كلنا يظن أننا طيبون وعلى حسن نياتنا، ومعروف عنا أننا لا نكذب ولا نسيء لأحد، نحترم الجميع ولا نتكلم بسوء عن أحد، ونكره الظلم ونسعى لخدمة الجميع، قلبنا أبيض ولا نحمل حقداً ولا نحسد أحداً، ونتمنى الخير للجميع، لا نسخر أو نقلل من قيمة أي شخص، الجميع في نظرنا متساوون، لا نرتكب أخطاء ولا نعتدي أو نستولي أو نسرق أحداً! في البيت أنا الوالد الحنون المحب لزوجته وأبنائه وبناته، ولا نفرق بينهم، أسعى لتحقيق السعادة لأسرتي الصغيرة، ولست قاطع رحم، ودائم السؤال عن أقربائي وأساعد من يحتاج إلى مساعدة.
كل ما ذكرناه هواجس ليست واقعية ونعتقد جازمين أننا ملائكة والبقية شياطين، كل منا يعتقد في قرارة نفسه أنه طيب وعلى نياته ولكن الناس يسيئون الظن به، وطالما هو يعتقد ذلك عن نفسه، فإنه لن يسعى إلى تطويرها ونبذ السيئ في أخلاقه وتحسين معاشرته لمن حوله لأنه مريض نفسياً بالوهم، لا يرى في نفسه إلا أوهاماً غير واقعية، هيأت له واقعاً مزيفاً يخفي فيه نواقصه دون أن يعلم. تلزمنا وقفة مع النفس للمكاشفة لنرى واقعنا على حقيقته، ونبدأ تعديل سلوكنا ولا مانع من أن نلجأ إلى الطبيب النفسي للعلاج، فكل منا لديه جانب خفي لا نظهره في سلوكنا، قد يتطور ويصبح مرضاً نفسياً يؤثر على من حولنا.. فتدارك الأمر، فليس كل من راجع طبيباً نفسياً يعتبر مجنوناً.
عيدروس محمد الجنيدي
عدد اليوم
