الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وادي سهم يسرد ذكريات التزود بالمؤن والسير 8 أيام للوصول إلى دبي

وادي سهم يسرد ذكريات التزود بالمؤن والسير 8 أيام للوصول إلى دبي
2 أغسطس 2013 22:00
كان أهالي المناطق والقرى الجبلية يقطعون الوديان والمرتفعات الجبلية، ويمضون أياماً على ظهور الإبل، وهم برحلة التزود بالمؤن استعداداً للصيام، ومنها قرى وادي سهم على المرتفعات الجبلية الجنوبية للفجيرة، وتبعد عن الإمارة 25 كيلومتراً. وعن أهم مظاهر رمضان، وكيف يتم استقباله في الماضي، يقول علي بن عبد الله بن خميس اليليلي، وهو أحد أكبر الشواب، إن الاستعداد لشهر رمضان يبدأ من قبل دخول الشهر بعشرة أيام، حيث نقوم بتجهيز الإبل، وننطلق باتجاه إمارات رأس الخيمة أو الشارقة أو دبي، محملين بالقليل من العسل والسمن، في رحلة تستغرق ثمانية أيام، ذهاباً وعودة. وأضاف: عند الوصول وبيع البضاعة بمبالغ زهيدة، ? تتجاوز 30 روبية، يتم شراء العيش، وكيلو القهوة، بربية ونصف، والمن بـ 7 روبيات، وتعود القافلة إلى المنطقة وسط فرحة الأهالي، وكانت الحياة قبل قيام الدولة بسيطة جداً، حيث كنا نتسحر على ما تيسر من العيش واللحم، ونفطر على السح والروب والكامي، ونحدد لحظة الإفطار باختفاء الشمس عن الجبل، وهو جبل مشهور يطلق عليه جبل المسيطيح. وأشار إلى أنه بعد صلاة التراويح كان الأهل والأقارب يلتقون لشرب القهوة، والجلوس لتبادل ذكريات الماضي حتى منتصف الليل، ثم يغفون حتى وقت السحور، ثم صلاة الفجر، ومن بعدها يبدأ يوم شاق جديد من العمل والكفاح حتى وقت الضحى، فيعودون إلى البيت، وأخذ قسط من الراحة، وبعد القيلولة وصلاة العصر، مرة أخرى إلى الضاحية، والعمل على سقي الزرع والاهتمام بالشجر. أما الوالد خميس بن عبد الله بن خميس فله ذكريات لا ينساها في رمضان، يقول عنها: كانت الحياة هنا في وادي سهم بسيطة، وكنا نتسحر على الروب والتمر، وإذا صادف الصوم القيظ نستعين بالرطب، والرقاق بجانب الماء الذي نضعه بالسعن أو القربة ليبرد، حيث كان العطش شديداً والزاد قليلاً. وقال: كنا نقضي معظم وقت النهار في متابعة ورعاية الممتلكات، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة حتى الصغار يكونون بجانب آبائهم في النخل، والبنات مع أمهاتهم في متابعة شؤون البيت. وأهم ما يميز تلك الفترة، كما يقول الوالد خميس، أن الكل يعمل ويسعى ويجتهد، والمحصول ضعيف للغاية، وعشنا في ظل ظروف قاسية جداً. أما سالم بن علي اليليلي الذي عاش أطرافاً من الزمن الأول، فقال إن هناك تحولاً كبيراً حدث في منطقة وادي سهم، ففي الماضي يصعب التنقل نظراً لوعورة الطريق، وكانت تواجهنا صعوبات شديدة في التنقل بين الوادي ومدينة الفجيرة من أجل التسوق وشراء المير الرمضاني، أما اليوم وبإنجاز الطريق أصبح التنقل ميسراً وسهلاً. وعن ما يميز الوادي من المأكولات، يقول سالم بن علي إن منطقة وادي سهم التي يقطنها حوالي 500 نسمة تعتمد على الزراعة ورعي الأغنام، وكان الأهالي يزرعون البر مما جعلهم يعتمدون عليه بشكل أساسي. ويضيف: الموائد عامرة في رمضان ويظل الفريد مهيمناً على السفرة، نظراً لارتباطه بتاريخ وذاكرة أبناء وادي سهم التي حباها الله مراعي طيبة للغنم منذ القدم، فالفريد يتم طبخه من اللحم البلدي الخالص، ولا نستعين باللحوم المستوردة، حتى الدواجن ينطبق عليها الأمر ذاته، فضلاً على وجود الكثير من الفواكه نزرعها هنا، مثل الهمبا البلدي الميمز والفيفاي والاترنج. وكل هذا الخير موجود في وادي سهم، بالإضافة إلى الأصناف الأخرى التي ترد من السوق.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©