الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا.. واشنطن ضد «المنطقة العازلة»!

1 أغسطس 2015 22:55
بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة وتركيا عن اتفاق مفاجئ لقتال تنظيم «داعش» سوياً، يصر مسؤولون أميركيون على أنه -بعكس التقارير- لا توجد هناك بالقطع خطط أميركية «لإقامة منطقة عازلة» داخل سوريا. وفي الواقع، فإنه لا توجد أية «منطقة» ولا خطة للحفاظ على منطقة «آمنة». وحتى تتمكن إدارة الرئيس أوباما من التوفيق بين الأهداف المختلفة للدول الأعضاء في التحالف المناهض لـ«داعش»، قد يستمر مختلف الشركاء في العمل على تحقيق أهداف غير متناسقة أيضاً. وفي هذه الحالة، فإن محاربة «داعش»، بالنسبة للولايات المتحدة، هي الأولوية الوحيدة، فيما ترى تركيا أن الضرورة تقضي حماية المدنيين من نظام الأسد في سوريا، وإجباره على الخروج في النهاية. وخلال الأسبوع الماضي، كان اختلفت تصريحات مسؤولين أميركيين وأتراك حول ما إذا كان البيت الأبيض قد وافق على إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا أم لا، وهو الأمر الذي كان يقاومه لفترة طويلة، حتى أن الصحف الأميركية الكبرى نشرت خرائط مبدئية توضح المساحة التي ستغطيها المنطقة الآمنة. بيد أن مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية أوضحوا أنه لا توجد خطط أميركية لإقامة منطقة آمنة من أي نوع. وقالوا: إن إدارة أوباما سترسل وفداً إلى تركيا في الأسبوع المقبل لبحث شكل التعاون الجديد على طول الحدود السورية الشمالية. وأضافوا: إن العملية ستكون مقصورة على إخراج قوات «داعش» من منطقة تمتد بطول 68 ميلًا على الحدود التركية- السورية. ولكن ليس هناك حديث عن حماية المدنيين، أو التأكد من أن المنطقة لا يهاجمها طيران نظام لأسد، الذي يواصل إلقاء «البراميل المتفجرة» على مناطق المدنيين في جميع أنحاء شمال سوريا. وقد بدأ كل هذا التدافع عندما نفى «جون ألين»، وهو جنرال أميركي متقاعد ومسؤول عن جهود مكافحة «الجهاديين»، أن إقامة «منطقة حظر جوي» بداخل سوريا كانت حتى «جزءاً من المناقشات» التي أجراها مع الأتراك، والتي أدت إلى اتفاق جديد يسمح للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة «أنجرليك» الجوية التركية لضرب أهداف في سوريا والعراق. وبعد ذلك بيومين، قال وزير خارجية تركيا خلال مؤتمر صحفي: «عندما تخلو مناطق في شمال سوريا من تهديد داعش، فإن المناطق الآمنة ستتشكل طبيعياً. لقد كنا دائماً ندافع عن إقامة مناطق آمنة ومناطق حظر جوي في سوريا، حيث يمكن للنازحين الإقامة هناك». وفي الأيام التي تلت ذلك، ذكرت مقالات نشرتها «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» وغيرهما أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على العمل على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا. والاختلاف الأساسي بين ما تقوله إدارة أوباما اليوم والتقارير الإخبارية التي نشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع ليس ما إذا كانت هناك منطقة ستعمل الولايات المتحدة وتركيا على تطهيرها من قوات «داعش». ولكن الخلاف هو على ما إذا كانت هذه المنطقة ستكون «آمنة»، خاصة من الهجمات الجوية. ويحترس البيت الأبيض من أي خطة قد تضعه في صراع عسكري مع نظام الأسد، ولم يتخذ بعد أي قرار لحماية قوات المعارضة أو المدنيين من هجماته الجوية. وقد أشار مسؤولون سابقون وخبراء في شؤون الشرق الأوسط هذا الأسبوع إلى أن حماية المنطقة من قنابل الأسد تعتبر عنصراً أساسياً فيما إذا كانت المنطقة الآمنة ستنجح فعلياً أم لا. وعلاوة على التكهنات بشأن المناطق الآمنة، ذكر ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأميركية يوم الثلاثاء الماضي أنه لن يتم استخدام القوات الأميركية أو التركية في تطهير المنطقة الحدودية من «الجهاديين»، وأن «قوات المعارضة المعتدلة» هي التي ستقوم بهذه المهمة. وهذا يلغي إمكانية استخدام قوات كردية، وهي القوات الأكثر فعالية في قتال تنظيم «داعش» في المنطقة، لأن الأتراك سيعترضون على الفكرة. أما بالنسبة للجيش السوري الحر، فقد تخلت الولايات المتحدة إلى حد كبير عن معظم ألويته في شمال سوريا في أواخر العام الماضي، بعد أن تكبد خسائر فادحة أمام جماعات متمردة أخرى من بينها «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». جوش روجين * * محرر شؤون الأمن القومي في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©