الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شابات مصريات يرفعن شعار «عانس بمزاجي» في وجه انتقادات المجتمع

شابات مصريات يرفعن شعار «عانس بمزاجي» في وجه انتقادات المجتمع
7 فبراير 2010 20:19
في الوقت الذي تهرب فيه فتيات من شبح العنوسة نجد نسبة كبيرة من فتيات رفعن شعار “عانس بمزاجي” لا تنظر فيه الفتاة إلى سنها أو نظرة المجتمع من حولها ولا حتى ما يسمى بـ “كلام الناس” بل تنظر إلى ما سيضيفه لها هذا الزواج ومهما تقدم بها السن فإنها تصمم على اختيار العريس المثالي مهما كلفها ذلك من سنوات أو عدد من العرسان طالما انهم دون المواصفات. لم يعد وصف “عانس” يثير الخجل لدى الفتيات فالدنيا تغيرت كثيرا، ولم يعد هناك ما يسمى قطار الزواج الذي ينبغي أن تلحق به المرأة في سن صغيرة، ولم تعد هناك سن معينة يقال عندها أن الفتاة أصبحت عانسا، فالفتيات يتزوجن لأول مرة الآن بعد سن الثلاثين والزواج لم يعد من أولويات الرجال أو النساء ليس لضيق ذات اليد ولا للظروف الاقتصادية كما يقال ولكن لأن قائمة الأولويات تغيرت عن ذي قبل وتراجع فيها الزواج لمرتبة متأخرة. والفتيات اليوم يعترفن بالعنوسة بل وبفلسفتها ويرين أنها اختيارية لأنهن لا يردن ظل رجل بدلا من ظل حائط، بل يردن رجلا ذا مواصفات معينة وهن لسن في عجلة من أمرهن. باب التغيير تؤكد يمنى مختار (29 سنة) وهي فتاة جميلة تعمل في وظيفة مرموقة أن الزواج لا ينبغي أن يكون لمجرد الزواج أو لضمان شكل اجتماعي وإنما يجب أن يحقق إضافة إلى الفتاة ولهذا أسست مجموعة على الفيس بوك باسم “عوانس من باب التغيير” لاقت إقبالا شديدا حتى أن أعضاءها تجاوزوا الألف وانضم إليها الشباب لاقتناعهم بفشل تجارب الزواج للزواج. وتقول مختار:”لدي الكثير من الصديقات والأصدقاء تعرضوا لمواقف أحدثت عندي تراكمات وأوضحت لي الصورة ككثيرات من بنات جيلي فالزواج “قسمة ونصيب” ويأتي متى قُدر له ولا يجب على الفتاة أن تنتظره وتضيع مجهودها وفكرها في انتظاره كمن سبقن لأن الفتاة عندها الوظيفة والراتب والمحيط الاجتماعي الذي يملأ حياتها ولا يعطيها فرصة للإحساس بالوحدة، وكل فتاة تأمل في أن تجد فتى أحلامها وشريك حياتها المناسب وتبني أسرة وبيتا ولكن يجب أن يكون هذا على أسس اختيار سليمة لشريكها من دون الإحساس بضغط من المجتمع أو الأهل أو الفتاة نفسها لتُرضي الشكل الاجتماعي مما يضعها في مواقف محرجة أو يمس كرامتها حيث يؤدي الاختيار المتسرع وغير السليم إلى الفشل وهناك صديقة رفضها عريس لانها ترتدي نظارة بغض النظر عن شخصيتها وتفكيرها وكأنها بضاعة، وأخرى كان يريدها العريس أكثر بياضا. ثقافة التغيير تقول لبنى منيب (26 سنة) :”البنات مثل البنين فالفتاة تتعلم وتعمل مثل الشاب ولا يوجد أي فرق يدعوها للإحساس بالنقص إذا لم تتزوج في سن معينة طالما أنها لم تجد الشخص المناسب الذي يتماشى فكره معها لذا لا يهم أبدا لفظ عانس الذي يطلقه المجتمع على من تأخر زواجها لأني غير مؤمنة بفكرة ارتباط الزواج بسن فالعبرة بالزواج الناجح ومعظم الفتيات الآن يؤمن بذلك خاصة بعد حالات الفشل الكثيرة التي نراها حولنا وارتفاع معدل الطلاق نتيجة الاختيارات غير السليمة وأنا أيضا عضو في مجموعة “عوانس من باب التغيير” لإيماني بأننا نحمل مسؤولية ثقافة التغيير والنهوض بالمجتمع”. أما فادية عبود (28 سنة) فتقول:”لم تعد البنت تعاني عندما يسألها أحد لماذا لم تتزوجي إلى الآن؟ مع أنه سؤال يُبين مدى التدخل في حياة الفتاة وهو ناتج عن فكر بال لم يعد له مكان خاصة أن شريحة كبيرة من الشباب تسأل عن مرتب العروس وكيف ستساهم في مصروف البيت قبل أن يعرف الشاب شخصيتها أو فكرها وتقدم تفكير البنت ناتج عن المواقف السيئة لبعض الشباب وتراجع فكر البعض الآخر في النظر للفتاة مما جعلها تشعر بأنها غير مجبرة على الارتباط بهذه النوعية من الأزواج وتنتظر الشخص المناسب وقتما يأتي دون الخوف من نظرة المجتمع لأن شريحة كبيرة من المجتمع أصبحت تقبل أشياء كثيرة لم تكن تقبلها في الماضي كالمطلقة التي لم يمنعها خوفها من نظرة المجتمع من ترك حياة تجد فيها التعاسة وكذلك الحال في الخُلع وفكرة عمل المرأة لأوقات