الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط تتطلع لاكتشافات ضخمة في أعماق خليج المكسيك

23 سبتمبر 2006 01:20
إعداد - أيمن جمعة: مع عجز شركات النفط الغربية عن الوصول إلى 75% من مصادر النفط والغاز العالمية، فان تكدس خزائنها بالأموال الناجمة عن القفزات السعرية القياسية، شجعها على تخصيص مبالغ كبيرة لعمليات التنقيب عن مصادر جديدة·· وهناك من يعتقد أن الآبار السحيقة في خليج المكسيك قد تقدم الحل لمشكلات سوق النفط العالمية· وكان فريق من خبراء الجيولوجيا في شركة ''شيفرون'' قدروا أن بالامكان استخراج ما بين ثلاثة مليارات و15 مليار برميل من قاع خليج المكسيك· ويقول لاري نيكولاس رئيس ديفون ''أشك ان الرقم يقف الآن عند الحد الأدنى''· وتشير صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الى ان شركة شيفرون وشركاء نجحوا في تحقيق بعض الاكتشافات الضخمة عند أعماق تصل إلى خمسة كيلو مترات في خليج المكسيك قبالة السواحل الاميركية· وجاء أول اختبار لامكانية استخراج النفط من هذه الآبار السحيقة ناجحا في حقل ''جاك'' الذي تديره شركة ''شيفرون'' وحلفاؤها وهما ''ديفون انيرجي كورب'' الاميركية و''ستيت اويل'' النرويجية· ونجاح هذه الاختبارات يمهد الطريق أمام تطوير حقل جاك الذي يقع على بعد 430 كيلو مترا جنوب غربي نيواورليانز، وسيجعل الباب مفتوحا أيضا أمام عشرات من الاستكشافات المماثلة· ويرى المراقبون أن هذه الاكتشافات قد تقدم أكبر مصدر داخلي للنفط في الولايات المتحدة منذ اكتشاف حقول ''نورث سلوب'' في الاسكا قبل أكثر من جيل· ويقول خبير في شركة وود مكينزي لاستشارات الطاقة ومقرها ادنبره ''مع سعي شركات الطاقة حثيثا لاستبدال احتياطياتها فان أعماق خليج المكسيك من احد قصص التنقيب الناجحة القليلة''· ومثل هذه المشاريع هي حجر الزاوية في استكشاف الآفاق التجارية للمنطقة· ويعتقد بول سيجيل رئيس وحدة الاستكشاف في أعماق الخليج بشركة ''شيفرون'' انه استنادا إلى كميات النفط الموجودة وأوضاع الحقول فان الأمور تدعو للتفاؤل· آفاق المنطقة ولم تكشف الشركات عن حجم النفط الذي تعتقد انه موجود في غالبية حقول المنطقة، لكن ''ديفون'' تقول إن كل من اكتشافاتها الأربعة بما في ذلك حقل جاك، يحتوي على 300 مليون برميل على الأقل مما يجعلها من أكبر الاكتشافات على مستوى العالم خلال السنوات القليلة الماضية· ويقدر مسؤولو ''شيفرون'' و''ديفون'' أن تكون المكامن المكتشفة أخيرا في قاع خليج المكسيك تحتوي على ما قد يصل الى 15 مليار برميل من النفط والغاز· وإذا نجحت الصناعة في الوصول إلى هذه الكمية فهذا يعني رفع الاحتياطي الاميركي المثبت بنسبة 50% ليصل إلى 29,3 مليار برميل· وإذا تم استغلال هذه الاكتشافات بشكل جيد فإنها قد تقدم إنتاجا يقارب بل وربما يفوق حقل ''برودو باي'' العملاق في ألاسكا، وهو الأكبر في الولايات المتحدة· ورغم أن هذه الاحتياطيات ضخمة فإنها لن تبشر باقتراب عهد انخفاض أسعار النفط فمكامن الخام في خليج المكسيك لا تقارن حقول النفط في الشرق الاوسط او حتى حقل ''كنتاريل'' المكسيكي الضخم قبالة شبه جزيرة يوكاتان· ومع ذلك فان اكتشاف مصدر نفطي كبير في المياه الإقليمية الاميركية قد يساعد على تهدئة أوضاع سوق النفط المتقلبة· وتشير وول ستريت جورنال إلى انه رغم تراجع سعر النفط عن مستوى 75 دولارا، فان هناك عوامل تدفعه صعودا تشمل تناقص الطاقة الإنتاجية الإضافية والمخاوف من أن الإنتاج العالمي قد وصل إلى ذروته وحالة عدم الاستقرار في عدة دول منتجة للنفط إضافة إلى تنامي موجة لتأميم قطاع النفط والتي دفعت بعض الدول لتشديد سيطرتها على مصادرها من النفط والغاز كما حدث في بوليفيا· أعمق الآبار ويعتقد خبراء الصناعة ان بئر جاك وهو من أعمق ابار الانتاج في العالم، قد تكلف اكثر من 100 مليون دولار· وتطوير هذا الحقل وغيره من الحقول المجاورة قد يتطلب انفاق مليارات الدولارات على اعمال التنقيب وبناء منصات حفر ومد خطوط أنابيب لنقل النفط الى الشاطئ· ولم يتم بعد استغلال غالبية الاكتشافات في المنطقة· فهناك أربعة اكتشافات قرب ''جاك''؟·· وعلى مسافة 320 كيلو مترا الى الغرب هناك خمسة اكتشافات أخرى منها حقل ''جريت وايت'' التابع لرويال داتش شل والذي تعتقد مؤسسة وود مكينزي انه يضم 500 مليون برميل من النفط والغاز· ويبدو ان شركة ديفون ومقرها مدينة اوكلاهوما بقيمة سوقية تبلغ خمس قيمة شيفرون، هي التي ستحقق أكبر استفادة من احتياطيات النفط في خليج المكسيك·· فهي تستحوذ على ثاني اكبر عدد من اتفاقيات التنقيب بعد شيفرون في المنطقة· ويقول مسؤولو الشركة إنهم يعتقدون ان مصالح ديفون في أربعة اكتشافات بينها حقل جاك وكاسيكدا يمكن ان تحتوي على 900 ملين برميل من الاحتياطيات · وتأمل شيفرون وحلفاؤها ان يطلق حقل جاك موجة من عمليات التنقيب في خليج المكسيك· ومنذ بدء عمليات التنقيب هناك عام 1947 تم استخلاص اكثر من 99% من النفط والغاز الطبيعي من صخور لا يزيد عمرها على 24 مليون عام لكن جاك والحقول الاخرى موجودة في صخور أكثر قدما والتي أتاحت التكنولوجيا الحديثة امكانية الوصول اليها باستخدام منصات حفر عائمة والبحوث السيزمية والموجات الصوتية· لكن هذه المشاريع لا تزال تنطوي على تحديات تتعلق أساسا بالتنقيب في أعماق لم يصل اليها من الانسان من قبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©