الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختبار قدرات

اختبار قدرات
7 فبراير 2010 20:26
لا أعرف ما يفعلون بالضبط، ولا ما يقدمون من خدمات للمجتمع، لكنهم في كل مكان اليوم: الشركات الغامضة التي ملأت البلاد ويعمل فيها شباب متأنق بربطات عنق وقمصان قصيرة الكمين، يحمل كل منهم ثلاثة أجهزة محمول، وهناك الكثير من العروض التقديمية على شاشة الكمبيوتر وكلام عن الـ CEO والـ target والبورصة والمنافسة. لا أعرف ما يفعلون لكنه بالتأكيد مهم جداً، لأنهم يتقاضون في شهر واحد ما يتقاضاه عشرة من أساتذتي في الجامعة. هناك مدير ألماني أو أمريكي وهناك اجتماعات مجلس إدارة لا تنتهي. أرى مثل هذه الشركات كثيراً في الأفلام الأمريكية حيث يعملون من التاسعة للخامسة، ويتناولون تفاحة وكوب قهوة عند الثانية عشرة ظهراً.. لكني بالفعل لا أفهم ما يقومون به غير هذا، ولا أفهم شيئاً من أسماء تلك الشركات. فقط تعرف أن هذا فرع من مؤسسة (دافنبورث).. وما هي مؤسسة (دافنبورث)؟.. وكيف يحصلون على وظائف في هذه الشركات؟ وصلتني منذ أيام على شبكة الإنترنت هذه الرسالة الذكية التي تشرح طريقة انتخاب الموظفين. أترجمها لك هنا: كيف تعين الأشخاص الأفضل للوظيفة؟ ضع 100 قطعة طوب بنظام معين في غرفة مغلقة ذات نافذة مفتوحة، ثم أدخل 2 أو 3 مرشحين في الغرفة واغلق الباب. أتركهم وحدهم، وعُد بعد 6 ساعات وقيّم الموقف. - لو كانوا يعدون الطوب، عيّنهم في قسم الحسابات. - لو كانوا يعيدون العد، ضعهم في قسم مراجعة الحسابات. - لو كانوا قد بعثروا الطوب في كل مكان، عيّنهم في القسم الهندسي. - لو وجدتهم يعيدون ترتيب الطوب بنظام غريب، عيّنهم في إدارة التخطيط. - لو راحوا يقذفون بعضهم بالطوب، عيّنهم في قسم المعاملات. - لو وجدتهم نائمين، عيّنهم في قسم الأمن. - لو وجدتهم كسروا الطوب إلى قطع صغيرة، عيّنهم في تكنولوجيا المعلومات. - لو جلسوا بلا عمل، عيّنهم في قسم الموارد البشرية. - لو قالوا إنهم جربوا كل شيء لكن لم تتحرك طوبة واحدة، عيّنهم في المبيعات. - لو كانوا قد عادوا لبيوتهم فعلاً، عيّنهم في قسم التسويق. - لو وجدتهم ينظرون من النافذة، عيّنهم في التخطيط الاستراتيجي. وفي النهاية لو وجدتهم يتكلمون مع بعضهم، ولم يحركوا طوبة واحدة، فلتهنئهم وتعيّنهم في الإدارة. هكذا صار كل شيء واضحاً.. كل ما علي هو أن أبحث عن شركة تستخدم الطوب في تعيين الموظفين، ثم أجلس ولا أفعل أي شيء لأجد نفسي من كبار المديرين التنفيذيين. سوف أفكر وقتها إن كنت سأستمر في كتابة المقالات الساخرة، أم أكتفي براتب شهر واحد أتقاضاه هناك! د. أحمد خالد توفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©