الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صحافة الإنجليزتخسر «العضاض»وتستقبل قنبلة «المشاكس»بالأحضان!

صحافة الإنجليزتخسر «العضاض»وتستقبل قنبلة «المشاكس»بالأحضان!
22 أغسطس 2014 23:35
هرب لويس سواريز من جحيم الصحافة الإنجليزية، صوب قلعة الفريق الكتالوني، وفي حال نجح في فرض شخصيته التهديفية في صفوف البارسا، فإنه سيكون الرابح الأوحد من قرار الهروب الكبير من جحيم الإنجليز، فقد شنت الصحف البريطانية حملة ضارية عليه داعية «الفيفا» إلى إيقافه بعد حادث «العضة الشهيرة» في المونديال، وبدا للجميع أن الحملة الإنجليزية كان هدفها الانتقام من اللاعب الذي هز شباكهم بهدفين في المونديال متسبباً في وداع إنجليزي «مبكر ومعتاد» عن أجواء المونديال. وبعد مرور أسابيع عدة من رحيله صوب البارسا، لم تجد الصحافة اللندنية مادة مثيرة تعيش عليها وتقتات منها، حتى جاءت أنباء التفاوض بين ليفربول والميلان بهدف الحصول على خدمات النجم المثير للجدل ماريو بالوتيللي، وفي حقيقة الأمر بدا المشهد برمته، وكأن الإنجليز يودعون «العضاض» لكي يكونوا في استقبال قنبلة «المشاكس بالأحضان»، لم لا وهو الدجاجة التي تبيض ذهباً بمفاهيم الشهرة الإعلامية والجدل الجماهيري، حتى ولو لم يكن مفيداً بصورة كبيرة داخل أرض الملعب. لماذا أنا ؟ «لماذا أنا دائماً ؟». . إنها العبارة الأشهر والأكثر إثارة للجدل في ملاعب «البريميرليج» منذ بداية العقد الحالي على الأقل، لقد ظهر بها النجم الإيطالي المثير للجدل بالوتيللي، محتفلاً بالتسجيل في مرمى اليونايتد، في يوم حريق «الأولد ترافورد» على حد تعبير الصحف البريطانية في حينه، حيث نجح بالوتيللي في قيادة مان سيتي لتحقيق الفوز الأهم في تاريخه، والذي شكل نقطة تحول في مسيرة «القمر السماوي»، لم لا وهو الذي حقق الفوز بسداسية على الجار الكبير مان يونايتد في أكتوبر 2011. «لماذا أنا دائماً» ظهرت على قميص بالوتيللي لكي يوجه رسالة إلى الإعلام الرياضي الأقوى في العالم، وهو الإعلام الإنجليزي، فقد اعتادت الصحف الإنجليزية على نشر أخبار «مفبركة» أو «مبالغ فيها»، وربما «صحيحة» في بعض الأحيان عن المشكلات والتصرفات المثيرة للجدل التي يقدم عليها بالوتيللي، وقبل موقعة «حريق الأولد ترافورد»، أشارت صحف الإنجليز إلى أن بالوتيللي أمضى الساعات التي سبقت المباراة في إشعال الألعاب النارية في منزله. يبدو أن الصحف البريطانية كانت هي الرابح الكبير من صناعة «أسطورة المشاكس المثير للجدل»، بدليل أنها لاحقته ورصدت عنه كل كبيرة وصغيرة مستغلة شخصيته الانطوائية، وعدم معرفته بالطريقة المثلى للتعامل مع الإعلام، ولعل الدليل الأبرز على أن صحافة بريطانيا تظل الأكثر استفادة من سلوكيات وتصرفات هؤلاء النجوم، ترحيبها الكبير باقتراب بالوتيللي من العودة إلى «البريميرلج»، وتحديداً إلى «الأنفيلد»، حيث معقل الفريق العريق ليفربول. صحيفة الجارديان أكدت أن الأمر يحمل مخاطرة كبيرة على ليفربول وجهازه الفني وإدارته وجماهيره، ومن أجل التأكد من السيطرة على سلوكيات بالوتيللي وجعله لاعباً مفيداً في الملعب فقط، فقد قرر النادي كتابة بعض الشروط، التي هي أقرب إلى القيود السلوكية على اللاعب، لضمان عدم إثارته لأي مشكلات داخل الملعب أو خارجه. وتابع تقرير الجارديان: «تمت الموافقة مبدئياً بين إدارتي الميلان وليفربول على انتقال بالوتيللي من صفوف الأول إلى الثاني مقابل 16 مليون جنيه إسترليني، وذلك بعد رفض مبدأ الإعارة من جانب النادي الميلاني، وعلى إثر هذا الاتفاق وصل مينو رايولا وكيل أعمال بالوتيللي إلى المرسيسايد الخميس الماضي لإتمام الاتفاق على شروط العقد كافة، وسط اختلافات على الراتب الأسبوعي لبالوتيللي، والذي يطالب بالحصول على 160 ألف استرليني أسبوعياً، وهو ما تم رفضة من إدارة ليفربول حتى الآن، ولكن الجانب الأهم يتعلق بإضافة فقرات وشروط جزائية وعقوبات مالية على بالوتيللي لضمان التحلي بالسلوكيات الجيدة». وداعاً ميلانيللو وكانت الصحف الإيطالية قد أشارت إلى أن بالوتيللي ودع النادي، وقال :«هذا هو يومي الأخير مع الميلان»، كما حرص على وداع الجميع، في حين نشر الميلان عبر موقعه الإلكتروني :«ودع بالوتيللي مركز الميلانيللو الرياضي، وحرص على وداع رفاقه وكذلك أعضاء المكتب الإعلامي في النادي». وظهر بقوة أن هناك شعورا بالرضا والارتياح من جماهير الميلان لرحيل اللاعب عن النادي، فقد كان سبباً في كثير من المشكلات، ويكفي دليلاً على رضا عشاق الميلان عن قرار رحيل اللاعب عن النادي، أن غالبيتهم حرص على تداول ونقل تغريدة للنجم الشهير كريستيان فييري، والذي قال عبر تويتر أن بيع بالوتيللي قد يكون الصفقة الأفضل في تاريخ الميلان. من ناحيتها قالت صحيفة «دايلي ميل»: «إن التعاقد مع النجم الإيطالي ليس مخاطرة كبيرة من الناحية المالية، فالمقابل البالغ 16 مليوناً ليس بالكبير، ولكن الأمر ينطوي على مخاطرة فيما يخص الجانب السلوكي»، مضيفة :«سوف يواجه بريندان رودجرز الذي يشتهر بالهدوء في التعامل مع اللاعبين، تحدياً كبيراً في السيطرة على تصرفات بالوتيللي، فهو في جميع الأحوال لا يريد منه سوى أن يلعب دور البديل في الناحية الهجومية للهداف الأوروجوياني المنتقل من ليفربول إلى برشلونة، كما أن رودجرز ليس مستعداً للدخول في أي مهاترات من أي نوع في موسم يحمل طموحات كبيرة للريدز، في الاستمرار داخل دائرة المنافسة على البطولات». وأشارت الصحيفة إلى أن رودجرز يريد من النجم الأسمر أن يتخلى عن الألعاب النارية، ويتحلى بوميض النجومية، فالفارق بين الحالتين يبدو كبيراً، حيث كانت الألعاب النارية ترتبط بالشغب خارج الملعب، أما وميض النجومية فإنه يتعلق بعطاء اللاعب داخل الملعب، واستغلال قدراته المهارية الخاصة، وقد سبق للمدير الفني السابق لمان سيتي روبرتو مانشيني، أن دخل في خلافات وصلت إلى حد التشابك بالأيدي مع بالوتيللي، ولكنه في نهاية المطاف كان يعترف بأنه يتمتع بقدرات كبيرة لا يستخدمها بطريقة مثالية بسبب مشكلاته وعدم تركيزه داخل الملعب. «ماريو مشاكل» يذكر أن بالوتيللي يبلغ 24 عاماً، وقد بدأ في طرق أبواب الشهرة في صفوف الإنتر خلال الفترة من 2007 حتى 2010، ولكنه واجه مشكلات كبيرة مع جوزيه مورينيو، وانتقل إلى مان سيتي موسم 2010 – 2011 مقابل 20 مليون يورو، وسجل 30 هدفاً في 80 مباراة بمختلف البطولات، وحصل معه على الدوري والكأس، وافتعل بالوتيللي الكثير من المشكلات في فترة وجوده مع سيتي، إلى حد التشابك مع المدرب السابق مانشيني. ثم رحل صوب الميلان في يناير 2013 مقابل 20 مليوناً، وظهر بصورة جيدة في المباريات الأولى بعد عودته، وما هي إلا أسابيع عدة حتى عاد إلى سيرته الأولى، حيث إثارة الجدل وافتعال المشكلات وتراجع المستوى داخل الملعب، وها هو على متن الطائرة المتجهة إلى إنجلترا من أجل التوقيع على اتفاقية العودة إلى أضواء «البريمرليج» من جديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©