الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شافيز وبداية موسم المتاعب السياسية

7 فبراير 2010 20:54
يواجه الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إحدى أسوأ اللحظات السياسية لرئاسته التي بدأت قبل 11 عاما، كما تُظهر استطلاعات الرأي أنه، ولأول مرة منذ عدة سنوات ثمة ضوء في نهاية النفق بالنسبة للمعارضة. فخلال الأسابيع الأخيرة، سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ بالنسبة لشافيز، حيث تشهد فنزويلا حالياً أسوأ تضخم في أميركا اللاتينية، وثمة نقص متزايد في الماء والكهرباء. وعلاوة على ذلك، فقد أسفرت احتجاجات الطلبة عن مقتل شخصين على الأقل، وأدت التدابير الجديدة التي اتخذت في حق القنوات التلفزيونية المستقلة إلى حشد المعارضة، وأحرجت فضائح الفساد المدوية النظام، وأفضت الانقسامات الداخلية المتزايدة داخل محيط شافيز إلى إقالة أعضاء كبار في الحكومة. وفي هذا السياق قالت وكالة "أسوشييتد برس"، المعروفة بحيادها، إن "نموذج الحكم المتأثر بالاشتراكية، والذي يسميه شافيز ثورته البوليفارية (نسبة إلى سيمون بوليفار) بات ضعيفاً". والواقع أن معظم وسائل الإعلام الدولية تتوقع ازدياد متاعب شافيز في الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر المقبل وفي الانتخابات الرئاسية في 2012. وفي انتظار ذلك، يكثف شافيز على نحو غير مفاجئ إجراءاته السلطوية ويرد على الأحداث بمزيد من التحدي والتصعيد اللذين يميزان شخصيته، حيث تعهد في الثاني من فبراير بالبقاء في السلطة "لأحد عشر عاما أخرى" زاعماً بأن "ثورته البوليفارية" ستظل في السلطة "لـ900 عام". غير أن استطلاعاً جديداً للرأي أجرته المؤسسة الفنزويلية "هينترليسز" أظهر أن قاعدة شافيز السياسية آخذة في التقلص. ومن بين أبرز خلاصات هذا الاستطلاع الذي أجري في نوفمبر الماضي: - 61 في المئة من الفنزويليين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخطأ، بينما يقول 37 في المئة إنها تسير في الاتجاه الصحيح. - 78 في المئة من الفنزويليين يقولون إنهم لا يتفقون مع قرار شافيز الأخير القاضي بسحب قناة "آر. سي. تي. في" التلفزيونية من قنوات "الكابل"، بينما يتفق معه 18 في المئة فقط. - 61 في المئة من الفنزويليين يؤيدون الاحتجاجات الطلابية المعارضة لشافيز، بينما يرفضها 30 في المئة. - 87 في المئة من الفنزويليين لا يريدون أن تصبح بلادهم مثل كوبا، بينما يريدها 9 في المئة كذلك. - 28 في المئة من الفنزويليين يقولون إنهم سيصوتون لمرشحين يؤيدون شافيز في انتخابات سبتمبر التشريعية، بينما يقول 26 في المئة إنهم سيصوتون لمرشحي المعارضة، في حين يقول 34 في المئة إنهم سيصوتون لمرشحين مستقلين. - معدل التأييد الشعبي لشافيز تراجع من 51 في المئة في فبراير 2009 إلى 39 في المئة في نوفمبر 2009. - 55 في المئة من الفنزويليين يصفون أنفسهم بأنهم "ليسوا من المؤيدين لشافيز وليسوا من المعارضين له"، بينما يعتبر 27 في المئة أنفسهم من مؤيدي شافيز، و14 في المئة يصفون أنفسهم من "المعارضين". - 75 في المئة من الفنزويليين يقولون إن البلد في حاجة إلى زعماء جدد، بينما يبدي 21 في المئة اختلافهم مع هذا الرأي. وحسب الجزء التحليلي من الاستطلاع، فإن الفنزويليين يعانون من "ضعف الكاريزما"؛ ويتوقع التقرير أن يزداد الفنزويليون تشككاً في كل من خطاب شافيز الإيديولوجي وخطابات زعيم المعارضة المناوئ لشافيز، كما يرى أن استراتيجية شافيز ستقوم على تعميق انقسام البلاد وتكثيف حملة "تمجيد الفقر" من أجل دعم هوية "الطبقة الاشتراكية" للفقراء، مع العمل في الوقت نفسه على تشويه سمعة زعماء المعارضة كأوليجاركيين هدفهم إعادة النظام القديم. ويضيف التقرير قائلًا: "إن أكبر نقطة قوة لدى الرئيس شافيز تتمثل في غياب بديل... فهناك أغلبية صاعدة غير راضية عن الظروف الحالية، ولكنها لا ترغب في العودة إلى الماضي أيضاً. غير أن ما تحتاجه فنزويلا ليس زعيماً كبيراً، بل إن إحدى مشاكلها هي أن لديها عدداً كبيرا جدا من "الزعماء". وفي حديث عبر الهاتف، قال لي رئيس شركة "هينترليسز" أوسكار شيميل إن زعيم المعارضة الذي قال عنه معظم الناس إنهم سيصوتون له هو عمدة تشاكاو السابق الكاريزمي ليوبولدو لوبيز، الذي حصل على 4 في المئة فقط من دعم الناخبين. والحقيقة أن شافيز يعد اليوم أكثر هشاشة من أي وقت مضى، وإذا لم يحدث ارتفاع مفاجئ في أسعار النفط، فإن مشكلات نظامه وإدارته ستزيدان الأمور سوءا، وستتمثل خطته في الهرب إلى الأمام، بل وربما الذهاب إلى حد فبركة انقلاب بهدف إلغاء الانتخابات التشريعية المقبلة. غير أنه من أجل مواجهة شافيز في 2012، ستحتاج المعارضة الفنزويلية لإيجاد منافس، يكون نسخة محلية للرئيسة النيكاراجوية السابقة فيوليتا شامورو، الأرملة التي كان أبناؤها على طرفي الحرب الأهلية التي شهدها ذلك البلد في الثمانينيات. وهذا المنافس يمكن أن يكون شخصا مثل رئيسة الجامعة المركزية الفنزويلية سيسيليا جارسيا أروتشا؛ أو حاكم ولاية لارا، هنري فالكون، أو أي شخصية أخرى لديها رسالة ذات مصداقية بخصوص المصالحة الوطنية واستعادة الاقتصاد لعافيته. فذلك من شأنه أن يطرح أكبر تهديد بالنسبة لحلم شافيز بـ"رايخ" يدوم 900 عام. مراسل صحيفة «ميامي هيرالد» لشؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©