السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيمنا حصننا

3 ديسمبر 2017 23:21
في الماضي كنا نسمع عن الأمجاد والبطولات ومعاني العزة والإباء بشتى أنواعها، عرف الإنسان آنذاك بأفعاله وشهامته وقيمه النبيلة، فقيمة الإنسان ليس بما يلبس بل قيمته بإنجازاته. المجالس كانت هي المدارس الحقيقية للتعليم والتربية وتطوير الذات، فتلك اللقاءات كانت تبني شخصية الإنسان، تبني قيماً وعزة وإباء، جل اهتمامهم بناء وطن، وتكوين ملحمة حب وعطاء، في تلك المجالس تتوسد أجمل المعاني. اليوم نتوق شوقاً وحنيناً لمعان نبيلة افتقدناها للأسف انشغلنا بالمظهر وأسقطنا الجوهر، نواكب الصرعات أو بالأحرى الماركات العالمية، شغفتنا تلك الماركات وأنستنا أجمل مفاتيح السعادة الحقيقية ألا وهي الرضا والقناعة والتواضع، والبحث عن الذات وتطويرها اعتقاداً منا أن السعادة في الماركات العالمية كالساعات والحقائب والأقلام وغيرها من الكماليات التي شغلت الجميع وأسقطت أساسيات الحياة والمبادئ التي لابد أن نتحلى بها قبل أن نقتني تلك الكماليات، فمفاتيح السعادة هي التاريخ الخالد لك وليس تاريخ امتلاك الأشياء الثمينة. الإنجاز هو ما يصنع تاريخك ويترك الأثر الخالد، فكم من ميت هو حي بين البشر بأفعاله، وكم من حي هو ميت لأن لا وجود له في عداد البصمات الإيجابية في مجتمعه. الرضا أساسه التواضع والحب والعطاء وليس الماركات. نجد اليوم الكثير من الناس يؤمنون بأن كل ما يلمع ذهب، ذلك الإيمان ليس سوى سراب ووهم، بات مرض حب المظاهر ينخر في المجتمعات بغض النظر عن اختلاف المستوى الاقتصادي للفرد ودخله، ويزعمون أنه هو البرستيج الذي لا بد أن يبدأ بأصغر الأمور حتى أكبرها. ابتسم، تواضع، اقنع بما لديك، اهتم بمظهرك بقدر ماهو متوافر في جيبك دون تكلفة، فالجمال الحقيقي هو جمال روحك وليس جمالك بما ترتدي، كن جميلاً أينما كنت، فالوجود سيكون حينها أجمل، فوطني يرقى بأخلاقك وقيمك وتطوير ذاتك وتاريخ إنجازك، فأنت بذلك تمثل وطناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©