الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجامع الكبير في رأس الخيمة يفتح أبوابه لاستقبال المصلين

الجامع الكبير في رأس الخيمة يفتح أبوابه لاستقبال المصلين
2 أغسطس 2013 21:45
عادت الحياة مرة أخرى إلى الجامع الكبير المطل من ربوة مرتفعة، على ساحل الخليج العربي إلى الشمال من فريج آل علي في منطقة سدروة برأس الخيمة، عندما انطلق صوت الأذان مرة أخرى من مآذنه، بعدما توقف طوال 510 أيام، خضع خلالها المسجد الأثري الذي جرى تشييده قبل نحو 200 عام الكبير لأكبر عملية ترميم شهدها وفقاً للمعايير العالمية، ليغدوا إليه المصلون مرة أخرى في رحلة إيمانية بين جنبات هذه الجامع العتيق. يؤكد العديد من الباحثين أن ارتباط أبناء الإمارة روحياً بمسجد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ محمد بن سالم القاسمي الذي تم تشييده عام 1820، يعود للدور الكبير الذي لعبه في حياتهم كونه أول مسجد تم تأسيسه في فريج آل علي بالمنطقة القديمة بإمارة رأس الخيمة، كما أن دوره لم يقتصر على أداء العبادات فقط، بل أصبح منبراً للأئمة الذين تناوبوا على أداء الصلاة والوعظ فيه، حتى أصبح منارة للعلم يفد إليها أبناء الإمارة من كل حدب وصوب. أقدم مسجد وقال مدير دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، محمد أحمد الكيت، إن الجامع الكبير هو أقدم مسجد على مستوى الدولة بهذا الحجم فهو يتسع لألف مصلٍ في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن الجامع شهد عدة عمليات ترميم خلال السنوات الماضية، انطلقت أكبرها قبل 16 شهراً على ثلاثة مستويات هي التنقيب والترميم والصيانة. ونوه الكيت إلى أن أعمال الترميم والصيانة في مسجد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ محمد بن سالم القاسمي «الجامع الكبير» استمرت عاما كاملاً تمت تحت إشراف خبراء التنقيب ووفقا للمعايير العالمية استهدفت من خلاله الحفاظ على هذا الأثر الإسلامي المهم. وأضاف أن صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أولى المسجد اهتماماً بالغاً، وأصدر توجيهاته بضرورة الحفاظ على هذا الأثر الإسلامي المهم. ولذلك وضعت الدائرة خطة شاملة لتنفيذ عمليات الترميم، ارتكز خلالها العمل على الحفاظ على جميع التفاصيل القديمة والأثرية للمسجد وعدم المساس بالقيمة الفنية للعمارة التي شيد وفقها والتي كشفت جانباً من فن العمارة في تلك الفترة الزمنية التي شيد خلالها المسجد. ربوة مرتفعة يعدّ مسجد الشيخ محمد بن سالم القاسمي الذي يطلق عليه بالمسجد الكبير الذي شيده الشيخ سلطان بن صقر الأول في منطقة رأس الخيمة القديمة أحد أقدم وأكبر المساجد في مدينة رأس الخيمة، وهو يطل من ربوة مرتفعة على ساحل الخليج العربي إلى الشمال من فريج آل علي، ويعود تاريخ تشيده إلى عام 1820 ميلادية وفقا لتقارير متحف رأس الخيمة الوطني. ويقوم المسجد، الذي يعد الجامع الوحيد في البلدة القديمة، على مساحة 1600 متر مربع ويضم قاعة رئيسة للصلاة تحتلّ ثلثي مساحة المسجد وتتسع هذه القاعة مع الرصيف الخاص بالمسجد لنحو 1000 مصلٍّ فيما كانت تقع في جزئه الجنوبي الشرقي غرفة صغيرة تم تخصيصها للنساء و مازالت تؤدي فيه الصلوات الخمس حاليا ويقع تحت إشراف الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف. وقد رممت حكومة رأس الخيمة في أوائل التسعينات من القرن الماضي المسجد وأضافت 28 نافذة مقوسة على جانبيه، وتم إلغاء غرفة مصلى النساء وإضافة ممر مغطّى لمقدمة المسجد مع تغطية جدرانه الخارجية بأحجار جبلية كبديل للرخام الذي كان يعتبر المادة الأساسية في بناء المسجد. صيانة المسجد وأصبح الشكل الحالي للمسجد