العين يدفع ثمن الأخطاء الدفاعية وغياب اللمسة الأخيرة
عبادي القوصي:
ما حدث مساء أمس الأول لا يصدقه أحد·· فكم كانت ليلة مجنونة بكل المقاييس·· نعم الساحرة المستديرة ''مجنونة'' ولكن أن يصل الأمر إلى درجة الزلزال والانقلاب على المنطق والتوقعات فهذا ما لم تستوعبه العقول·· وبالطبع لا نقصد التقليل من جدارة القادسية والكرامة بالتأهل إلى نصف النهائي·· بقدر ما نسعى إلى فهم الأداء غير المتوقع للعين والاتحاد خاصة أن الفريقين حققا نتيجة مريحة إلى حد ما في جولة الذهاب بالدور ربع النهائي عندما تعادل الزعيم مع القادسية 2/2 باستاد الصداقة بالكويت فيما تفوق الاتحاد على الكرامة بهدفين في جدة· لن تنسى الذاكرة ما حدث للبطل ووصيفه فليس من المعقول أن يسقط العميد السعودي برباعية تاريخية في مدينة حمص حملت توقيع مهند إبراهيم ''هدفين'' واياد مندو وأحمد عمير·· والغريب أن الاتحاد بطل النسختين السابقتين اعتاد على تحقيق الانتصارات خارج ملعبه ولن يغيب عن الذاكرة سيناريو نهائي بطولة العام قبل الماضي عندما خسر الاتحاد مباراة الذهاب بملعبه أمام سيونجنام الكوري 3/1 ولكنه رد بقسوة في كوريا بالفوز بخمسة أهداف نظيفة·
ما يهمنا أن نقف على أسباب ما حدث للعين الذي خاض لقاء العودة على ملعبه وبين جماهيره·· وبدلاً من دخول اللاعبين أجواء المباراة بهدوء اعتماداً على نتيجة الذهاب لأن التعادل السلبي أو الايجابي 1/1 ومن بعدها الفوز بأي نتيجة يمنح التأهل للزعيم على عكس القادسية الذي كان مطالباً بالفوز أو التعادل 3/3 حتى يتأهل وعلى أرض الملعب رأينا العكس فقد تحلى الضيوف ببرود الأعصاب وسيطرت العصبية على أداء العيناوية·· وعاب لاعبي العين غياب الروح وكذلك الافتقاد إلى رد الفعل فكانت السيطرة شبه التامة للقادسية طوال الشوط الأول وعاب الزعيم أيضا الاندفاع الهجومي غير المنظم مما ترك المساحات الخالية في دفاعاته وجاءت الأهداف القدساوية من هجمات مرتدة سريعة قبل عودة لاعبي العين·· والغريب أن العين افتقد إلى التناغم بين الخطوط وتنازل الفريق عن أهم أسلحة اللعبة بالضغط على المنافس عند فقد الكرة فتحرك لاعبو القادسية بكل سهولة·· وأظهرت المباراة وقوع المدافعين في الأخطاء بدليل أن الهدف الأول يجسد هذه السلبية فقد وصلت الكرة إلى نواف المطيري الخالي تماماً في الناحية اليسرى ومررها عرضية دون مضايقة من أحد·· ووصلت إلى خلف السلامة غير المراقب فهيأها إلى فوزي بشير المندفع من الخلف دون رقابة أيضاً فسدد مرتاحاً داخل الزاوية اليسرى·
وأظهرت المباراة غياب اللمسة الأخيرة لمهاجمي العين والمتابع للقاء يلاحظ أن البديل شهاب أحمد هيأ أكثر من كرة سانحة للتسجيل ولكن يستروفيتش تسابق في إهدارها بغرابة شديدة·
وتبقى كلمة أخيرة وهي أن ممثلي الكرة العربية يصعدان إلى نصف النهائي للمرة الأولى·· فالكرامة بات أول فريق سوري يتأهل في تاريخه إلى الدور قبل النهائي من هذه البطولة حيث سيلاقي القادسية الذي تأهل أيضا إلى نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخه·· وبالتالي ضمنت الكرة العربية ممثلاً لها في النهائي للمرة الرابعة على التوالي بعد نجاح العين في الفوز باللقب الأول عام 2003 وتبعه الاتحاد في النسختين الثانية والثالثة عامي 2004 و2005 وان كان النهائي الأخير عربياً خالصاً عندما جمع بين العين والاتحاد، وفي المقابل ضمنت الكرة الكورية مقعداً في النهائي بتأهل أولسان بفوزه على الشباب السعودي 1-صفر في الرياض في ذهاب ربع النهائي· وسجل يو كيونج يول هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 49 وكان أولسان فاز ذهابا 6-صفر· ويلتقي أولسان في نصف النهائي مع مواطنه شونبوك الذي تخطى شنغهاي شينهوا الصيني بفوزه عليه ايابا 4-2 بعد ان تقدم عليه ذهابا 1-صفر أيضا·
عدد اليوم
