السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«بي أتش بي» للتعدين تخطط لزيادة إنتاج خام الحديد

«بي أتش بي» للتعدين تخطط لزيادة إنتاج خام الحديد
22 أغسطس 2014 22:05
أعلنت مؤخراً بي أتش بي، أكبر شركة تعدين في العالم، عن خطة للاستمرار في زيادة إنتاج خام الحديد، على الرغم من الفائض في الأسواق وانخفاض أسعار السلعة التي تشكل المكوِّن الرئيسي في صناعة الحديد. وتعكس هذه الخطوة، مدى المرونة التي يتميز بها نشاط تجارة الحديد، الذي لا يزال يدر أرباحاً تصل إلى 30%. وفي غضون ذلك، تقوم الشركات الكبيرة العاملة في قطاع التعدين ببيع عملياتها لإنتاج سلع متخصصة تضم الألماس واليورانيوم والمنجنيز، للتركيز على المناجم الكبيرة التي تعمل في المعادن الرئيسية النحاس وخام الحديد. ويؤكد هذا التوجه أيضاً، ثقة بي أتش بي المتزايدة في مقدرتها على إنتاج السلعة بأسعار أقل من العديد من المنافسين الآخرين وتحقيق الانتعاش، بصرف النظر عن تدني هذه الأسعار. وتصبو الشركة لكسب المزيد من الحصة السوقية، في اعتقاد منها بأن التراجع الأخير في أسعار خام الحديد ربما يرغم بعض الشركات التي تنتج بتكاليف عالية، في بلدان مثل الصين، على إغلاق مناجمها. وفي غضون ذلك، تجري بي أتش بي مفاوضات مع شركة أنجلو أميركان، حول بيع شراكتهما في محفظة أصول المنجنيز في جنوب أفريقيا وأستراليا. ويتضمن الأصل منجمين في جنوب أفريقيا وواحد في أستراليا، بجانب مصنع للمعالجة في كل واحد من البلدين. وتملك الشركة 60% من العمليات، بينما يبلغ نصيب أنجلو أميركان 40% والذي يقدر بنحو 530 مليون دولار من القيمة الكلية المقدرة بنحو 1,3 مليار دولار. ويعتبر المنجنيز مكوِّنا رئيسيا في إنتاج الحديد غير القابل للصدأ، بيد أن أسعاره شهدت نوعاً من الاستقرار في الآونة الأخيرة رغم انخفاضها بنسبة بلغت 20% منذ 2011. لكن مع ذلك، يشكل المنجنيز السلعة التجارية الوحيدة بالنسبة لبعض شركات التعدين المتخصصة. وتشكل تجارة المنجنيز الدولية نحو 3 مليارات دولار سنوياً وما يعادل 2,5% من القيمة الكلية لخام الحديد. وجاء في بيان مكتوب صدر مؤخراً عن بي أتش بي التي تتخذ من ملبورن في أستراليا مقراً لها، أنها قامت في السنة المالية الماضية بتصدير كميات من خام الحديد من مناجمها في أستراليا فاقت توقعاتها. كما أكدت على أنها بصدد تصدير المزيد من الخام في غضون السنة المالية الحالية. وبعد سنوات من النمو المتواصل في مناطق التعدين مثل بيلبارا الغنية بالموارد التي تشكل نصف إنتاج العالم من إمدادات خام الحديد البحري، حولت بي أتش بي تركيزها نحو تحسين الإنتاجية بهدف استغلال الطاقة القصوى لمناجمها القائمة في الوقت الحالي. كما حققت رقماً قياسياً في إنتاج خام الحديد من مناجمها الواقعة غرب أستراليا، يقدر بنحو 225 مليون طن متري خلال السنة المنتهية في يونيو، بزيادة 20% عن فترة الإثني عشر شهراً الماضية وعن المستوى الذي توقعه المستثمرون. ورفعت الشركة توقعاتها لإنتاج السنة الكلي من خام الحديد في أستراليا إلى 217 مليون طن، مقارنة مع التقديرات المبدئية عند 207 ملايين طن. وتقوم أيضاً بإنتاج خام الحديد خارج أستراليا في عمليات ساماركو في البرازيل في شراكة مع فيل. وأعلنت كذلك عن إنتاج ناهز 204 ملايين طن من مناجمها الخاصة في السنة الماضية. ومن بين الأسباب الرئيسية وراء الطفرة الأخيرة في إنتاج الشركة في أستراليا، التحسن الذي طرأ على سلسلة توريدها، فضلاً عن البدء في الإنتاج قبل الموعد المحدد في جيمبليبار أحدث مناجمها. رفع مستوى الإنتاج وتعتقد الشركة في الوقت الحالي أنه بمقدورها رفع مستوى الإنتاج بنسبة أكبر خلال العام المقبل، حيث تتوقع بلوغ الإنتاج الكلي لخام الحديد من بيلبارا نحو 245 مليون طن خلال السنة المالية الحالية. وتقارب الزيادة المقدرة بنحو 20 مليون طن أو 8,9%، ضعف الصادرات السنوية لمنافسين صغار مثل أطلس للحديد. وجاء إعلان بي أتش بي عن إنتاجها القياسي، بعد فترة وجيزة من تحقيق منافستها ريو تنتو لرقم قياسي خلال النصف الأول من سنتها المالية. وترمي الشركة إلى إنعاش إنتاجها من خام الحديد في أستراليا بنسبة إضافية قدرها 20% إلى 350 مليون طن بحلول 2017. وقاد فائض الإنتاج بالفعل إلى تراجع في أسعار خام الحديد هذه السنة بلغت نسبته 29%، حيث يقدر السعر بنحو 95 دولاراً للطن المتري، بعد انخفاض وصل إلى 89 دولاراً خلال الشهر الماضي، في أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2012. ويتوقع معظم محللي القطاع المزيد من تراجع الأسعار خلال العام المقبل، نظراً لبطء النمو في الصين أكبر دولة لاستيراد خام الحديد في العالم. تراجع الأسعار وفي تأكيد على عدم مفاجأة بي أتش بي بهذا الانخفاض في الأسعار، قال مدير التسويق مايك هنري، :”ظللنا نردد ولفترة طويلة أن النمو في الصين في طريقه للبطء وأن العرض سيرتفع لتنخفض معه الأسعار وهذا موضوع ضمن خططنا”. وأكد مديرو الشركة أن من المرجح أن تسهم جهودهم خلال الثمانية عشر شهراً الماضية الرامية لخفض تكاليف الإنتاج، في تمكينها من الحصول على حصة أكبر في السوق، بصرف النظر عن بطء إنتاج الصين من الحديد. وتحركت الشركة في سبيل حماية عائداتها في ظل تراجع أسعار خام الحديد، حيث خفضت نحو 100 وظيفة في المقر الرئيسي في بيرث، مع إعلان تسريح نحو 170 موظفاً آخرين في بيلبارا. وتواترت بعض الأنباء بداية يوليو الماضي، عن إغلاق بعض شركات التعدين الصينية الصغيرة لأبوابها، بيد أنه من الصعب تحديد نسبة الإنتاج التي يمكن حذفها من السوق. وتشير تقديرات بنك ماجواري الأسترالي الاستثماري، إلى أن ثلث إنتاج الصين المحلي من خام الحديد غير مربح في ظل الأسعار الحالية. وتعتبر المناجم التي تملكها بي أتش بي في منطقة أوتباك الأسترالية النائية، من بين الأقل تكلفة في العالم من ناحية التشغيل. ويرى المستثمرون أن تحسن الإنتاج يصب في مصلحة مخزون الشركة من الحديد في المدى القريب على أقل تقدير. كما تعكس الزيادة الكبيرة في الإنتاج أيضاً، اعتماد بي أتش بي المتصاعد على خام الحديد الذي يشكل بالفعل أكثر من نصف عائداتها. ويتوقع كريديت سويس، إمكانية تراجع عائدات الشركة بنسبة ربما تناهز 14% خلال السنة المالية الحالية، وسط انخفاض كبير في أسعار خام الحديد. ويتم تصدير نحو 1,3 مليار طن من خام الحديد سنوياً عبر البحار، لينتهي المطاف بنصف هذه الكمية في الأسواق الصينية. وتتوقع شركة يو بي أس، إغراق السوق البحرية بفائض من خام الحديد يقارب 74 مليون طن هذه السنة. وربما يناهز هذا الفائض 267 مليون طن بحلول 2016، أو ما يقارب إنتاج ريو تنتو ثاني أكبر شركة لتصدير خام الحديد في العالم في العام الماضي. ويقول دونالد ويليامز المدير الاستثماري في شركة بلاتيبوس لإدارة الأصول والتي باعت مؤخراً حصتها في بي أتش بي بعد الاحتفاظ بها لمدة 15 عاماً :”ترتبط ثروات بي أتش بي في نهاية الأمر بسوق خام الحديد. وتتجه استراتيجيات الشركات الكبيرة إلى خفض تكاليف الإنتاج. ونحن غير متأكدين ما إذا كانت خطوة زيادة الإنتاج ستعود بالفائدة على الشركة حسبما تخطط له أم لا”. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©