الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل يتراجع أداء السوق خلال رمضان ؟

23 سبتمبر 2006 01:19
بقلم - زياد الدباس: خسرت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في الأسواق المالية حوالي (21) مليار درهم خلال الأسبوع الماضي، وهو من الأسابيع القاسية على المضاربين في الأسواق ونسبة انخفاض المؤشر بلغت 3,36 في المئة لترتفع خسائر مؤشر بنك أبوظبي الوطني للأســـــواق المالية إلى 31,7 في المئــــة خلال العام الجاري· واحتلت أسهم شركات المضاربة المراتب الأولى في نسبة التراجع خلال الأسبوع، وفي مقدمتها شركة إعمار التي تراجع سعر أسهمها 7,2 في المئة بينما تراجع سعر سهم الشركة الإسلامية العربية للتأمين 9,3 في المئة وشعاع 7,36 في المئة وشركة طاقة بنسبة 7,6 في المئة وأبوظبي الإسلامي 7,15 في المئة وأملاك 6,15 في المئة، وعدد الشركات التي انخفضت أسعارها السوقية خلال الأسبوع الماضي حوالي (60) شركة مقابل ارتفاع أسعار أسهم عدد (18) شركة· ولم تشهد السوق أية تداولات على أسهم (21) شركة والملفت للانتباه أن أسهم الشركات القيادية تضامنت مع أسهم شركات المضاربة في انخفاض الأسعار دون مبررات منطقية أو موضوعية، وخسائر السوق خلال الأسبوع الماضي كانت لها تأثيرات سلبية على معنويات المضاربين، وتأثيرات سلبية على مستوى الثقة وحجم السيولة المتدفقة على الأسواق المالية حيث تراجع حجم التداول بنسبة 40,8 في المئة، وتراجع عدد الأسهم المتداولة بنسبة 39,8 في المئة وعدد العقود المنفذة بنسبة 28 في المئة خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي سبقه· ويرتبط عدم تعافي السوق بسلوكيات المضاربين الذين يسيطرون على أكثر من 90 في المئة من تداولات الأسواق ويركزون تداولاتهم على أسهم شركات معدودة كما أن بقية المتعاملين يتبعونهم في حالتي الصعود أو الهبوط بشكل جماعي دون التفريق بين أسهم الشركات القيادية وشركات المضاربة وبين أسهم الشركات الرخيصة والشركات المبالغ بأسعارها· وأضفى تراجع السوق خلال الأسبوع الماضي مزيداً من الضبابية على وضعها خلال الفترة القصيرة القادمة حيث إن فرص صعود الأسعار متوفرة وفرص الهبوط ما تزال قائمة واستمرارية سماح بعض الوسطاء للمضاربين بالشراء على المكشوف والبيع القسري بعد الشراء من أسباب عدم استقرار الأسواق· كما خلق تراجع السوق خلال الأسبوع الماضي فرصاً استثمارية إضافية على أسهم العديد من شركات العوائد في مختلف القطاعات حيث نلاحظ أن بعض الشركات تتداول أسهمها بمضاعفات تقل عن (13) مرة وبعضها تقل عن عشرة مرات· ولا يتوقع أن يكون لقرار هيئة الأوراق المالية بإيقاف التداول في الأسواق المالية يوم السبت اعتباراً من اليوم بالإضافة إلى يوم الجمعة تأثير سلبي على أداء الأسواق حيث إن كميات الأسهم المتداولة سوف تتوزع على خمسة أيام عمل بدلاً من ستة أيام والمعلوم أن أسواق الأسهم هي أسواق نقل ملكيات من مستثمر إلى آخر وغير مرتبطة بقطاع انتاجي· وبالتالي فإن قيمة الأسهم المتداولة في الأسواق لا تدخل في حسابات الناتج المحلي الإجمالي للدولة وسوق الأسهم الإماراتي قبل هذا القرار كان السوق الوحيد الذي يغرد خارج السرب حيث إن جميع الأسواق الخليجية والعربية والعالمية تغلق أبوابها لمدة يومين من كل أسبوع وباستثناء سوق الكويت للأوراق المالية وسوق الأسهم السعودي فإن باقي الأسواق الخليجية والعربية تغلق أبوابها يومي الجمعة والسبت بينما تغلق أبواب سوقي الكويت والسعودية يومي الخميس والجمعة وتغلق أبواب معظم الأسواق العالمية يومي السبت والأحد من كل أسبوع ومن الصعوبة التكهن بحركة الأسواق المالية في الدولة خلال شهر رمضان المبارك حيث تنخفض ساعات الدوام الرسمي مع بقاء عدد ساعات التداول على حالها بينما ينشغل بعض المستثمرين والمضاربين بالأمور الاجتماعية والدينية خلال الشهر· ويتفاوت أداء الأسواق خلال شهر رمضان من سنة إلى أخرى حيث يتزامن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام مع موجات تصحيح تتعرض لها الأسواق المالية وخسائر كبيرة تعرض لها معظم المستثمرين والمتعاملين في الأسواق خلال هذا العام حيث بلغ متوسط خسائر المستثمرين خلال العام 31,7 في المئة بينما بلغ متوسط مكاسب المستثمرين خلال نفس الفترة من العام الماضي 120 في المئة وحيث بدأت موجة تصحيح الأسواق خلال شهر نوفمبر من العام الماضي· وإذا كنا نتوقع استقرار الأسواق خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان والخمسة أيام الأخيرة فإن الفترة الباقية من الشهر سوف تشهد إفصاح الشركات المساهمة عن بياناتها المالية عن فترة التسعة شهور الأولى من هذا العام· وبالتالي يصعب التكهن بمدى تفاعل الأسواق مع هذه البيانات في ظل توقعات أن تشهد بعض الشركات نمواً إضافياً في صافي أرباحها التشغيلية مستفيدة من النمو الكبير الذي يشهده اقتصاد دولة الإمارات وانتعاش قطاعات الاقتصادية المختلفة بينما تستمر معاناة الشركات التي تعتمد على أرباحها من استثماراتها في سوق الأسهم بالرغم من تحسن أداء السوق خلال الربع الثالث من هذا العام مقارنة بالأداء خلال الربع الثاني وما زلنا نتوقع قيام بعض الاستثمارات المؤسسة (محافظ الاستثمار الكبير وصناديق الاستثمار) بعمليات تجميع هادئة على أسهم الشركات القيادية والتي تتميز بمؤشرات ربحية عالية ومؤشرات نمو متميزة ومضاعفات أسعار منخفضة· وتفاوت أداء صناديق بنك أبوظبي الوطني خلال الأسبوع الماضي مرتبط بنوعية وحجم الأسهم المتوفرة في كل صندوق فالصندوق الذي يمتلك كمية كبيرة من أسهم شركة إعمار على سبيل المثال تراجع أكثر من باقي الصناديق نظراً لتراجع سعر أسهم شركة إعمار بنسبة 7,2 في المئة بينما استفاد هذا الصندوق من ارتفاع سعر أسهم شركة إعمار أكثر من غيره خلال شهر أغسطس وبصورة عامة يلاحظ أن أداء الصناديق أفضل من أداء مؤشر الأسواق بالرغم من الاختلالات المختلفة في سوق الأسهم الإماراتي وفي مقدمتها تركز التداول على أسهم شركات محدودة وانخفاض سيولة أسهم الشركات القيادية والتي تؤدي إلى تقلبات مستمرة في حركة السوق وأداء مؤشراته·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©