يضمّ 3 أبواب كبيرة تفتح باتجاه الجهة الشرقية، ويقوم المبنى على 60 عموداً يعلوها سقف مغطى بسعف النخيل، وسبق أن قام المواطنون على مدى سنين طويلة بأعمال ترميم وصيانة للمسجد خلال الفترة التي سبقت قيام الاتحاد. وتولت دوائر الإمارة بعد ذلك القيام بعمليات ترميم دورية كان آخرها قبل 5 سنوات ونفذت بإشراف دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة. من ناحيته أكد أستاذ التاريخ القديم في قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات، الدكتور حمد بن صراي أن «المسجد الكبير في رأس الخيمة شيده الشيخ صقر بن راشد القاسمي الذي كان حاكماً لرأس الخيمة خلال الفترة بين 1777 و1803، وتمت أول توسعة له على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي (سلطان الكبير)، الذي حكم بين 1803 و1866 فيما كانت التوسعة الأخيرة في عهد الشيخ صقر بن محمد القاسمي عام 1987، وتم خلال هذه العملية إضافة ممر مغطّى لمقدمة المسجد، مع تغطية جدرانه الخارجية بأحجار جبلية كبديل للرخام الذي كان يعتبر المادة الأساسية في بناء المسجد». تحت الجدران وأوضح أنه «أثناء عملية الترميم تم اكتشاف ثلاث طبقات من الطين واللبن تحت الجدران والأعمدة، كما عثر على عملة عمانية يقدر عمرها بحوالي 150 عاماً». وكشف صراي عن أن «الحجارة التي بني منها المسجد تم جلبها من جزيرة طنب الكبرى، مشيراً إلى أن المسجد كان يضم قبة من الجص عند المدخل من جهة اليمين، وكان المؤذن يصعد ليرفع الأذان من فوقها أما السقف فهو من خشب الجندل وكان الناس قديما يفترشون الحصر للصلاة عليها». وكان صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة قد أدى صلاة الجمعة في الجامع الكبير إيذانا بافتتاحه بعد إعادة صيانته وترميمه يوم 19 يوليو الماضي الموافق 10رمضان. دراسة تاريخية وكان صاحب السمو حاكم رأس الخيمة قد وجه دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة بإجراء دراسة تاريخية لآثار المسجد المكتشفة، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين لإبراز الوجه التراثي والتاريخي للمسجد، والذي يعكس مدى أصالة وعراقة المنطقة القديمة في رأس الخيمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، والتي كان لها أدوار اجتماعية واقتصادية في التاريخ القديم، كما أوصى سموه بالاستعانة بشركة متخصصة لدراسة الأساسات التكوينية لهيكل الجامع الكبير ومدى تحملها وعمرها الافتراضي وتوفير شركة متخصصة لأعمال التبريد والتكييف والتمديدات الكهربائية للحفاظ على المسجد كمعلم تاريخي وتراثي للإمارة تحت إشراف الدائرة. توسعة المسجد جدير بالذكر أن مسجد المغفور له الشيخ محمد بن سالم القاسمي يعد ثاني أقدم مسجد على مستوى الدولة بناه المغفور له الشيخ صقر بن راشد القاسمي الذي حكم في الفترة التاريخية من 1777 إلى 1803 ميلادية فيما أجريت للمسجد صيانة وتوسعة في عهد المغفور له الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الذي حكم في الفترة من 1803 إلى 1866 ميلادي وتم تجديد المسجد وتوسعته في عهد المغفور له الشيخ خالد بن صقر بن خالد القاسمي حاكم رأس الخيمة ما بين عام 1900- 1908ميلادي فكانت آخر توسعة للمسجد في بداية حكم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلطان بن سالم القاسمي حاكم رأس الخيمة 1919- 1948 ميلادي بينما كان آخر ترميم أجري للمسجد في عام 1993م بناء على توجيهات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صقر بن محمد القاسمي، ليكون مكانا للعبادة ورمزا من رموز الإمارة الحضارية القديمة.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©