الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا تتجه لاستخراج النفط من الصخور

أميركا تتجه لاستخراج النفط من الصخور
22 سبتمبر 2006 00:13
إعداد - محمد عبدالرحيم: ضمن سعيها الحثيث ورغبتها المتنامية في تقليل اعتمادها على النفط الأجنبي أخذت الولايات المتحدة تتهيأ لمساعدة اثنتين من أكبر شركات الطاقة في العالم من أجل استخراج النفط من الحجارة في جبال الروكي - في مشروع طالما كان يعتبر في السابق ضمن الأكثر إثارة للتلوث وغلاء في التكاليف، فإن جائزة النجاح الذي حققته كل من شركتي رويال داتش / شل ومؤسسة شيفرون تمثلت في السماح لهما بالدخول التجاري الى الطبقات الصخرية النفطية الأميركية والتي يقول عنها مكتب إدارة الأراضي الأميركية أنها تتضمن إجمالياً يفوق ضعف احتياطيات النفط في المملكة العربية السعودية· كما ذكرت الحكومة الأميركية في هذا الشهر أيضاً ان خطط شركتي شل وشيفرون الخاصة باختبارات إنتاج النفط والغاز من طبقات الصخور النفطية في كولورادو لن تنجم عنها آثار بيئية ملحوظة· وخلال الاسبوع الماضي بدأ مكتب الأراضي الأميركي في اتخاذ الخطوات الأولى لوضع قانون خاص بعمليات بيع الامتيازات والإيجارات بشكل تجاري· إلا أن التحديات اللوجستية ما زالت كبيرة الحجم حيث أن استخراج النفط من الطبقات الصخرية يتطلب درجات حرارة عالية تصل في بعض الأحيان الى 370 درجة مئوية· كما تتضمن أيضاً تعدين الصخر وتكسيره قبل تسخينه عبر استخدام كميات هائلة من الطاقة، وهو الأمر الذي أدى الى استكشاف عدد قليل فقط من المكامن حتى الآن معظمها في دولة استونيا· بيد أن ما يعرف بالنفط غير التقليدي مثل ذلك الذي يستخرج من رمال القار في كندا قد اكتسب اهتماماً غير مسبوق مؤخراً وسط تصاعد المخاوف من انقطاع الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط ونيجيريا وفنزويلا· إلا أن هذه المخاوف قد ساعدت على جعل التكنولوجيات الباهظة التكلفة أكثر جدوى وملاءمة كما أشعلت الطلب على مثل هذه العمليات النفطية التي تتسم بكثافة في العمالة· وكما يقول أندرو نيف كبير محللي الطاقة في مكتب جلوبال انسايت للاستشارات في واشنطن ''بالنظر الى سوق النفط الحالي فإن النفط الصخري يعتبر حالياً من الناحية التكنولوجية وبأسعار تتراوح حول 70 دولاراً للبرميل أكثر جدوى اقتصادية مما كان عليه الحال عندما كانت الأسعار حوالى 30 دولاراً للبرميل''· ويذكر أن أكثر من 70 في المائة من طبقات النفط الصخرية في الولايات المتحدة الأميركية تتواجد في الأراضي الفيدرالية ومعظمها في ولايات كولورادو وايومينج، أي ما يعرف بتشكيلات جرين ريفر· وكانت الدراسة التي خرجت بها وزارة الطاقة الأميركية في العام الماضي قد قدرت أن أسعار الخام سوف يتعين عليها أن تبقى في مستوى يتراوح ما بين 70 الى 95 دولاراً للبرميل بالنسبة للعمليات الأولى للنفط المستخرج من الصخر حتى تصبح مربحة· كما أن التكاليف سوف تمضي الى انخفاض كلما يتم تطوير وتحسين التكنولوجيا· ولكن شركة شل فيما يبدو تختلف مع هذا الرأي والتي تعتقد بعد 20 عاماً من إجراء البحوث اللازمة في الحزام الخاص بها أنها قادرة على تحقيق أرباح حتى في حال انخفاض أسعار الخام الى مستوى 30 دولاراً للبرميل· وعلى الرغم من التفاؤل الذي تبديه شركة شل فإن المحاولات السابقة التي قامت بها الشركات الأخرى والتي يعود تاريخها الى بدايات القرن الماضي انتهت جميعها الى فشل ذريع· ففي حقبقة الستينيات ركزت إحدى الخطط التي لم يتم تنفيذها على استخدام الطاقة الذرية عبر إجراء تفجيرات نووية تحت الأرض من أجل استخراج النفط· أما ارتفاع أسعار النفط في حقبة السبعينيات فقد أدى بالكونجرس تحت إدارة الرئيس جيمي كارتر وقتها لإنشاء ''مؤسسة الوقود الصناعي البديل'' من أجل إيجاد مصادر محلية جديدة للخام· ولكن هذه الجهود تم التخلي عنها بالكامل بعد أن تراجعت أسعار النفط الى أدنى مستويات لها في حقبة الثمانينيات· ولكن وعلى الرغم من التاريخ الحافل بالشكوك والصعوبات إلا أن دخول ومشاركة كل من شركتي شل وشيفرون من شأنه أن يعيد هذا النوع من مصادر الطاقة الى دائرة الأضواء والاهتمام مرة أخرى وبخاصة بعد أن كانت شركة اكسون موبيل قد تخلت في عام 1982 عن مشروعها الخاص باستخراج النفط الصخري في كولورادو والبالغ تكلفته 3 مليارات دولار آنذاك· والآن فإن شركة شل لديها أصلاً موقع أميركي فائق التقدم لإجراء الاختبارات ونجح في إنتاج النفط الصخري· وذكر جيل ديفيس المتحدث الرسمي باسم الشركة ان امتياز البحوث الذي منحته الحكومة لشركته سوف يمنحها الفرصة لتحسين تكنولوجياتها بشكل يفضي الى الدخول في المزيد من عمليات الامتياز المستقبلية، ومضى يقول: ''إن الأمر سوف يستغرق فترة الى نهاية هذا العقد قبل أن نتلقى التصريح اللازم بالمضي قدماً· إلا أن هذا النوع من النفط لن يتم تطويره قبل عام ·''2015 وتتركز الخطط على حفر ثقوب في هذه الصخور ثم حشد أجهزة التسخين في داخل هذه الثقوب بحيث تعمل تدريجياً على تدفئة الصخور قبل أن تفرج عن المواد العضوية في داخلها مثل الكيروجين أو النفط والغاز· أما خطة شركة شيفرون التي لم تخرج حتى الآن من الإطار النظري فتعتمد على تكسير الصخور تحت الأرض باستخدام ثاني أكسيد الكربون وربما إمكانية استخدام المواد الدافعة أو المتفجرات ثم ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون الساخن من أجل استخراج النفط·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©