الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا تجاهد لاستعادة نصيبها في السياحة العالمية

21 سبتمبر 2006 00:15
إعداد ـ محمد عبد الرحيم: في الوقت الذي أصبح فيه قطاع السفر العالمي يتمتع بالمزيد من النشاط والازدهار فإن الولايات المتحدة الأميركية بدأت تفتقد الى حصتها السوقية في القطاع وبوتيرة متسارعة بالاضافة الى خسارتها لكميات مقدرة من دولارات السياح الغائبين كما يقول التنفيذيون في الصناعة· ويعود هذا الأمر ببساطة إلى أن الدخول إلى الدولة بات ينطوي على قدر هائل من المخاطرة بالنسبة إلى العديد من الأجانب منذ وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ·2001 وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً فإن صناعة السياحة والسفر الأميركية أعربت عن رغبتها في تغيير هذه الصورة بعد ان بدأت لتوها في اتخاذ خطوات تهدف إلى استعادة أعداد الزوار الأجانب إلى مستويات ما قبل العام ·2001 ويذكر ان صناعة السفر العالمية تشهد نمواً بما يقارب 20 في المئة في الوقت الذي ما زالت فيه الولايات المتحدة تناضل من أجل تجنب المزيد من التراجع· ومن مجموع 808 ملايين مسافر دولي في عام 2005 اتجه 6,1 في المئة فقط صوب الولايات المتحدة الأميركية مما وضعها في مرتبة خلف فرنسا واسبانيا وفقاً لاحصائيات وزارة التجارة الأميركية· علماً بأن هذه الحصة السوقية انخفضت من المستوى العالي الذي بلغته في عام 1992 بنسبة 9,4 في المئة· اذ يقول جيفري فريمان المدير التنفيذي لوكالة ديسكفر اميركا مارتنر شيب: نواجه انخفاضاً في حجم السفر من وراء البحار بنسبة تبلغ 17 في المئة في ظل وصول أعداد متزايدة من الكنديين والمكسيكيين· بيد أن الاستحواذ على حصة أكبر من كعكة السياحة والمسافرين يتطلب بالضرورة إدراك مدى حجم الاضرار الخطيرة التي لحقت بصورة الولايات المتحدة الأميركية في أذهان الكثيرين بسبب حرب العراق والعديد من المشاكل الأخرى ثم العمل على تغيير هذه الصورة كما أشار العديد من التنفيذيين في الصناعة ولكن الأمر يتعلق ايضا بجزء ربما يتسم بسهولة في التصدي له من قبل الصناعة ويتمثل في تكثيف ضغوطها بهدف تبسيط الإجراءات المتعلقة باستخراج تأشيرات الدخول وجعل تجربة السفر نفسها أقل عناء ومشقة عبر تخفيض أوقات الانتظار وتسريع وتيرة عمليات التفتيش الجمركي· لذا فقد تواجد تنفيذيو الصناعة في واشنطن في الأسبوع الماضي من أجل الضغط والترويج لقضيتهم· وعلى الرغم من أن إدارة بوش بشكل عام تدعم هذه القضية وتتفق معهم على معظم الأهداف إلا أن فريمان وزملاءه يرون أن دفع الصناعة باتجاه تبسيط إجراءات السفر ما زال يواجه معوقات يصعب تجاوزها في مناخ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر· وبالنسبة الى وجهة النظر الحكومية يقول فريمان ''إن جميع المخاطر اصبحت تتعلق بالسفر كما أن جميع المكاسب أصبحت تتعلق بالأمن''· أما جاي راسلو رئيس مجلس إدارة والت ديزني للحدائق والمنتجعات والذي اختير كأفضل رئيس للعام من قبل اتحاد صناعة السفر الأميركية فقد ذكر من جانبه انه تلمس شعوراً عاماً في أوساط الأجانب بأنهم أصبحوا يعتبرون زيارة الولايات المتحدة مجازفة كبرى تنطوي على مخاطرة في عبور الحدود وليس فقط بسبب المشاكل المتعلق بالحصول على التأشيرة· ويطالب راسلو بتطوير استراتيجية وطنية للسياحة بالتعاون مع الحكومة من أجل تسهيل انسيابية الإجراءات الإدارية والتكنولوجية بشكل يؤدي الى تسريع عمليات العبور بالإضافة إلى بذل المزيد من الجهود والأموال من أجل تسويق الولايات المتحدة كوجهة سياحية مفضلة· واشار بعض التنفيذيين إلى أن الولايات المتحدة الأميركية طالما ظلت تفترض ببساطة أن الاشخاص لديهم الرغبة في الحضور لزيارة الدولة ولكنها لم تفعل إلا القليل فقط على المستوى القومي من أجل الترويج للسياحة· حيث يقول فريمان إن أميركا إحدى الدول القليلة في العالم التي لا تدير أي نوع من البرامج الهادفة لتشجيع الزيارة من الخارج· وأشاد توماس كالاهان المدير التنفيذي لمكتب بي كيه اف للاستشارات في سان فرانسيسكو من جانبه بدول النمسا وكندا وبعمليات الترويج السياحي الاستثنائية التي أطلقتها نيوزيلندا مؤخراً بالتوازي من الإجراءات الأمنية الصارمة ''من دون ان تنسى هذه الدول توجيه الدعوة الى الاشخاص حتى يشعروا بأنهم سيلقون ما يستحقون من ترحاب''· يقول ''هنالك تباين حاد بينما يحدث هنا وما يحدث في وجهات جديدة عديدة مثل كوريا الجنوبية وهونج كونج ودبي حيث يساور الزائر انطباع غامر بالمودة والدفء وبشكل يشعر فيه بأنهم يرغبون حقيقة في دخوله إلى أراضيهم''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©