الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التلاقي والتلاغي في علاقة الإسلام والآخر

22 سبتمبر 2006 00:31
ربما يعد موضوع ''الإسلام والآخر'' من المواضيع الإشكالية في التناول في الطروحات الثقافية بما ينطوي عليه من تعدد الاختلافات وربما تشابه النتائج ·· في هذا الإطار قدمت أمس الأول محاضرة في المجمع الثقافي في أبوظبي القاها الشيخ الدكتور عبدالله بن محفوظ بن بية تناولت ''الإسلام والآخر ·· جدلية التلاقي والتلاغي''· في البدء تحدث الدكتور علي الجفري عن منزلة الشيخ الدكتور عبدالله بن بية بما وصفه بالموضوعية في الطرح والحيادية في تقصي المعلومة والجدلية في الحوار· ثم أحيل الحديث إلى الدكتور أحمد الموسى ليشارك في تقديم الشيخ عبدالله بن بية الذي شغل عدداً من الوزارات في موريتانيا وثم تولى امانة منتدى الفكر الإسلامي ثم نائباً لرئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين ثم عضواً مؤسساً في مجلس الافتاء· تحدث الدكتور عبدالله بن بية عن زياراته إلى دولة الإمارات بحب عميق وبشغف واضح إن الأمر المدهش حقاً هو مسألة ''الغرب والإسلام'' من حيث التلاقي والتلاغي واصفاً إياها بقضية الساعة الا أنه اعتبرها قديمة في الجنس، حديثة في النوع· وقال إن منطق الاختلاف بين ما هو غرب وما هو شرق متأت من المنظومة القيمية التي تضم محصلة القيم الدينية والحضارية والفكرية التي يحملها ويتحلى بها الغرب بوصفهم قوماً، وبالطبع فإن تلك المنظومة القيمية لها ما يقابلها ويختلف معها في الشرق، وعندما نقول الشرق فإننا لابد أن نقول بـ ''الإسلام'' وهذا ما يطلقه الغربيون أنفسهم على الشرق الذي يمكن أيضاً أن نقول عنه ''المسلمون'' وفي ضوء ذلك يمكن القول ''أهل الغرب'' و''أهل الشرق'' اصطلاحاً· أما التلاقي والتلاغي ''الالغاء'' فاعتبره الدكتور عبدالله بن بية غير منسجم مع عنوان المحاضرة بوصفه تقابلاً· إذ عدّ التلاقي شيئاً عافياً وبالتالي هو غير موجود بين الطرفين المتقابلين بالمعنى الإنساني الذي نطمح إليه، أما التلاغي ''الإلغاء'' فهو المشاكسة وهو إلغاء واقصاء الآخر من جهة واحدة ولكن ما هي الأسباب التي دعت إلى ذلك؟ اعتبر الشيخ بن بية أن من يتحدث عن مسببات الصراع ليوعزها إلى أسباب تاريخية وأن آخرين يرونها تعبيراً عن المصالح والهيمنة والسيطرة وربما يجدها آخرون بسبب هذا الجوار المتصارع والذي لا ينفك في خلاف مستمر ومتواصل· يعتبر الشيخ عبدالله بن بية أن الجوار الجغرافي في هذه المواجهة متحكم في منطق العلاقة حيث لا يمكن أن يتخلى عن موقعه وأقصد ''الجغرافيا'' بعكس البشر الذين بامكانهم الرحيل· وهو ضمن هذه الرؤية يجد أن هناك عقدة عند الغرب أو المسيحية تحديداً بالرغم من تحول الفكر الغربي إلى العلمانية إلا أنه يحمل ذات التراث المسيحي في أعماقه وبالرغم من ذلك يجد الشيخ أن ثمة ثغرة في جدار حينما نرى ضوءاً في نهاية النفق· ضوءاً خافتاً يتمثل في وجود مسيحيين يتعاطفون مع الشرق إذ الغرب ليس كله على وتيرة واحدة· ثم تحدث الشيخ الدكتور عبدالله بن بية عن الحلول مؤكداً على أهمية الصبر والثبات وتحصين الشباب المسلم من الأفكار الهادمة واشاعة روح التسامح بين الشباب المسلم كيلا يستجيبوا للاستفزاز الموجه من الآخر· وتقوية الجبهة الإسلامية الداخلية· وان التمسك بالثوابت وعدم الانصياع للإرهاب· هي من الأمور التي بامكاننا التحصن بها وأهمها الثبات على الدين والحوار وتقديم الحجة والبرهان للآخرين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©