسيرة الركب العربي في مسيرته نحو أهدافه السامية ونصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب الصديقة على أساس ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية. قرارات اتحادية وفي هذه اللحظات التي يرقب فيها شعب إماراتنا المفدى والعالم بأسره ما سيصدر عن هذا الاجتماع من المقررات، أبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفقنا لتحقيق ما اجتمعنا من أجله، والله ولي التوفيق ونعم النصير. وأصدر المجلس الأعلى للاتحاد القرارات التالية: أولًا: أصدر المجلس الأعلى للاتحاد القرار الاتحادي رقم 1 لسنة 1971 وفيه «تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة خمس سنوات وصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس لمدة خمس سنوات «. ثانياً: أصدر المجلس الأعلى للاتحاد القرار الاتحادي رقم 2 لسنة 1971وفيه: «بدء ممارسة رئيس الدولة ونائبه صلاحيتهما منذ هذه اللحظة بعد أن أدى كل منهما اليمين الدستورية «. ثالثا: أصدر المجلس الأعلى للاتحاد القرار الاتحادي رقم 3 لسنة 1971وفيه : «يعين سمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيساً لمجلس وزراء الاتحاد ويقدم أسماء أعضاء وزارته إلى رئيس الدولة بعد أسبوع في أبوظبي. علم الإمارات رابعاً: أصدر المجلس الأعلى للاتحاد القرار الاتحادي رقم 4 وفيه : «تمت الموافقة بالإجماع على علم الإمارات كما يلي : - مستطيل طوله ضعف عرضه ويتكون من أربعة أقسام مستطيلة الشكل واحدة منها قطعة مستطيلة حمراء عمودية على طرف العلم طولها بعرض العلم بينما عرضها ربع طول العلم. أما المستطيلات الثلاثة المتساوية عرضا فهي خضراء وبيضاء وسوداء. أول معاهدة صداقة بين دولة الإمارات وبريطانيا وجرى في هذا الاجتماع التوقيع على أول معاهدة صداقة بين دولة الإمارات وبريطانيا وقعها الشيخ زايد بصفته رئيساً لدولة الإمارات بينما وقعها سير. جفري آرثر المقيم السياسي في الخليج ممثلًا لوزارة الخارجية. علم الاتحاد يرفرف عالياً بانتهاء جلسة هذا الاجتماع التاريخي الذي بزغت فيه شمس دولة الإمارات العربية المتحدة يكون الشيخ زايد قد أكمل رحلة استغرقت 1384 يوماً لتحقيق هذا الإنجاز الذي كان النقطة الثانية في رؤيته الاستراتيجية بعد بناء إمارة أبوظبي الحديثة. ويترك زايد ومعه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات القاعة المتفردة عن قاعات العالم باتجاه صاري العلم يقدمه له مهدي التاجر وتحمله يدا زايد بابتسامته الدافئة التي ملأت وجهه سعادة غامرة بتحقيق حلم الآباء والأجداد الذي أصبح حقيقة نعيشها. وبسؤال الشيخ زايد عما يقوله في هذا الموقف أجاب: لا أقول غير الحمد لله وهو يوم مبارك لنا، وبسؤال الشيخ راشد أجاب ما في أبرك من هذا اليوم. وخلال أسبوع واحد ارتفع علم الإمارات العربية المتحدة في الجامعة العربية باعتبارها العضو الثامن عشر وفي ساحة هيئة الأمم المتحدة باعتبارها العضو الثاني والثلاثين بعد المائة. بيان ختامي للاجتماع التاريخي ألقى أحمد خليفة السويدي بيان ختام الاجتماع التاريخي في دبي وجاء نص البيان كما يلي : ( في هذا اليوم الخميس الواقع في الخامس عشر من شهر شوال عام 1391 هجرية الموافق للثاني من ديسمبر1971 م.