الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حرف يدوية وأشغال تراثية في «اللوفر أبوظبي»

حرف يدوية وأشغال تراثية في «اللوفر أبوظبي»
4 ديسمبر 2017 22:05
فاطمة عطفة (أبوظبي) تحت قبة متحف «اللوفر أبوظبي»، وفي الفسحة المطلة على الشاطئ، جلست مجموعة من السيدات المختصات بصناعة الحرف اليدوية التي لفتت الأنظار وجذبت إليهم الزوار، وهن: نعيمة الكتبي «أم محمد» على شغل «التلي»، وحمدة راشد المختصة في خياطة البرقع، إضافة إلى شغل «التلة» وموزة راشد النعيمي على «الخوص»، ونورة سعيد المري على «السدو»، حيث يشكل التراث الشعبي، في مجاليه المعنوي والمادي، ركيزة أساسية من تراث الأمة في أي مجتمع حضاري، والصناعات اليدوية أساس التراث المادي عند أي شعب يعمل على بناء مستقبله منطلقاً من التراث إلى المعاصرة.. وبمناسبة اليوم الوطني 46 لدولة الإمارات، كانت فعاليات التراث مواكبة لاحتفالات اليوم الوطني. وتقول نعيمة الكتبي إنها تعلمت أشغال الإبرة والأعمال النسوية المهمة من أمها، وهي بدورها أخذتها عن جدتها، مشيرة إلى أن التطريز كان من قبل لتزيين الملابس والسراويل، واليوم مع الحداثة أصبح يطرز على العبايات، وأغلفة الموبايلات وميداليات لمفاتيح البيوت والسيارات، وأخذت المدارس تهتم بهذه الأشغال بحيث تعرضها ضمن حصص الأشغال والرسم، ولفتت إلى فنون الأشغال التراثية، ومنها «التلي» الذي يستفاد منه ضمن ديكور المنازل والصالات بزخرفة السقوف والجدران. موروث حقيقي وقالت: «أفخر أني إماراتية وأمثل بلدي في هذه الصناعات والحرف التراثية التي تمثل جزءاً مهماً من تراثنا الشعبي، وهو الموروث الحقيقي للمجتمع، حيث يلزم لشغل «التلي» ست بكرات من الخيوط المعروفة بـ «الهدوب»، وهي ملونة حسب الرغبة، ثم تجمع أطراف الخيوط بعقدة مشتركة نثبتها بإبرة صغيرة على المخدة المعروفة قديماً باسم «الكاجوجة» التي يثبت عليها طرف البكرة، ثم تؤخذ هذه الخيوط بطريقة الجدل إلى أن ينتهي الشكل المطلوب. وعن صناعة السدو، تقول نورة سعيد المري: تعلمت هذه الحرفة من أمي، كانت تحب أن تعلمنا هذه الحرفة الشعبية القديمة، أقصد فن صناعة «السدو»، وهي تغزل اليوم من الصوف، بينما كانت قديماً تعتمد على وبر الجمال، وتشرح المري طريقة العمل، مبينة أنه يتوجب في شغل السدو وجود آلة خشبية تسمى «النول»، حيث يتم توزيع خيوط القطن أو الصوف النول من الأعلى والأسفل، وبعد ذلك تأتي عملية تنفيذ الغرز للرسم على السدو. أما حمدة راشد المختصة في خياطة البرقع، فتقول: «أعمل من سنين في هذه الحرفة التي تعلمتها من أمي، حيث تشير إلى أن الطلب على البرقع الذي كانت ترتديه الحريم دائماً من قبل، والآن تراجع الطلب عليه، لكن ما زال موجوداً بين الحرف التراثية التقليدية، موضحة أن الأدوات البسيطة التي يحتاجها عمل البراقع، وأنها تحتاج إلى دقة في الخياطة، وإلى قماش قوي اسمه «الشيل» يجلب من الهند، وهو متوافر بثلاثة ألوان الأحمر الأغلى، والأصفر والأخضر أقل ثمناً. فنون التراث وفي لقاء مع عائلة بول كوكس من أميركا وزوجته وكاي كوس، وابنهم مايكل كوكس الذي يعيش من 7 سنوات في الإمارات، عبروا عن سرورهم بإنجازات الإمارات المستمرة والتي تتم بسرعة وتقنية عالية لم تشهدها دولة أخرى.. وأضاف مايكل أنه تعرف على العديد من فنون التراث والأشغال اليدوية التي كانت تعرض خلال المهرجانات التي كانت تتم في احتفالات قصر الحصن. وقالت وكاي: «وجدت في المتحف جميع القطع التي تمثل حضارة العالم وتاريخه معروضة جنباً إلى جنب، وهذا يدل على التواصل مع العالم والتسامح الديني الذي ترمز إليه هذه الأعمال، بينما نجد في المتاحف الأخرى كل قاعة تشير معروضاتها إلى دولة أو منطقة معينة، بمعنى هناك فرز للديانات والبلدان، لكن «اللوفر أبوظبي» مكان مميز وهو يمثل رؤية مستقبلية، ونحن مندهشون لسرعة التطور في دولة الإمارات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©