الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فــي رمضان·· صيـام عن الإنتـاج أيضـاً!

فــي رمضان·· صيـام عن الإنتـاج أيضـاً!
23 سبتمبر 2006 01:17
استطلاع- قسم الاقتصاد: أكد مسؤولون وخبراء وعاملون في مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة أن إنتاجية العاملين من موظفين وعمال تتأثر سلباً خلال شهر رمضان المبارك، الأمر الذي يرجع في رأيهم لعدة عوامل· ورغم اتفاق الغالبية في استطلاع ''الاتحاد'' على أن إنتاجية العاملين تشهد تراجعاً ملحوظاً في الشهر الفضيل، اختلف المشاركون بشأن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، وأشار عدد منهم إلى أن القطاعات الخدمية والمؤسسات الحكومية بشكل خاص تتأثر أكثر من غيرها من القطاعات رغم أن ظروف العمل فيها تعد أفضل من غيرها حيث يعمل غالبية العاملين في مكاتب مكيفة الهواء في حين لا تتأثر إنتاجية من يعملون تحت الشمس اللاهبة في درجات حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية· وقال مشاركون في استطلاع عن تأثيرات الصيام على إنتاجية العاملين والأداء والقدرة على إنجاز الأعمال المناطة بهم في كافة القطاعات الاقتصادية: إن التأثير على الإنتاجية عادة ما يحدث في الأيام الأولى من الشهر المبارك معللين ذلك بالتغيرات البدنية والنفسية التي يتعرض لها الشخص مع تغيير عاداته اليومية خاصة فيما يتعلق بتوقيت وعدد ساعات النوم وعدم تناول المنبهات التي يقوم غالبية الأشخاص بتناولها صباح كل يوم· وفيما قدر خبير اقتصادي معدل تراجع إنتاجية العاملين في شهر رمضان الكريم بـ20% عن معدل الإنتاج في بقية أشهر العام، رأى غالبية المشاركين في الاستطلاع أهمية تقليص ساعات العمل في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية خلال شهر رمضان لإتاحة الفرصة للعاملين للتعبد وأداء الشعائر خلال رمضان وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية· وانتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع استغلال البعض الشهر الكريم كذريعة للهروب من التزاماتهم تجاه العمل والسهر لساعات طويلة في المقاهي وأمام شاشات التلفزيون ما يؤثر سلباً على إنتاجية العاملين مهما كانت ساعات العمل، مشيرين إلى أن رمضان شهر للعبادة، وأن العمل فيه تعزيز لهذه القيمة الدينية· وقال مشاركون في الاستطلاع: إن هناك إحساساً بروحانية العمل خلال رمضان باعتباره من الأوقات التي يحرص فيها المسلمون على العبادة والتقرب إلى الله، فلاشك أن الاهتمام بالعمل سيأتي في أولويات الصائم الذي يسعى لإتقان العمل وبجودة أعلى خلال الشهر المبارك· ولفت عدد من المشاركين في الاستطلاع إلى أن قياس الإنتاجية يتم بالساعة، وهو الأمر الذي لا يتغير بالنسبة لغالبية المؤسسات الإنتاجية على أن تقليص ساعات العمل يؤثر على إجمالي الإنتاجية في اليوم الواحد· وفي الوقت نفسه، أشار عدد من المشاركين إلى أن الكثير من المجالات لا تعاني من تراجع الإنتاجية بسبب اعتمادها الكبير على التكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي يقلل من الجهد البدني والعضلي بما يجعل التأثير السلبي على الإنتاجية ضئيلاً للغاية· قال أحمد الحوسني مدير إدارة الشركات التجارية في وزارة الاقتصاد إن إنتاجية الموظف لا تقل في شهر رمضان المبارك إلا أن حجم العمل المنجز يتراجع نتيجة انخفاض عدد المعاملات في الشهر الفضيل· واعتبر الحوسني أن تخفيض ساعات الدوام للموظفين في شهر رمضان له