متأخرة من الليل وبالتالي تقبل المجتمع فكرة عدم الزواج لعدم وجود الشخص المناسب في حياتها”. احتواء فكري وعاطفي تقول ليلى محمود (30 سنة) :”أرفع شعار عانس بمزاجي فإذا لم أجد الزوج الذي يحقق لي حياة أسعد وأجمل ويستطيع أن يحتويني فكرياً وعاطفياً ويُرضي معاييري فما الحاجة للعجلة خاصة أن هناك شبابا لا يضيفون لحياة الفتاة بل يحاربونها ويمارسون عليها الضغوط لإرضاء غرورهم وهذا غير مقبول”. وتؤكد نهى كامل (24 سنة) اقتناعها بأن الزواج في حياة الفتاة مهم ولكن الأهم هو نجاح هذا الزواج وهو ما لا يتأتى بالتسرع في القبول لمجرد التخلص من لقب عانس. وتوافقها الرأي هند يوسف (23 سنة) التي ترى أن كثيرات من البنات الأقل حظا في التعليم أو المكانة الاجتماعية عندما يجدن مساندة من المجتمع وفتيات من عائلات كبيرة وذوات مراكز مهمة لم يصادفن الإنسان المناسب وفضلن الانتظار يتأكدن أنهن لا يعانين من أي نقص بل على العكس التأني أفضل من دخول علاقة فاشلة. ويقول أحمد فاروق (37 سنة):”لا أعرف من الذي وضع سناً للزواج؟ وأهم أن نضع أسساً للدخول في علاقة الزواج وكل شاب يجب أن تكون لديه الرغبة في إنجاح العلاقة وأن يكون هناك تفاهم بين الشريكين بدلا من الاهتمام بسن العريس والعروس فالسن ليست المقياس لإنجاح العلاقة وأنا أساند كل فتاة تعرف أولوياتها ولا يؤثر في قرارها المصيري بالزواج مجرد الخوف من العنوسة التي لا أقتنع بها”. ويقول أحمد أنور:”مررت بتجربة ارتباط فاشلة بسبب رغبة البنت في الزواج فقط دون النظر للاختيارات والأولويات الصحيحة لذا كانت النتيجة الطلاق وبعد الطلاق كان يشغل والدها موقف أخواتها لأن أختهن مطلقة وأن هذا سيؤثر على فرصهن في الزواج ما دفعني للاشتراك في مجموعة على الفيس بوك تساند الفتيات اللاتي يقلقن من عدم الزواج لمساعدتهن في تحديد أولوياتهن وعدم التنازل عن ذلك لإرضاء أحد”. 9 ملايين عانس يقول أحمد مصطفى (25 سنة) إن سبب كل المشاكل هو التسرع في الزواج والاهتمام بشكليات اجتماعية بصورة أكبر من الاهتمام بإنجاح هذا الزواج فيتم النظر للشبكة والمهر والفرح ومظهر العريس والعروس أما أن يبحث الأهل عن التوافق والانسجام بين العروسين فهو ما نحتاج إليه أكثر لذا أجد الكثير من الشباب قد يقبلون فكرة أن تكون الفتاة تعدت الثلاثين بلا زواج وهذا لا يعطلها عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي. ويؤكد محمد أبو السعود، أحد أفراد مجموعة “عانس من باب التغيير”، أن انضمامه للمجموعة نتيجة إعجابه بفكرة إجماع الشباب على أهمية اختيار شريك الحياة دون النظر إلى سن ومع أنه متزوج فإنه أراد المشاركة لأن له تجارب فاشلة في الارتباط قبل ذلك لعدم إدراك البنت لواجباتها نحو هذه العلاقة والتفكير بأن المهم هو الارتباط فقط إلى أن وجد الفتاة المناسبة ذات الأفكار المتوافقة معه. ويقول:”لي أخوات قد يكن تأخرن في الزواج من وجهة نظر المجتمع ولكني مقتنع بأن المهم هو الشريك المناسب وعلى من يطلق لفظ عانس أن يضرب رأسه بالحائط”. وتقول الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن العنوسة مشكلة متعلقة بالرجل وليست بالمرأة لأنها مرتبطة بسوء الحالة الاقتصادية أو عدم حصوله على شقة مناسبة أو إمكانيات معينة أو مستوى وظيفي معين ومنذ 50 عاما كانت من يصل عمرها للثانية والعشرين أو الثالثة والعشرين تعتبر عانسا والسبب في ذلك إما شكلها أو أخلاقها أو عيب في عائلتها ويبدأ المجتمع الكلام عنها أحيانا أو التعاطف معها أحيانا أخرى ومع تطورنا في المفاهيم والعادات وظروفنا المادية تطورت أيضا هذه النظرة ولكن بمعدل أبطأ. وتضيف أن “العنوسة أصبحت ظاهرة فقد وصل العدد في مصر إلى 9 ملايين عانس وينتج عن ذلك اختيارات غير سليمة تؤدي للفشل في العلاقات الزوجية ما أفرز جيلا واعيا من البنات أخذن الدرس من السابقات لذا لا نستغرب عندما نجد شريحة تلجأ للزواج العرفي للهروب من العنوسة وفي نفس الوقت فتيات يسعين لاختيار الزواج المناسب مهما طال الوقت فهذه الشريحة موجودة وبكثرة وهنا يأتي دور الإعلام المساند للفتاة التي تأخر زواجها”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©