، وفي إمارة دبي عقد حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة الموقعون على الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة اجتماعاً لهم سادته مشاعر الأخوة الصادقة والثقة المتبادلة والحرص العميق على تحقيق إرادة شعب هذه الإمارات واصدروا إعلاناً بسريان مفعول أحكام الدستور المذكور اعتباراً من هذا اليوم . ويزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة لشعب الإمارات العربية المتحدة وكافة الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والعالم أجمع معلنا قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة وجزءاً من الوطن العربي الكبير، تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وعلى أمنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيانات الإمارات الأعضاء فيها، وحماية حريات وحقوق شعبها وتحقيق التعاون الوثيق بين إماراتها لصالحها المشترك من أجل هذه الأغراض ومن أجل ازدهارها وتقدمها في كافة المجالات وتوقع الحياة الأفضل لجميع المواطنين ونصرة القضايا العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة والأخلاق الدولية المثلى. والمجلس الأعلى إذ يتوجه في هذه المناسبة التاريخية المباركة إلى الله العلي القدير بالحمد والشكر على توفيقه وعونه وإلى شعب الاتحاد بالتهنئة المباركة على تحقيق أمانيه. وإيماناً من المجلس الأعلى بأن أي وحدة أو اتحاد في أي بقعة من الوطن العربي خطوة في طريق الدعوة الحقة للوحدة العربية الشاملة، فإنه ليحرص على تأكيد ترحيبه بانضمام باقي الدول والإمارات الشقيقة الموقعة على اتفاقية اتحاد الإمارات العربية في دبي يوم 28 فبراير 1968 إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. والله ولي التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير. صدر في دبي في 15 شوال 1391 هجرية الموافق 2 ديسمبر 1971 ) . الاتحاد الصفحة المشرقة الأولى في تاريخ الإمارات والنقطة الثانية في رؤية الشيخ زايد الاستراتيجية بقلم الإعلامي د. محمد سعيد القدسي منذ أن أعلن رئيس وزراء بريطانيا يوم 18 يناير عام 1968 عن قرار الحكومة الانسحاب من منطقة الخليج العربي مع نهاية عام 1971، برز الاهتمام بمصير المنطقة بسبب أهميتها النفطية والاستراتيجية على المدى الطويل. كان الواقع يشير إلى أن كلا من أبوظبي وقطر والبحرين والإمارات الأخرى، إن كانت منفردة أو مجتمعة، في اتحاد ما، مقبلة على عهد جديد حافل بالمسؤوليات الكبيرة التي تتطلب منها الوعي ومواجهة ما يستجد من أحداث وسط تكتلات سياسية واقتصادية كبرى، مع اقتراب الاتحاد السوفييتي من الخليج في ذلك الوقت والمخاوف من إيران وأطماعها التوسعية وتحدياتها للعراق إلى جانب مشاكل الجنوب العربي والمواجهات المتجددة بين العرب والعدو المحتل. ومن البدايات المبكرة تميزت الرؤية السياسية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - ببعد النظر وسداد الرأي والواقعية في معالجة الأمور مهما كان نوعها. ولعل موضوع إقامة الاتحاد كان في فكره وقلبه الشغل الشاغل والهم الأكبر حتى قبل الإعلان بالانسحاب. وبحث الشيخ زايد عن البديل الذي يحمي المنطقة ويأخذ بيدها على طريق البناء والتطور والتقدم ويضعها في المركز اللائق بها في المجتمع الدولي استنادا إلى إدراكه صعوبة أن تشق الكيانات الصغيرة طريقها إقليمياً ودولياً وأنه لا بد من كيان قوي قادر على الاستمرار ومواجهة التيارات التي كانت تحيط بالخليج العربي. وسارع الشيخ زايد بعد شهر واحد من الإعلان البريطاني إلى بحث هذا الموضوع مع أقرب الناس إليه والتقى بالشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم - رحمه الله- حاكم دبي آنذاك يوم 17 فبراير 1968 ليجد أن الشيخ راشد يعيش نفس الهاجس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©