الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تقنية المعلومات الأميركية تتصارع على جذب الكفاءات

5 أغسطس 2011 22:39
تندلع حالياً “حرب الكفاءات” في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، حيث تتكالب شركات الإنترنت، الكبرى منها، مثل جوجل، إلى أصغرها، على البحث عن أفضل متخصصي التكنولوجيا، الأمر الذي انسحب تأثيره على أسواق العمالة من لندن بالمملكة المتحدة إلى بنجالور بالهند. وتقوم شركات كبرى متمركزة في كاليفورنيا بزيادة الرواتب والمكافآت سعياً إلى منع الموظفين الموسميين من التخلي عنها والانتقال إلى منافسيها، فيما ارتفع دخل صغار المهندسين المتخرجين حديثاً من الجامعة بنسبة 30 إلى 50% العام الماضي، بحسب عدد من المصادر بهذه الصناعة. وأعلنت مايكروسوفت في شهر أبريل الماضي زيادة رواتب موظفيها البالغ عددهم 90 ألف موظف، وجاء ذلك بعد أن زادت جوجل رواتبها بنسبة 10 في المئة في نهاية العام الماضي لتحول دون هجرة كفاءاتها إلى شركات سيليكون فالي أخرى مثل فيسبوك. وقال جيم بريار المستثمر في أكسل بارتنرز، الذي يتولى أعمال الإشراف على التوظيف في الشركات التي تستثمر أكسل بارتنرز فيها: “تشتد التنافسية على نحو بالغ الحدة ويحصل أفضل المرشحين في حالات كثيرة على عروض رواتب ضخمة ثم على عروض أخرى أفضل”، ويضيف أنه أسبوعياً يعقد عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني أو شخصياً مقابلات مع 10 من الشباب المتخصصين في التكنولوجيا أو التنفيذيين أو الرواد الواعدين لتعيينهم في محفظة الشركات التي يستثمر فيها. كما يقول بريار إن الطلب الأكبر ينصب على مصممي المنتجات على نحو يفوق الطلب على مبرمجي الكمبيوتر، وبالنظر إلى أن العديد من الشركات الجديدة تصمم برامج سوفتوير لمستهلكين - مثل تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف المحمول - فإن لمهارات تصميم برامج سهلة الاستخدام تروق للمستخدم تقديراً خاصاً، ويقول بريار إن هناك عجزاً شديداً في المصممين والفنيين ذوي الخبرة في شركات مثل آبل. كما أن هناك طلباً قوياً على خبراء البيانات الذين يكتشفون على سبيل المثال ما إن كان المستهلكون يفضلون زراً أخضر على زر أحمر أو يفضلون صورة 20 بيكسل على صورة 10 بيكسل ويمدون مصممي المنتجات بهذه المعلومات، وتعتبر المعلومات التي يقدمونها شديدة الأهمية للشركات المهتمة باجتذاب المستخدمين وبإظهار مدى قدرتها على النمو أمام مستثمريها. تباطأ انتقال هذا التوجه إلى أوروبا لدرجة أن لندن لأول مرة منذ عقود يعتبرها البعض جهة غير جاذبة للعمالة، خصوصاً مطوري البرامج نظراً لانخفاض رواتبهم النسبي، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعتبر فيه أصحاب المشاريع أن مناخ الاستثمار في سيليكون فالي متضخم مع تزايد الحديث عن فقاعة ثانية تتشكل حالياً هناك وهو ما نتج عنه تنامي الاستثمارات في أوروبا في الوقت الراهن. وقالت اليشيا نافارو الرئيس التنفيذية لـ”سكيملنكس” الشركة التي تقدم تكنولوجيا التسويق على شبكة الإنترنت والمتمركزة في لندن وسيليكون فالي: “يعتبر التوظيف باهظ التكلفة في سان فرانسيسكو وهو أحد أسباب احتفاظنا بفريق تطويرنا في لندن”. غير أن بعض المحللين يقول إنه ليس من السهل حتى في لندن البحث عن كفاءات عالية بالنظر إلى أن هناك تنافساً مع البنوك التي في وسعها مضاعفة الرواتب ومع ذلك يقولون إن لندن أسهل من سان فرانسيسكو. يذكر أن كليكتك الشركة السويدية المتخصصة في معلومات الشركات نقلت رئاستها إلى الولايات المتحدة عام 2002 وأدرجت في سوق نيويورك للأوراق المالية العام الماضي، غير أنها احتفظت بفريق تطويرها في لوند المدينة الجامعية الواقعة جنوبي السويد التي يمكن للشركة أن تحقق فيها استقراراً أفضل من حيث القوة العاملة. وقال انطوني دايتون رئيس قسم المبيعات في كليكتك: “استفدنا من وجودنا في السويد، فالعديد من الموظفين يعملون هناك منذ 10 سنوات، ومن غير الممكن أن تجد مهندسين عملوا في شركة واحدة طوال هذه الفترة في سيليكون فالي”. وتقول شركات التوظيف إن الطلب على موظفي تكنولوجيا المعلومات يتزايد باطراد في أوروبا، حيث قامت لو جيكا شركة خدمات المعلوماتية التي لديها مكاتب في كافة أنحاء أوروبا بزيادة توظيف الخريجين هذا العام من 2500 إلى 4000 خريج منهم 1000 خريج سيتم توظيفهم في فرنسا. وقالت اليكس فاريل المديرة في اي تي جوبز بورد موقع وظائف التكنولوجيا على الشبكة إنها تلقت مؤخراً مكالمة هاتفية من أحد أصحاب الأعمال في ألمانيا يطلب فيها 1000 استشاري، وعلقت فاريل على ذلك بأنها لم يسبق لها إطلاقاً أن صادفت ذلك في السنوات الخمس عشرة التي خدمتها في مجال التوظيف في تكنولوجيا المعلومات. وفي المملكة المتحدة قالت فاريل إنه كان هناك زيادة 16 في المئة في إعلانات وظائف شركة اي تي جويز بورد العام الماضي وتضاعف الطلب تقريباً على مهارات بعينها مثل برمجة الأجهزة المحمولة والحوسبة السحابية وإصدار تطبيقات تجارة إلكترونية وتكنولوجيا الصيرفة. وتشتد المنافسة على أفضل الموظفين أيضاً في آسيا، خصوصاً الهند، حيث تبلغ نسبة الموظفين المغادرين سنوياً نحو 17 في المئة بارتفاع عن النسبة المعتادة البالغة 10 إلى 12 في المئة، بحسب ناسكوم نقابة صناعة المعلوماتية. وتواجه شركات المعلوماتية الهندية ذلك من خلال توظيف الطلاب قبل تخرجهم بالاستعانة بكبريات شركات خدمات المعلوماتية مثل تي سي اس وانفوسيس ووايبرو. كما أن في سيليكون فالي تلتقط بعض الشركات الناشئة طلاباً من الجامعات قبل تخرجهم، وهو تكتيك كان مستخدماً في فترة ازدهار الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي بحسب هارج تاجار الشريك في واي كومبينيتور التي تعمل في مجال تقديم خدمات إعداد الشركات البادئة والذي ذكر كيف كان موظفو باي بال آنذاك يحومون حول مختبرات الكمبيوتر في جامعة الينوي متحدثين مع الطلاب جذباً لاهتمامهم بالشركة، وقال تاجار إن ذلك يحدث حالياً من جديد وبمعدل متزايد بالنظر إلى أن مزيداً من الشركات البادئة التي يطلقها مؤسسون من الشباب يحصلون بسهولة على التمويلات اللازمة بدون صعوبة تذكر. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©