الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان شهر التنافس لإرساء قواعد التكافل والتقارب الإنساني

رمضان شهر التنافس لإرساء قواعد التكافل والتقارب الإنساني
5 أغسطس 2011 22:26
دعت محاضرة دينية إلى الإكثار من فعل الخيرات وإلى الثقة بالله وحسن الظن به والالتزام بأداء العبادات التي فرضها الله على الإنسان، موضحة أن رمضان شهر التنافس لإرساء قواعد التكافل والتقارب الإنساني. المحاضرة نظمها نادي تراث الإمارات بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي مساء أمس الأول في مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، بعنوان “التنافس في فعل الخيرات”. وألقى المحاضرة فضيلة الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق، وذلك في إطار برنامج المحاضرات والندوات في المهرجان الرمضاني السادس الذي ينظمه النادي بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وتستمر فعالياته حتى 23 أغسطس الجاري. ثلاثة محاور وتطرق الرفاعي في محاضرته إلى ثلاثة محاور رئيسية هي: التنافس في فعل الخير مع النفس، ومع الأهل، ومع الناس.. وحول المحور الأول قال المحاضر إنه يتمثل في كيف يقود الإنسان نفسه إلى الثقة بالله وحسن الظن به والالتزام بأداء العبادات التي فرضها الله عليه، وبتحقيق هذا الفعل ينجح الإنسان في تجنيب نفسه الشر ويدفع بها إلى طريق الصلاح والأمان. وحول المحور الثاني المتعلق بالأهل والأقارب، أوضح الرفاعي أن فعل الخير معهم يأتي من باب أن الأقارب هم أولى بالمعروف، وأن التنافس في مساعدتهم يكون بصلتهم وعيادة مريضهم والسؤال عنهم وإدخال السرور إلى قلوبهم. أشار المحاضر إلى أن المحور الثالث المتعلق بفعل الخير مع الناس كافة يأتي في إطار ما أمرنا الله به من أهمية الإقدام على إعانة كل محتاج، فمن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، وقال في هذا السياق إن فعل الخير مع الناس يكون بالأخذ بيد الضعيف والابتسامة في وجه الجميع؛ لأن تبسمك في وجه أخيك صدقة. فقه العبادات في جانب آخر من محاضرته، تطرق الرفاعي صاحب كتاب “العبادات في الفقه الإسلامي” إلى أهمية شهر رمضان في حياة المسلمين، وقال إنه فرصة عظيمة منحها الله لنا لكي نتنافس جميعاً، فمن فطر صائماً ولو على شربة ماء سقاه الله من حوض النبي صلى الله عليه وسلم. وبين المحاضر أن وجوه التعاون بين الناس كثيرة منها إدخال السرور على قلوب المسلمين وتأمين حياتهم وعدم إيذائهم؛ لأن الإسلام هو رسالة محبة وهداية وسلام وأمن وهدوء، وعدم إزعاج الناس بأي وسيلة من الوسائل، فلنتنافس في هذا الشهر الفضيل الذي فيه ليلة القدر، على فعل الخير لقول الله تعالى: “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”. وخصص الرفاعي في محاضرته جانباً لموضوع صلة الرحم وأهمية ذلك في حياة المسلمين خاصة في أجواء الشهر الفضيل، وقال إن صلة الرحم تسهم في مد عمر الإنسان وتوسع في رزقه، كما أنها تجلب له السعادة والراحة والهدوء النفسي، وتحقق له النجاح في حياته لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن يمد الله في عمره ويزاد في رزقه فليصل رحمه”. الإحسان إلى الجيران كما انتقل في حديثه إلى أهمية وصل الجيران، والإحسان إليهم، والنهي عن التلصص عليهم وعدم جرح مشاعرهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالجيران خيراً، وقال لأحد أصحابه “إذا طبخت فأكثر المرق وتعهد بالجيران”، متطرقاً في هذا المقام إلى فضيلة إكرام الضيف، وهو الذي ينزل بساحتك أو ببلدك، فالإسلام أوصى بإكرامه وحسن استقباله ووفادته، مع العمل على تحقيق سبل الراحة له والمحافظة على حياته وحمايته من كل مكروه، مستنداً في ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”. اختتم الرفاعي محاضرته بالتعرض إلى جانب آخر من جوانب فعل الخير، متمثلاً في رعاية شؤون اليتيم وتوفير الكفالة اللازمة له، والعمل على رفع مستواه المادي والمعنوي، والدفع به إلى دور التعليم؛ لأن من أكرم يتيماً أكرمه الله ومن ضم يتيماً إلى أولاده في الكفالة والرعاية أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. ودعا الحاضرين إلى استثمار الشهر الفضيل في التقرب إلى الله من خلال فعل الخيرات التي تسهم في إرساء قواعد المحبة والتكافل والتقارب الإنساني والتواصل مع الآخر في إطار حوار الحضارات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©