ما يبرره مشيرا إلى أن الشهر الفضيل له خصوصيته الدينية والاجتماعية، بالإضافة إلى أن تقليص ساعات الدوام يتماشى مع تراجع عدد المراجعين والمعاملات التي تتلقاها الدوائر الحكومية· ورفض الحوسني فكرة التراخي في العمل في شهر رمضان وقال رمضان شهر للعبادة والعمل أفضل أشكال العبادة لذلك من غير اللائق تبرير التراخي في إنجاز العمل بسبب الصوم· وقال سيف سعيد، موظف في وزارة الاقتصاد، إن الاعتقاد بأن إنتاجية الموظف تنخفض في رمضان عار عن الصحة وان بدا في ظاهر الأمر كذلك· وقال: من غير الواقعي ولا المنطقي أن نجزم بأن الإنتاجية تتراجع بنسب عالية خلال رمضان المبارك والا لفقدت الدول الإسلامية الكثير من انجازاتها وانعكس ذلك على اقتصاداتها· وأكد أن التراجع في إنتاجية العامل في رمضان يعود لانخفاض طاقة البدن في ايام الصيام الأولى فقط· وأوضح سعيد أن إنتاجية المصانع العاملة في الدولة لا تتراجع بالمعنى الفعلي لأنها لا تقوم على جهد عضلي وإنما تقوم على آلات حديثة مبرمجة لإنتاج كميات محددة في الساعة· وقال سعيد إنه يؤيد خفض ساعات العمل في شهر رمضان، ففيه يشعر الفرد بأن الفرصة سانحة ليتقرب من الله ويكفر عن سيئاته لذا فإنه يرغب في قضاء وقت أطول في العبادات، مشيرا إلى أن تخفيض ساعات الدوام لمدة ثلاثين يوما فقط في السنة لن يؤثر على أي من مؤشرات النمو في الدولة· ارهاق بدني يرى رأفت المغربل، الباحث الاقتصادي بوزارة المالية والصناعة، أن إنتاجية الموظف في الدوائر الحكومية والمحلية الرسمية تتراجع في رمضان نتيجة تخفيض ساعات العمل مراعاة لظروف الموظفين الأسرية والعائلية، مشيرا إلى أن الموظف يمارس عمله في ظل حالة من الإرهاق البدني نتيجة السهر لوقت متأخر وفي ذات الوقت استيقاظه للسحور قبيل الفجر مما يؤثر بالتالي على أدائه وإنتاجه· ويلفت المغربل الانتباه إلى أن هذا التراجع في الإنتاجية لا يقلل من أهمية الصيام كفريضة دينية لها قدسيتها وأهدافها الأخلاقية والبدنية والصحية، لكن في ظل عادات وسلوكيات يمارسها الأفراد وترتبط بهذا الشهر من سهر سواء للمتعة أو العبادة أو التزاور وصلة الأرحام فضلا عن الالتزامات الأسرية وآثار الصيام البدنية بسبب كل ذلك يتأثر إنتاج الموظف خلال الشهر· ويشير المغربل من خلال تجربته إلى أن حركة العمل تتراجع في رمضان مقارنة بباقي الشهور وكمية الأعمال المنجزة فيه أقل من مثيلتها باقي العام بنسبة تصل إلى 20 % في العديد من المصالح والهيئات، وفي العادة يلجأ معظم الموظفين خاصة السيدات إلى الانصراف مبكرا من أجل القيام بواجبات المنزل من إعداد للطعام وغيرها، مشيرا إلى أن التراجع أمر طبيعي في ظل هذه الظروف والعادات· ويؤكد أن إنتاجية العامل في بعض القطاعات تتأثر بشكل أكبر من غيرها خاصة القطاعات التي يوجد بها احتكاك كبير بين الموظفين والجمهور كبعض القطاعات الخدمية إضافة إلى الوظائف التي تحتاج إلى قوة بدنية أو مجهود عضلي كعمال المصانع والورش وغيرها، بينما لا تتأثر بعض القطاعات الأخرى، مشيرا إلى أنه يصعب وضع حلول لهذا التراجع في الإنتاجية في ظل الشهر الفضيل نظرا لقدسيته ومكانته الدينية· وقال المغربل إن بعض الوحدات الإنتاجية والورش تلجأ إلى تغيير توقيت الورديات وإضافة فترة مسائية حفاظا على إنتاجيتها من ناحية ومن ناحية أخرى تلبية الطلب والحفاظ على صحة العاملين وعدم إرهاقهم وتحميلهم فوق طاقتهم خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة· وتشير شرين المسكري ـ موظفة ـ إلى أن توافر مستلزمات الإنتاج بالمقادير والأوقات المطلوبة من العوامل المؤثرة في الإنتاجية، وبالإمكان التخفيف من أثر هذا العامل عن طريق استخدام تكنولوجيا متطورة تستوجب قدرا أقل من المواد الخام لإنتاج كمية ما من سلعة معينة· وترى أنه من الصعب القول إن إنتاجية الموظف تنخفض في رمضان نظرا لأن أداء الموظف في كثير من الحالات مرتبط بأعمال لابد أن ينجزها في الوقت المناسب، مضيفة: في حالات كثيرة يستغرق إنجاز بعض المهام في رمضان وقتا أطول منه في غيره من الشهور نتيجة انخفاض ساعات العمل لكن في أغلب المصالح خاصة الجماهيرية والخدمية منها لا يحدث هذا لأن صاحب المصلحة يضغط ويتواجد من أجل إنجاز مصلحته في الوقت المناسب· وتؤكد أن توافر التكنولوجيا الحديثة ووجود أنظمة وشبكات معلوماتية في كل المصالح الحكومية تقريبا يقلل من تأثير الصيام على إنتاجية العامل ويؤدي إلى إنجاز الأعمال في الوقت المناسب، ومن هنا تأتي صعوبة القول بانخفاض الإنتاجية في المصالح الحكومية، مشيرة إلى أنه من البديهي أن الكفاءة الإنتاجية لليد العاملة أمر لا يمكن التقليل من شأنه في ظل تواجد التكنولوجيا، ولا بد من توفير القدر المطلوب من الكفاءات على مختلف المستويات، والعمل بشكل مستمر على رفع هذه الكفاءات· تركيز أقل وتلفت شيرين المسكري إلى أنه ربما يكون مقبولا القول بتراجع الإنتاجية في القطاعات الصناعية والخدمية التي تعتمد على قوة البدن كالورش لكن هذا يتوقف على قدرة صاحب المصنع أو الورشة على تنظيم ساعات العمل وتحسنيها من ربط الأجر بالإنتاج· ورغم ذلك تشير شيرين المسكري إلى أن نسبة التركيز في العمل أثناء الصيام أقل بكثير نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب فضلا عن الإرهاق الناتج عن السهر وتغير نمط النوم وعدد ساعاته، كما أن العديد من الموظفين يلجأون لأخذ أجازة خاصة في النصف الأخير من الشهر الفضيل لأداء العمرة ولذا نلاحظ ارتفاع نسبة التغيب عن العمل، وزيادة نسبة الحوادث الناتجة عن الإهمال أو عدم الضبط والربط، وربما زيادة طفيفة في نسبة الإنتاج التالف والعادم· وقالت إن الحل يكمن في ربط الأجر بالإنتاج والسعي لتنظيم ساعات العمل بإضافة ساعات ليلية، ومحاولة إنجاز أكبر قدر من الإنتاج قبل قدوم رمضان خاصة في المصانع وورش الإنتاج ورفع كفاءة العاملين· قال وضاح عادل، موظف: يختلف نوع وكمية الإنتاج من شخص لآخر حسب نوع الوظيفة أو طبيعة الموظف، فالشخص المدخن أو المتعود على شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة وأنواعها يتعب ويشعر بالصداع طول الوقت، مما يفقده أعصابه ويجعله حاد المزاج لا يتقبل أحدا، وتكون رغبته في النوم أكثر من أي شيء آخر فيتأثر إنتاجه في العمل، ولكن سرعان ما يتغلب بعض الأشخاص على تلك الحالة، فمرحلة الصداع تبدأ بالزوال في أول أيام الصيام حيث يتعود الجسم على المرحلة الجديدة، من تغيير مواعيد شرب المنبهات أو التدخين، فيبدأ الجسم في استعادة نشاطه ويزيد من إنتاجه· وأضاف: أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يدخنون أو غير معتادين على شرب القهوة أو الشاي بشكل دائم، فيكون الصوم طبيعيا وغير متعب سوى الإحساس بالجوع لدى البعض· ويرى وضاح أن وجبة الغذاء الذي يتناولها الموظف خلال فترات العمل، تؤثر على الإنتاجية بحيث يشعر الشخص بالخمول والرغبة في النوم، وعدم الرغبة في أكمال الدوام، والسبب يرجع إلى العوامل السيكولوجية مما يؤثر سلبا على إنتاجية