الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دفن ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض!

23 سبتمبر 2006 01:20
تقنية ضخ ثاني اكسيد الكربون في أعماق الأرض معروفة منذ فترة طويلة، حيث تستخدمها شركات النفط لدعم الإنتاج في حقولها·· لكن أحدا لم يفكر حتى وقت قريب في تطوير الأمر بحيث نقوم بتخزين هذا الغاز وغيره من الانبعاثات الضارة بالبيئة، بشكل دائم في أعماق الأرض بدلا من إطلاقه في الهواء· ويقود هذا التيار، الذي يعتقد البعض انه السبيل الوحيد لاستمرار ''صناعات الوقود الاحفوري''، شركة ''استيت اويل'' وهي أكبر شركة للطاقة في النرويج تلتها شركة َ فَف ُِْ للطاقة التي تخطط منذ عام 2000 لتخزين ما لا يقل عن 20 مليون طن من ثاني اكسيد الكربون في قاع حقل ويبرن الكندي، أي ما يعادل الانبعاثات السنوية لـ6,8 مليون سيارة· ويعتقد البعض أن فكرة تخزين ثاني أكسيد الكربون الذي تنتجه شركات الطاقة في باطن الأرض قد تقدم حلا لمشكلة انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، وبالتالي يساعد الشركات على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من خلال مصادر الوقود الاحفوري دون تكبد ما يعرف باسم ضرائب الكربون الباهظة·· لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من أن الفكرة قد تكون خطيرة ومعقدة تماما مثل استخلاص النفط والغاز من باطن الأرض· وتشير صحيفة ''لوس انجلوس تايمز'' إلى أن شركة ''استيت اويل'' تحاول منذ عام 1996 تقليل انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض والمنطلقة من مجمعها ''سليبنر'' المطل على بحر الشمال، وذلك بضخ مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا في طبقات عميقة أسفل قاع البحر· وتضيف ''لا تقوم ستيت أويل بهذا لإنقاذ البيئة وحمايتها بل لتوفير المال· فالمحطة المسؤولة عن ضخ هذه الكميات من ثاني أكسيد الكربون في المجمع تكلفت حوالي 80 مليون دولار لكنها توفر على ستيت اويل 53 مليون دولار سنويا كان من المفترض أن تدفعها للحكومة النرويجية في صورة ضرائب على انبعاثات الكربون''· وفي هذا الإطار، تقوم ''استيت اويل'' باستخلاص الغاز الطبيعي إلى منصات المعالجة في مجمع ''سليبنر'' حيث يتم هناك فصل ثاني أكسيد الكربون عن الغاز، ثم إعادة ضخه في الماء عبر أنبوب نحو الأعماق، لتخزينه في طبقة رملية سميكة على عمق يزيد على 2600 قدم تحت سطح الماء· ومنذ أن بدأت ''استيت اويل'' في تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض عام 1996 وهي تراقب المخزون بمسوح سيزمية ثلاثية الأبعاد وتقول إن الخزان لم يتحرك من مكانه· ويتناقض هذا السيناريو مع ما تقوم به كل شركات الطاقة تقريبا حيث تقوم بالتخلص من ثاني أكسيد الكربون بإطلاقه في الهواء· ويرى البعض أن هذه الوسيلة قد تكون الحل الامثل لاستمرار صناعات الوقود الاحفوري وسط توقعات بتزايد الطلب على الطاقة إلى الضعف خلال العقود المقبلة وان يتم تلبية جانب كبير من هذه الزيادة من الوقود الاحفوري· خزانات آمنة وتعتقد إدارات الأبحاث في شركات النفط أن طبقات ما تحت قاع الماء في بحر الشمال تستطيع أن تحتفظ بأمان بكل انبعاثات غازات ثاني اكسيد الكربون التي تنتجها محطات الطاقة الأوروبية خلال القرون الستة المقبلة· كما يقول خبراء جامعات هارفارد وكولومبيا ومعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة إن طبقات قاع المحيط بطول الساحل الاميركي تكفي لتخزين كل انبعاثات ثاني اكسيد الكربون لآلاف السنين· ويقول دانييل شراج خبير البيئة في هارفارد ''الطاقة الاستيعابية لا حدود لها· سينفد الفحم قبل فترة طويلة جدا من اكتمال المساحة التخزينية المتاحة''· ويقول العلماء إن أفضل طريقة لدفن ثاني اكسيد الكربون هو وضعه في باطن المحيط على عمق يزيد على تسعة آلاف قدم· ونظريا فان تخزين الغاز وهو مضغوط بشدة إضافة إلى برودة الماء الشديدة ستجعله مستقرا في مكانه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©