تعرض كبار تنفيذيي شركة رويال دتش شل مؤخراً لانتقادات شديدة على حملتهم الخاصة بنفط الأسكا المتأزمة، بينما طالب بعض المساهمين بإعادة النظر في استراتيجية الشركة بمنطقة الأسكا.
غلب على اجتماع شل السنوي أسئلة عن مشروع الأسكا الذي شابه بعض الإشكاليات، ذلك أن الشركة أنفقت حوالي 5 مليارات دولار على الحملة ولا تزال تنشغل بإتمام بئر واحدة فقط.
وأشارت أوساط إلى أن مراجعة مشاريع الأسكا من قبل الحكومة الأميركية التي قالت إن مشاكل شل في الأسكا أثارت أسئلة خطيرة عن قدرتها على العمل بأسلوب آمن ومسؤول في بحر الأسكا القطبي. وجاء في التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية الأميركية أن شل دخلت في موسم حفر 2012 غير مستعدة الاستعداد الكامل وأوضحت عيوباً خطيرة في إدارتها وإشرافها على المقاولين، وقالت الوزارة إنه يتعين على الشركة إجراء تعديل كامل على خططها قبل أن يسمح لها باستئناف أعمال الحفر في المنطقة.
وسأل حضور الاجتماع السنوي عن الإجراءات التي اتخذتها شل لمعالجة المسائل المطروحة في تقرير وزارة الداخلية الأميركية، وقال بيتر فوزر رئيس تنفيذي شل إن التقرير نبه الشركة إلى نقاط جديدة جار أخذها في عين الاعتبار.
وكانت شل قد عزمت على حفر خمس آبار استكشاف الصيف الماضي ولكنها اضطرت إلى تأجيل خططها بعد أن تلفت معدة سلامة رئيسية تسمى قبة الاحتواء أثناء عملية الفحص، وتعتبر تلك القبة أحد الموانع الأربعة التي ركبتها شل منعاً لتسريبات نفطية في بحار القطب الشمالي، وترتب على التأخير أن شل لم يسمح لها سوى بحفر ثقبين علويين.
وتلقت شركة شل ضربة أخرى في ليلة رأس السنة حين اصطدم أحد حفاري الأسكا المسمى كولوك بقاع البحر أثناء عاصفة عاتية، وبعد ذلك أعلنت شل أنها لن تقوم بعمليات حفر في عام 2013 انتظاراً لإجراء إصلاحات في كل من حفار كولوك وسفينة حفرها القطبية الثانية المسماة نوبل ديسكفرر.
واقترحت مندوبة عن صندوقي معاشات هولنديين أنه يجب على شل التراجع وإعادة تقييم جميع المخاطر المقترنة بمشروع الأسكا.
فيما أبدى سكان من هوب بوينت الواقعة شمال غربي الأسكا قلقهم من احتمال أن تؤدي أنشطة شل إلى تسريبات نفطية في بحر تشوكتشي وبحر بوفورت بصفتهما مناطق مهمة لصيد الحيتان لسكان المنطقة الأصليين بالقطاع القطبي التابع لأميركا الشمالية، وقال أحد ممثلي سكان المنطقة: «إن أمن غذائنا في خطر فالبحر يمثل حديقة غذائية لنا». غير أن فوزر قال إن شل في مقدورها مواجهة أي حالة تسريب نفط ومنعها بوسائلها المخططة.
عن «فاينانشيال تايمز»
عدد اليوم