العمل· وأشار إلى أن أكثر القطاعات تأثرا في إنتاجية العمل التي تحتاج إلى تحرك خارج مقر العمل إلى جانب ساعات العمل الطويلة، ونوع الجهد المطلوب في العمل، فالوظائف التي تعتمد في إنتاجيتها على مكان واحد وهو مقر العمل، بعكس الآخرين· وقال وضاح إن الموظف في أي قطاع يتأثر في التغييرات التي تحدث في الشهر الفضيل، فطبيعة رمضان تؤثر على الجميع فبعد أن كان يخلد للنوم عند الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً يسهر غالبية الناس في رمضان إما للعبادة أومشاهدة المسلسلات· وقال موسى محمد عيسى إن تراجع إنتاجية الموظفين بمختلف المؤسسات والشركات في شهر رمضان يعد أمراً طبيعياً ومنطقياً بالنظر إلى تقليل ساعات العمل من 8 إلى حوالي 6 ساعات في أغلب المؤسسات الحكومية، وهو ما يعني حدوث فرق طبيعي بالتــــــوازي مــــــع هـــــــذا التخفيـــــض· وقال: اعتقد انه بالإضافة إلى التراجع الطبيعي المرتبط بساعات العمل، فإن زخم العمل يقل بشكل عام خلال الشهر الفضيل، فأعداد المراجعين في الكثير من المؤسسات تقل خلال هذا الشهر وهو ما يعني تراجعاً في العمل بطبيعة الحال حيث يفضل أغلب المراجعين تأجيل أعمالهم إلى ما بعد رمضان· وأشار إلى أن أغلب الناس يدركون طبيعة أوضاع الموظفين في شهر رمضان، وبالتالي يكون هناك قدر من التفهم لتراجع الإنتاج لديهم خصوصاً من العاملين في وظائف تحتك بالجمهور والمراجعين· وأشار موسى إلى أن هناك أعمالاً لا يشعر الموظفون فيها بتقليل ساعات العمل بشكل كبير، فأنا أعمل في التدريس وخلال شهر رمضان سيتم تقليل الحصص الدراسية بمقدار 5 دقائق لكل حصة، وهذا أمر طبيعي في هذا النوع من العمل إلا أن هناك وظائف أخرى تنخفض بمعدل ساعتين، وبشكل عام فإن الجميع يشترك في تراجع قدراتهم الإنتاجية خلال رمضان وهو أمر طبيعي· بلا تغيير من جهته يرى علي راشد الظبع انه عند مقارنة إنتاجية الموظف في شهر رمضان بالأوقات الأخرى لابد من أخذ تخفيض ساعات العمل بعين الاعتبار، وقال: أعتقد أن مقارنة اليوم الواحد في رمضان بالإنتاج في يوم آخر سيظهر فرقاً واضحاً لكن إذا قارنا إنتـــــاج الموظف في الساعة خلال رمضان بإنتاج الساعة في الأوقات الأخرى فلن يكون الفرق كبيراً، وبالتالي فحدوث نوع من التراجع يعد أمراً طبيعياً· وأضاف الظبع: أغلب الناس لديهم انطباع بأن عمل أي شخص يتراجع في رمضان لكن ذلك مرتبط بطبيعة العمل الذي يؤديه، فأنا أعمل في مؤسسة الإمارات للاتصالات وطبيعة الإنتاج في عملي تسير على مستوى واحد سواء في شهر رمضان أو في الأوقات الأخرى إذا أخذنا بعين الاعتبار تقليل ساعات العمل إلى 6 ساعات، وبالتالي فهناك وظائف لا يظهر فيها التراجع في الإنتاجية خلال رمضان· وأشار إلى انه بالإضافة إلى تقليل ساعات العمل، فطبيعة الناس في شهر رمضان يغلب عليها الهدوء نظراً للأجواء الدينية التي تزداد خلال الشهر الفضيل، وهو ما ينعكس أيضاً على الجميع سواء الموظفين والعاملين او حتى المدراء ورؤســـــاء الأقســــــام والمســـؤولين· وقال: هناك من يحاولون استغلال الوضع للتملص من التزاماتهم الوظيفية حيث يسهر البعض، وبالتالي يتأخرون على أعمالهم ووظائفهم، كما أن القنوات التلفزيونية تشجع على السهر في رمضان نظراً لتركيزها على بث برامج جديدة مخصصة لهذا الشهر، وهو ما يكون له تأثيره على الجميع· من جانبه دعا مشعل محمود الحمادي إلى إعادة النظر في نظام تقليل ساعات العمل خلال شهر رمضان، وقال: هناك وظائف وأعمال