الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطيبتي.. واستقلالية القرار

خطيبتي.. واستقلالية القرار
7 فبراير 2010 20:22
المشكلة.. عزيزي الدكتور: أنا شاب أبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، من بلد عربي شقيق، وأعمل هنا في وظيفة جيدة، ومدة الإجازة السنوية لا تتيح لي فرص البحث واختيار الزوجة المناسبة، لكنني قمت بخطبة فتاة من عائلة محافظة رشحتها لي والدتي، وبعد مغامرات كثيرة وحيرة كبيرة، قررت الاستقرار، داعياً الله أن يهديني ويتم نعمته عليّ بالزوجة الصالحة. مشكلتي تكمن في أنني أحب وأحترم الفتاة التي خطبتها، والتي لم تخض أي تجارب مع أي شاب من قبل، والمشكلة أنها مرتبطة جداً بعائلتها عامة وبوالدتها بشكل خاص، فهي لا تخرج إلا معهم، ولا تشتري شيئاً قبل أن تسأل والدتها عن رأيها، وتعتمد اعتماداً كلياً عليها. وأخشى أن يستمر هذا الاعتماد المرضي في المستقبل، وتتدخل والدتها في كل شيء، في حين أنني إنسان تربيت على أن أكون مستقلاً في رأيي، وأشعر بأن من الواجب علينا أنا وهي اختيار حاجاتنا بأنفسنا وليس بتدخل أحد، مما قد ينتج عنه صدام في المستقبل بيني وبين والدتها، مع العلم أن والدتها سيدة فاضلة، لكنها - نوعًا ما- قوية الشخصية على بنتها. وعندما سألتها: “لماذا لا يكون لك رأيك المستقل؟” قالت: “إنها تفضّل أن تعتمد في اتخاذ القرار على أمها، بدلاً من أن تكون متعصبة لرأيها”! وقد يؤثر ذلك على علاقتنا في المستقبل عند اختلاف وجهات النظر! وائل ص.ص النصيحة.. لأخ العزيز: دهشت لتخوفك من أن تعتمد خطيبتك على رأي والدتها، وأنت الذي اعتمدت على اختيار والدتك في أهم قرار يمكن أن تأخذه في حياتك وهو اختيار شريكة العمر، واعتماد خطيبتك على رأي والدتها، وارتباطها الزائد بها يبدو أمراً متوقعًا، وطبيعياً بالنسبة لفتاة ليست لها أية خبرات أو تجارب، والارتباط بالخطبة ثم الزواج هو بداية خروج هذه الفتاة من الدائرة المحدودة التي كانت تتحرك فيها. إذن لا توجد مشكلة، اللافت في المسألة هو موقفك أنت الذي يبدو متناقضاً. يا أخي، أحياناً عندما تخرج الفتاة إلى الحياة، وتحتك بالناس وتخالطهم ويتكون لديها رصيد من التجارب، وتكتسب نضجاً واستقلالية، فإن لهذا ثمناً قد تكون منه علاقة عاطفية فاشلة، أو آلام في التعامل مع زملاء العمل أو صديقات الدراسة، وأنت نفسك اكتسبت هذه الاستقلالية عبر خبرات و”مغامرات” فكيف تطمح إلى وجودها في خطيبتك، وهي التي لم تخرج ولم تختلط؟! هل النضج واستقلال القرار والشخصية طاقة تنبثق في النفس هكذا فجأة ودون مقدمات، أو وحي ينزل من السماء؟ الأمر يحتاج إلى تدريب وتدرج، ويحتاج هذا إلى وقت وتفهم منك، ورضا بهذا الطبع الذي ينبغي أن تصبر على وجوده، وتساعد في تعديله، ويمكنك أن تعودها أنت بالتدريج على التفكير المستقل، فالتغيير لا تكفيه النصائح أو المواعظ أو التوجيهات المباشرة بل يحتاج إلى مواقف، وصبر، وثقة متبادلة تنتقل فيها دفة الأمور من يد عائلة الفتاة لتكون شركة بينك وبينها، وقد تتفقان على إطالة فترة الخطبة، وأعتقد أن تقسيم الإجازة على فترتين أو ثلاث في العام قد يكون أفضل من إجازة مرة واحدة في العام، وأحسبها ستكون مستعدة للتغيير طالما كنت حكيماً وصبوراً معها، واستعنت بالصبر والهدوء والتوكل على الله. مع أطيب التمنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©