الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة الشيوعيين الروس

22 يناير 2012
منح الناخبون الروس المستاؤون والقلقون باقة كبيرة من الأصوات لشيوعيي البلاد الشهر الماضي، واضعين بذلك حزب لينين في نقطة تحول حاسمة ودقيقة يستطيع فيها إما حشد جيل جديد من الأنصار خلف ألويته الحمراء، أو البقاء على الهامش مردداً الشعارات القديمة ومنتحباً على الماضي. فقد حصل الحزب الشيوعي على 19?9 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي عرفتها روسيا في الرابع من ديسمبر الماضي، وهي نتيجة غير متوقعة للحزب، ومفاجأة لبقية البلاد. وعلى رغم أنهم يتوفرون في المدن والبلدات الصغيرة عبر أرجاء روسيا على مكاتب تزين جدرانَها صور ستالين وأعلام المطرقة والمنجل، إلا أن رسالتهم لم تتغير كثيراً في وقت تقدم فيه أعضاؤهم في السن خلال السنوات العشرين الماضية. والإنجازات المجيدة، في نظرهم، التي حققها الاتحاد السوفييتي تتعرض للتدمير على نحو ممنهج، ولذا فإنهم فقط هم الذين يستطيعون إنقاذ روسيا من التراجع والتحلل الأخلاقي، وفق تقديرهم. وفي 2007 حصلوا على 11?57 في المئة من الأصوات عندما احتلوا المركز الثاني، مثل اليوم، خلف حزب فلاديمير بوتين المهيمن، "روسيا المتحدة"؛ حيث أظهرت نتائج الانتخابات تواضع حزب رئيس الوزراء الآن، الذي حصل على 64?3 في المئة في 2007، وعلى 49?3 في المئة فقط في ديسمبر الماضي -حسب الأرقام الرسمية- ما ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام صعود محتمل للشيوعيين. والواقع أنه سبق للشيوعيين أن كانوا في مثل هذا الموقف من قبل، حين كان الرئيس السابق يلتسين هدفاً سهلاً في انتخابات 1996 الرئاسية. وقد فشلوا مع ذلك في اغتنام الفرصة، واليوم، يتوقع المراقبون السياسيون هنا ألا يكون الوضع مختلفاً هذه المرة أيضاً. غير أن النظرية الشيوعية تجادل دائماً بأن التاريخ يقف إلى جانبها، وهكذا، دخل جينادي زيوجانوف، زعيم الحزب والمرشح الرئاسي الدائم، إلى قاعة غصت بالصحافيين الأسبوع الماضي بابتسامة عريضة وحيا الصحافيين قائلاً: "عيد ميلاد مجيد!"، كما لو أنه يذكر الروس، الذين احتفلوا بعيد الميلاد المسيحي وفق مذهبهم في السابع من يناير وما زالوا ينشدون التراتيل الغربية في مراكز التسوق والمقاهي، بأن بعض الشيوعيين على الأقل متدينون على رغم الإلحاد الرسمي للعهد السوفييتي. والحال أن انتخابات ديسمبر الماضي شهدت انفجاراً لمشاعر الغضب بين المعارضين الذين وصفوها بالمزورة، رافضين تصديق أن حزب بوتين حصل حتى على شيء قريب من نصف الأصوات. ولأنهم يقولون إنهم قد ملوا مما باتوا يعتبرونه حكماً مستبداً منذ أن تسلم بوتين دفة الحكم في 2000، خرج المحتجون إلى الشوارع في مظاهرات احتجاجية عبر أرجاء البلاد، مما أثار العديد من الأسئلة حول فرص ما كان يُنظر إليه على أنه عودة سهلة لبوتين إلى الرئاسة في مارس المقبل. واليوم، بدأ زيوجانوف، الذي خسر أمام يلتسين في 1996، وأمام بوتين في 2000، وميدفيديف في 2008، يبحث عن الرئاسة من جديد، مدعوماً بالانتخابات التي منحت حزبه 92 من مقاعد "الدوما" البالغ عددها 450 مقعداً. غير أنه يواجه مشكلة: ذلك أن جزءاً كبيراً من الأصوات ذهب لمعاقبة حزب "روسيا المتحدة" والاحتجاج عليه من قبل أشخاص ذهبوا إلى مكاتب الاقتراع عاقدين العزم على دعم أي حزب عدا ذلك الحزب. و"يوري بورمينوف" أحد هؤلاء الأشخاص. فقد أدلى بصوته لمصلحة الحزب الشيوعي بمكتب اقتراع شمال غرب موسكو الشهر الماضي بعد كثير من التردد؛ وقال هذا المواطن الروسي المتقاعد الذي يبلغ سبعين سنة إنه يتذكر الشيوعية جيداً ولم يكن متحمساً للتصويت لمصلحة الحزب؛ ولكنه مل وضاق ذرعاً من الطريقة التي تدار بها البلاد إذ يقول: "إن الأشخاص الذين هم في السلطة اليوم مرفوضون"، مضيفاً "على أي حزب آخر يمكنني أن أصوّت؟". كاثي لالي - موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©