في داخل المكاتب وتعتبر وظائف مريحة ولا تستدعي بذل مجهود كبير، وهناك وظائف وأعمال أخرى تتطلب جهداً وعملاً خارجياً يكون شاقاً في الكثير من الأوقات، وبالتالي فمن الضروري أن تتم مراعاة أصحاب الأعمال التي تحتاج إلى مجهود أكبر في العمل الميداني تحت أشعة الشمس وذلك من خلال إيجاد صيغة جديدة لتخفيض ساعات العمل، ولا اعتقد انه من المنطقي أن تتم المساواة بين كافة أنواع من العمل· وأضاف: الكثير من الأشخاص الذين تتراجع إنتاجيتهم في رمضان لا يكون الصوم هو السبب في هذا التراجع، فهناك من يسهر حتى الفجر في المقاهي، ويعودون إلى بيوتهم مع الفجر، فكيف سيؤدي هؤلاء أعمالهم في الصباح؟ وقال: هناك من يستغل شهر رمضان ليتهرب من أعماله ومسؤولياته فنسب الغياب تزداد خلال رمضان، إلا أن ذلك يظل محصوراً في فئة معينة من الناس ولا يمكن تعميمه على الجميع· انخفاض المعاملات ويؤيد مشعل تخفيض ساعات العمل خلال شهر رمضان، وقال: هناك التزامات دينية واجتماعية خلال شهر رمضان، وبالتالي فأي شخص بحاجة إلى بعض المرونة في الواجبات المطلوبة منه في عمله، وبالتالي فأنا اعتقد أن تخفيض ساعات العمل أمر إيجابي وحقق فوائد كثيرة يحتاجها جميع العاملين والموظفين· وقال محمد أحمد موظف: إن الاعتقاد بأن إنتاجية الموظف تنخفض في رمضان غير صحيح لأن المعاملات المقدمة إلى الموظفين تتناقص عددها وبالتالي يصبح الإنتاج أقل وذلك ليس تكاسلاً من الموظف نفسه ولكن الجو العام يفرض بعض التراجع في الإنتاجية في شهر رمضان قد يكون لانشغال الأفراد بالنواحي الدينية، لا أعتقد أن كل الوظائف تتأثر في رمضان وإلا لخسرت الدولة الكثير ولكن تقل المعاملات الحكومية وغيرها من الأمور التي تتعلق بالتجارة كالإعلان عن المشاريع التي دائماً يختار التجار بداية المواسم للإعلان عن مشاريعهم· ومن ناحيته قال حسن الكثيري، الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك، إن التراجع في إنتاجية العامل في رمضان قد يكون فيه القليل من الصحة ولا نستطيع إنكار ذلك لأن طاقة البدن تقل لعدم حصوله على الطعام والشراب إلا أن الموظف سرعان ما يستعيد نشاطه بعد أيام قليلة من الصيام ويصبح الصوم طبيعياً ويتقدم بإنتاجه لأنه يكون قد اعتاد على الصيام· وأضاف الكثيري أن تقليل ساعات العمل أمر طبيعي لأن الطاقة لدى الفرد سرعان ما تنقص في نهاية اليوم ويصبح تواجده في العمل دون جدوى· وأوضح أن إنتاجية المصانع لا تتراجع لأنها تعتمد على الأجهـــــزة المتطــــورة ويقتصر دور العامل على الإشراف فقط· وقالت عائشة عبدالله موظفة: إن الإنتاجية في شهر رمضان تتراجع وهذا أمر طبيعي لأن الموظفين في نهاية الأمر هم بشر ولابد من تأثرهم بالصيام ولكن هناك عوامل أخرى تؤثر في تراجع الإنتاجية كقلة المراجعين في الوزارات والهيئات الحكومية وليس من المنطقي أن نتهم الموظفين بتكاسلهم فهناك الكثير من العوامل التي يدخل بها تراجع الإنتاج· وتضيف أن تخفيض ساعات العمل في شهر رمضان أمر به نوع من الرأفة من قبل الحكومة تجاه الشعب وليس دولة الإمارات هي الوحيدة التي تتبع تقليل ساعات العمل فهناك العديد من دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي تقلل من ساعات العمل في شهر رمضان، كما أن دولة قطر والمملكة العربية السعودية تعتمد آخر عشرة أيام من رمضان إجازة رسمية لجميع القطاعات وبذلك تحث الدولة شعبها على العبادة من خلال قرار الإجازة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©