الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة لوتاه: الناس في لوحاتي بسطاء والصور قادمة من ذاكرة التراب

فاطمة لوتاه: الناس في لوحاتي بسطاء والصور قادمة من ذاكرة التراب
3 أغسطس 2013 00:13
جهاد هديب (دبي)- في معرضها «وطن.. خطوط من الحبّ تصنع الجمال» المقام حاليا في ندوة الثقافة العلوم بدبي لا تقدم الفنانة فاطمة عبدالله لوتاه مبالغات لونية في اللوحة، حيث بدت الفنانة أكثر ميلا إلى الاختزال والتكثيف في تعاطيها مع اللون، فثمة الأسود والأبيض معا ثم الأزرق، بتدرجاته المختلفة، بشكل أساسي في اللوحات جميعا تقريبا فيأتي الأحمر وسواه ليكون أشبه بتلك الضربة الأخيرة من فرشاة لتصنع فارقا جماليا على السطح التصويري، ثم لتعلن بأن اللوحة قد انتهت منها هنا. يضمّ المعرض، الذي يستمر حتى السادس من الشهر الجاري، عشرين لوحة تنتمي إلى ما يُعرف بـ «فن البورتريه» قامت الفنانة فاطمة لوتاه بإنجازها خلال الأشهر الماضية من هذا العام. لكن هناك ما هو لافت لانتباه العين قبل الوعي بالفكرة في اللوحة ويتعلق بالأبيض والأسود وله صلة بالدلالة الواسعة والكبرى. فالأبيض والأسود، في الصور، غالبا ما ينتمي إلى زمن مضى، أو إلى زمن كان واعدا يوما بما هو مختلف عن شيء ما زال سائدا، ما يعني أن هذه الوجوه في صور فاطمة عبد الله لوتاه هي وجوه تنتمي إلى زمن مضى هو هنا زمن رومانسي. و»الرومانسية»، بوصفها مدرسة فنية، تميل تقنيا إلى لعبة الضوء والظل، فهي لا تُنتج وجوها تراها، بل وجوها تعرفها يوما ما، إنها وجوه تتأرجح بين الحضور والغياب كما لو أنها صور قد خرجت إلى السطح التصويري من حلم صاحبتها. وعن ذلك قالت الفنانة فاطمة لوتاه إلى «الاتحاد» «إن العودة إلى هذا النوع من «الكلاسيكية» في فن البورتريه هي عودة «جمالية» إلى «جمال مثالي» بتنا نبحث عنه كثيرا من شدة ما أننا نفتقر إليه في تفاصيل حياتنا، إنه جمال ما قد بات مفقودا». وفيما يتعلق بسبب اختيارها عنوان «وطن.. خطوط من الحبّ تصنع الجمال» لمعرضها قالت «الانسان هو الوطن والوطن هو الانسان، ولا وجود لأحدهما بمعزل عن وجود الآخر، هكذا أرى الوطن، الإنسان، إنه ما يبقى في الأرض وينفع الناس». وأضافت «الناس في هذه الأعمال بسطاء والصور قادمة من ذاكرة تراب هذا الوطن الذي انعجن بشقاء هؤلاء الناس وعرقهم، فإن الوجوه بقَدْر ما هي «وجوه أرشيفية» قادمة من صور الأرشيف إلا أن معالجتها على السطح التصويري للعمل قد أضاف إليها ذلك الإحساس الشخصي والخاص الذي يستطيع الناظر إليه أنْ يلتقطه مباشرة، بهذا المعنى فالوطن هو كل وجه من هذه الوجوه، وكل هذه الوجوه هي الوطن بأكمله». مؤكدة أنها تبحث «في أعمالها عن الانسان وعلى رائحة التراب والإحساس الشخصي الجميل بالتراب». والصور هنا في «وطن» ليست أرشيفية، بل إن لكل صورة انطباعة خاصة جاءت من المعالجة التقنية؛ من الضوء والظلّ و»اللعب معهما»، حيث تبدو المعالجة في الكثير من الأعمال هي الأبرز على السطح التصويري تبعا لما تمنحه اللوحة للناظر إليها من أفكار ومشاعر. كما أن الصور هنا بلا «عمق» أو «بعد ثالث» أي أن الفنانة فاطمة عبد الله لوتاه لا تتقصد التجسيد على السطح التصويري بل تكتفي بالإلماح والإشارة التي تنبعث من الوجوه وخاصة من العينين؛ اللتين غالبا ما هما حزينتان إنما تفيضان بشعرية اللون. وبهذا المعنى، فإن الوجوه التي تنتمي إلى حقل فن البورتريه تحديدا هي أكثر تعبيرية لكنها لا تنتمي إلى «التعبيرية» بوصفها مدرسة أو تيّارا فنيا، إنما هي تعبيرية «الحالة» الإنسانية التي توحي بها الوجوه، حيث تقول لوتاه « الصور هنا أرشيفية لكن عندما نضع كلمة أرشيفية بين قوسين وإلى الأسفل منها خطّ أحمر فما سعيت إليه في هذه الأعمال هو أن ينطق الحسّ الإنساني من خلال هذه الشخصيات فحسب، ذلك أن الإنسان هو الإنساني الذي نبحث عنه مثلما أنه رائحة التراب والإحساس الجميل بالمكان». وحمل «بروشور» المعرض كلمات للناقد والفنان العراقي حميد مشهداني، الذي تزامل مع الفنانة عبد الله لوتاه زميل في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد أواخر السبعينيات من القرن الماضي «منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وأنا متابع من بعيد أو قريب أعمال الفنانة فاطمة لوتاه ومراحل تطور مفرداتها التشكيلية فكانت أحياناً تذوب في البساطة والرقة، لتنتقل بعدها إلى حركة أستطيع تسميتها بـ «العنيفة»، لا أقصد العنف اليدوي أو القوة، وإنما أقصد العنف المغطى بعناصره الجمالية والذي لا يخلو أبدا من فكرته الأساسية، وهي طرح الأشكال على الأرض أو على قماش أو حتى على جدار، فهي تسكب روحها في هذا الفضاء الذي نسميه عادة.. اللوحة». يشار إلى أن الفنانة فاطمة لوتاه من مواليد دبي، وقد أنهت دراستها الجامعية في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، ثم واصلت الدراسة العليا في الولايات المتحدة الأميركية. بعد ذلك استقرت في إيطاليا وتتنقل بين محترفها هناك وبين دبي. وكان سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم عضو المجلس الوطني السابق، قد افتتح معرض «وطن» مساء الخامس والعشرين من الشهر الماضي في مقر الندوة في منطقة الممزر بدبي، بحضور الدكتور صلاح قاسم المدير الاداري للندوة المستشار في هيئة دبي للثقافة والفنون والدكتورة موزة غباش رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات ورئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي الخيري وجمعية الدراسات الانسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©