الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جهود زايد في حماية البيئة وصونها جعلت «التنمية المستدامة» واقعاً

جهود زايد في حماية البيئة وصونها جعلت «التنمية المستدامة» واقعاً
2 نوفمبر 2010 00:36
حظيت البيئة برعاية واهتمام كبيرين من لدن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث برز اهتمامه -رحمه الله- في قضايا حماية البيئة وتنميتها منذ مدة طويلة. وبفضل جهود الشيخ زايد -طيب الله ثراه- باتت دولة الإمارات مثالاً يحتذى به في التحدي والتصميم على تحقيق إنجازات عملاقة في مجالات البيئة المختلفة، وحظيت بتقدير كل الجهات العالمية المختصة في هذا المجال. ومنذ إعلان قيام الاتحاد، أعلن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خطة لحماية البيئة، تتضمن برامج وخطط التنمية مرفقة بدراسات علمية حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لمشاريع التنمية والتطوير، فيما أنشأت المؤسسات والهيئات الخاصة لإدارة وحماية البيئة وتم رسم الاستراتيجيات البيئية وتحديد أولويات العمل البيئي مثل مكافحة تلوث الهواء، وتلوث الماء ومكافحة التصحر، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية. وحرص الشيخ زايد خلال فترة حكمه للمنطقة الشرقية، التي بدأت في عام 1946، على تنمية الإمكانات الزراعية من خلال استصلاح الأراضي الزراعية الجديدة، وبناء الأفلاج، وإنشاء القنوات، إضافة إلى توفير المياه دون مقابل، فيما حرص منذ توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 على الاهتمام بالقضايا البيئية، حيث حظر الصيد في إمارة أبوظبي منذ عام 1977، فضلاً عن معجزة زراعة الصحراء والتي تعتبر من أهم الإنجازات الخالدة للشيخ زايد، حيث استطاعت دولة الإمارات وبفضل سياسته الحكيمة ترويض الصحراء والتغلب على طبيعتها القاسية الجافة، ودرجات الحرارة العالية لتتحول إلى أرض خضراء. برامج لمكافحة التصحر كما يسجل لفقيد الوطن حرصه الدائم على أن تتخذ دولة الإمارات مجموعة مهمة من الإجراءات وتضع برامج عمل لمكافحة التصحر، منها الاهتمام بالمياه الجوفية، وإنشاء السدود، واستخدام مخصبات التربة، وإنشاء مصانع الأسمدة، والاهتمام بالزراعات المقاومة للملوحة. كما عمل على تشجير جانبي الطريق بين العين وأبوظبي، وكان هذا المشروع بداية نجاح زايد في معالجته قسوة الصحراء، وبفضل هذه التوجيهات انتشر اللون الأخضر في مساحات واسعة من الصحراء. واتسعت الرقعة الخضراء من الغابات والنباتات والحدائق، حيث تمكنت دولة الإمارات من إعادة الخضرة إلى المناطق الصحراوية. وأشاد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية بجهود دولة الإمارات بقيادة المغفور له الشيخ زايد في مكافحة التصحر وحماية النباتات، وقال: “إن منظمة الأغذية والزراعة العالمية تبني كل استراتيجيتها على مبدأ التنمية المستدامة، وإن هذا المبدأ يتوافق مع الفكر البيئي الإنمائي للشيخ زايد – رحمه الله”. كما أولت دولة الإمارات بتوجيهات الشيخ زايد اهتماماً بالغاً بقضية المياه، حيث أجريت العديد من الدراسات والأبحاث وفق أسس علمية بهدف إيجاد وسائل وآليات جديدة فاعلة لحماية المياه من كل عوامل الهدر، وفتح آفاق مستقبلية نحو مصادر إضافية جديدة، إضافة إلى تدعيم وحماية المخزون الجوفي المهم. إنشاء المحميات الطبيعية وكانت حكمة الشيخ القائد وفطرته اللتان ارتبطتا بالبيئة تنظران إلى أفق بعيد ولم تقفا عند حد حمايتها وإنما اتجهتا كذلك إلى تنميتها وتطوير عناصرها المختلفة، فأنشئت عدد من المحميات الطبيعية، من أهمها محمية جزيرة صير بني ياس التي تعد واحدة من كبريات المحميات التي أقامها الإنسان في شبه الجزيرة العربية من حيث المساحة والنوعية، حيث تضم أنواعاً نادرة من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، فأصبحت ملاذاً للحيوانات البرية والطيور، وبشكل خاص حيوانات الريم والنعام والغزلان العربية والمها معقوفة القرون. ويعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على المها العربية إلى الاهتمام الشخصي والخاص للشيخ زايد، حيث كان من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينيات إلى أن المها العربية أصبحت مهددة بالانقراض فأصدر توجيهاته بأسر ما يمكن منها، حيث تم أسر 4 منها، وأمر من أجل الحفاظ عليها بتأسيس أول حديقة حيوان في العين. وبعد بدء عمليات تطوير جزيرة صير بنى ياس بدأ برنامج توطين المها، وأسفرت جهود الإكثار عن نجاح منقطع النظير فازدادت أعدادها في الدولة حتى أصبحت دولة الإمارات الآن تمتلك أكبر عدد منها يصل إلى ما يزيد على 2500 حيوان. إكثار طائر الحبارى وفي مجال الصقارة والمحافظة على الطبيعة، استمرت جهود زايد رحمه الله، ليس فقط بفضل جهوده ومشاريعه وتوجيهاته المباشرة، وإنما أيضاً بكونه مصدر إلهام ورعاية لمبادرات عديدة أتت أكلها وساهمت بقدر كبير من العطاء على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. فوجه الشيخ زايد في عام 1977 بإكثار طائر الحبارى الآسيوي في الأسر في حديقة حيوان العين حتى قبل أن يصبح مهدداً بالانقراض، حيث أعلن في عام 1982 عن تفقيس أول فرخ في الأسر في دولة الإمارات. وفي عام 1989، تم تأسيس المركز الوطني لبحوث الطيور الذي أصبح فيما بعد جزءاً من هيئة البيئة - أبوظبي وأطلق برنامجه الطموح لإكثار الحبارى الآسيوية والذي تطور من بداية متواضعة ليزداد بعدها الإنتاج بإعداد كبيرة وهو يسير باتجاه تحقيق هدف بعيد المدى حدده الشيخ زايد بإنتاج 10 آلاف طائر حبارى آسيوي سنوياً على أن يتم إطلاق معظمها لزيادة أعداد المجموعات البرية. ويعتبر مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية “برنامج إكثار الحبارى” بميسور بالمملكة المغربية الذي أنشئ بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد أول مركز في العالم استطاع أن يطبق الاستراتيجية العالمية للحفاظ على الحبارى ويقوم المركز منذ إنشائه عام 1995 بإكثار الحبارى في الأسر ليتم إطلاق بعضها في البرية. إطلاق الصقور وأحيا المغفور له الشيخ زايد تقليد إعادة إطلاق العديد من صقوره إلى البرية في نهاية موسم الصيد، حيث بدأ برنامج زايد لإطلاق الصقور في عام 1995، وبحلول عام 2004 وصل مجموع الصقور التي تم إطلاقها ما يقارب الألف من صقور الحر والشاهين التي نجحت في العودة إلى حياتها البرية الطبيعية بعد إطلاقها على مسار هجراتها الأصلية في باكستان وأوساط آسيا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©